منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Jul-2009 الساعة : 12:43 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


الدرس الرابع



{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

في هذه الآية أسرار، ولكشف بعض هذه الأسرار، ورد عن أهل بيت الطهارة، أنّه دخل رجل على الإمام أبي عبد الله الصادق فقال له: يا ابن رسول الله، القرآن الكريم يقول: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} وفي آية اخرى يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} إذاً كيف يمكن الجمع بين تسبيح الملائكة ليل ونهار، لا يقترون ولا يملّون ولا يسكنون، وبين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} كيف يمكن الجمع بين الذكر الدائم الذي لا يفتر فيه الملك من ذكر الله سبحانه وتعالى، وبين الصلاة على النبيّ وآله؟

فيجيبه الإمام الصادق : «إنّ الله تعالى لمّا خلق محمّداً صلّى الله عليه وآله أمر الملائكة فقال: انقصوا من ذكري بمقدار الصلاة على محمّد، فقول الرجل: صلّى الله على محمّد، في الصلاة مثل قوله: سبحانه الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر».

إذا ينقص الله عزّ وجلّ من ذكره، لذكر المصطفى وآله، وهذا يعني أنّ تأكيد الحق من فوق عرشه على أهمية هذا الذكر، وأنّه هو السرّ في الوصول إلى حقيقة الكلمات الأربعة، ولا يمكن فقه الكلمات الأربعة ـ وهي سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر ـ ما لم يعرف محمّداً وآل محمّد عليهم الصلوات عدد الذّاكرين والذّاكرات.

إذاً فالتسبيح والصلوات سيان في حساب العمل، إن شئت سبّحت، وإن شئت صليت، بل هناك من قال بأفضلية الصلوات، فإنه الذكر الذي تنكشف به الحقائق، وهناك روايات تشير إلى أن هذا الذكر الصلواتي يخرق الحجب السبعة، ولا يدع بينك وبين الله حجاباً.

في مسألة بكاء الطفل:

هناك نصّ غريب في مضامينه، النّص يقول عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لا تضربوا أطفالكم على بكائهم، فإنّ بكاءهم أربعة أشهر، شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبيّ وآله، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه».

أولاً: بكاء الطفل في الأربعة الأشهر الأولى وارتباطه بالتوحيد:

إنّ بكاءهم في الأربعة الأشهر الأولى، هي شهادة لا إله إلاّ الله، ويكون فيها موحّداً بذكر لا إله إلا الله. وبكاءهم في الأشهر الأربعة الثانية: اللّهمّ صلّ على محمّد وآله. وبكاءهم في الأشهر الأربعة الثالثة: الدعاء للوالدين، اللّهمّ اغفر لوالديّ.

هنا تحليل عميق لهذا النص، ما هو السرّ في صراخ الطفل في الأربعة الأشهر الأولى وبين الشهادة في التوحيد. وبين صراخه في الأشهر الأربعة الثانية وبين الصلوات الزاكيات، وبين صراخه في الأشهر الأربعة الثالثة وبين الدعاء لوالدين.

عندما يولد الطفل لا يعرف في هذا الوجود أمّاً ولا أباً، وإنما يعرف الذي خلقه معرفة بالفطرة، ولذا عندما يصرخ إنما يلتجئ إلى من خلقه وإلى من هداه، وأخرجه من ذلك القبر الرحمي، فلهذا يلتجئ بالفطرة الأولى ويهتدي بها إلى التوحيد الربوبيّ، وهذه معاني عميقة، لذا يعبر عنها بأنها أسرار.

إذاً هذا النص يصرّح بعدم ضرب الطفل، لأنّه في حال ذكر وفي حال توحيد حيث لا يهتدي إلاّ إلى بارئه، إنّ هناك أسراراً في الكون، والدليل من القرآن {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.

فالذي ألهمه التسبيح هو الله تعالى {عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. ألهمه بصراخه التوحيد والشهادة بالربوبية.

وبما أن الشهادة بالربوبية والتوحيد والوحدانية لا يمكن أن نكتفي بها، إلاّ إذا ضمّ إلى ذلك الشهادة للنبيّ بالرسالة والصّلاة عليه وعلى آله، حتّى في الصراخ يشترك الأمر الموَلوَي وحقيقة الولاية، الولاية عندما تكون اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد في صراخ هؤلاء الأطفال وعمرهم أربعة أشهر، إنما يشير أنّ كل شيء مداره وقطبه ومركزه ومحوره عليّ وآل عليّ {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}. يعني الرسالة السماوية المحمدية التي هي خاتمة الرسالات، وجامعة النبوات، وفيها تبيان كل شيء، وفيها أحصى الله أمر كل شيء {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}. تبيان لكل شيء، كل ذلك متوقف على إبلاغ الولاية، فلا رسالة محمّدية بلا ولاية علوية، لذلك فإن هذا الارتباط بين التوحيد والرسالة والولاية ارتباط وثيق {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
الشيخ الفريد يقول: الله غنيّ عن العالمين، الله غنيّ بالذات عن كلّ شيء، الله غنيّ لا يريد من الخلق شيئاً، وكل شيء مفتقر إليه، وإذا احتاج للغير أصبح مفتقراً، ولم يصبح ربّاً، وحاشا لله، فهو تعالى غير محتاج لعباده أحد، ولا لذكر أحد، ولا لصلاة أحد، وإنما أراد للغير، والغير هم صلوات الله عليهم لا غير، وهذا سرّ الصلوات، يريد الله تعالى أن يقول: عندما أصلّي من فوق العرش والملائكة المقربون وجميع الأنبياء والمرسلين، الغرض في الإرادة هم لا غيرهم، فالعبادة لله بلا إشكال، ولكنّ الله تعالى لا يريد منّا هذه العبادة لحاجة فيها، ولفقره لها ولعوزه، وإنما شرّع هذه العبادة لتكون الحقيقة في الأجر والثواب، إنما هي منصبّة على أوليائه، وهذا المعنى عميق ودقيق.

إذاً مما سبق يتضح معنى ارتباط الصراخ بالتوحيد في الأشهر الأربع الأولى من حياة الطفل.

ثانياً: بكاء الأطفال في الأربعة الأشهر الثانية وارتباطه بالولاية:

يبدأ الطفل في الأربعة الأشهر الثانية، بالتقام ثدي أمّه ليتناول اللبن، ولكنّه لا يعرف اُمّه على نحو التعيين، وإنما يلتجئ إلى هذه الواسطة، يشعر هذا الطفل بالفطرة بأن هذا اللبن الذي يغذيه وهذه الواسطة التي تنميه، إنما هي حقيقة محمّد وآل محمّد، لأنّهم الواسطة في الإفاضة في كلّ شيء بما فيه اللبن، فيهم صلوات الله عليهم يكشف الله الضرّ، وبهم يطعم الخلق، وبهم ينزل الغيث، فإذا كان المطر وهو الواسطة في إنماء الأرض، وإفاضة الحياة على التراب، أفلا يكون من به نسقى الماء هو الواسطة في إفاضة الحياة وغيرها على الخلق، لذا فإن الطفل لا يعرف غير إلتقام الثدي الذي يشكل الواسطة في إنمائه، ولذا يحس بالفطرة بأن إنمائه هو ببركة المفيض على من في الوجود محمّد وآله، ولذا يكون صراخه: اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، لينبت اللّحم ويشتدّ العظم.

ثالثاً: بكاء الطفل في الأربعة الأشهر الأخرى وارتباطه بالدعاء للوالدين:

إنّ صراخ الطفل يكون عبارة عن دعاء للوالدين، لأنّه يصل إلى حد المعرفة، فإذا وحّد وصلّى عرف ما عليه من تكليف بالفطرة الأولى، لذا يتوجه إلى أمه، فبمجرد أن يراها يعرف أنّها أمّه فيقول بصراخه: اللّهم اغفر لهذه الأمّ، فيطلب المغفرة لوالديه، فصراخ الطفل يمثل مبرّة لوالديه، وهذا تفسير عميق لهذا الصراخ للطفل الرقيق في أوائل أيامه.

هناك نص يشير إلى أهمية هذا السرّ، يقول النبيّ صلّى الله عليه وآله : «رأيت في ما يرى النائم عمي حمزة بن عبد المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب، وبين يديهما طبق فيه نبق، فأكلا ساعة، فتحول النبق عنباً فأكلا ساعة، فتحول العنب لهما رطباً فأكلا ساعة، فدنوت منهما، وقلت: بأبي أنتما أيّ الأعمال وجدتما أفضل قالا: فديناك بالآباء والأمّهات، وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك، وسقي الماء، وحب عليّ ابن أبي طالب».

هذهِ أسرار صلواتية منشؤها كتاب الله، ومستفادة من الأخبار النبويّة العلويّة.





رد مع اقتباس