منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Jul-2009 الساعة : 01:01 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


الدرس السابع



{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

الشعوب السابقة كانت لها استغاثات كما هو شأن الشعوب اللاحقة بعد الإسلام، وهكذا حال كل الشعوب، والاُمم، فإذا داهمتها الخطوب ونزلت بها الشدائد استغاثت.

إذاً الإستغاثة أمر متقبّل في جميع الشرائع السابقة والاُمم الغابرة، ولكن كيف كانت هذه الإستغاثة، وما هي صيغتها؟

القرآن الكريم يشير إلى شيء يلفت النظر {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}. إذاً هذا الاستفتاح على الذين كفروا بأيّ شيء كان؟

كان اليهود قبل الإسلام يمرون بشدائد وامتحانات، القرآن يبيّن أمر اليهود عندما كان ينزل بهم أمر وخطب جسيم.

عن الإمام العسكري يقول: إنّ طائفة من اليهود في أيام موسى وبعده، كانت تتعرض لحالات قصوى من الهجوم، مثلاً منهم الذين كانوا يعيشون في الجزيرة العربية، كانوا يتعرضون لهجوم عنيف من قبل عشيرتي أسد وغطفان، إذ قرروا إبادة اليهود ونزلوا إليهم بثلاثة آلاف فارس، وكان عدد هؤلاء اليهود ثلاثمائة، فلما هجمت هاتان القبيلتان بأسحلتهم وإمكاناتهم، وحاصروا اليهود، فأوشكت الإبادة أن تقضي عليهم قضاءً حتمياً، فبدأوا يتداولون أمرهم فيما بينهم، أصحاب الرأي السديد من اليهود رأوا عزم العشيرتين على إبادتهم إبادة كلية، فقالوا لليهود: لنتأمل الكتب، ونقرأ ماذا كان الناس يفعلون أيام كليم الله موسى إذا نزلت بهم ملمة أو شدة، وإذا بهم يجدون أنّ آباءهم عندما كانوا يستغيثون، كانت استغاثتهم أن يستفتحوا دعاءهم بهذا السرّ: اللّهم بجاه محمّد وآله الطيبين الطاهرين صلّ عليهم أجمعين، نسألك كشف الغمة عنا، فيكشفها الله تعالى عنهم.

فتوجه الكل من بني إسرائيل لمواجهة هاتين العشيرتين بالاستغاثة المحمدية، فتوجهوا إلى الله بهذا الذكر «اللّهم بجاه محمّد وآله الميامين إلاّ ما كشفت عنا هذه الظلمة»، فبمجرد أن استغاثوا، أصبح لكل واحدٍ منهم قوّة وهمّة مائة رجل، عددهم ثلاثمائة فأصبح العدد مضاعفاً {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}، بالصبر والاستقامة وبذكر النبيّ وآله، قاموا كلهم بمواجهة الثلاثة آلاف، وبعد قتال عنيف انتهى بهزيمة هذا العدد الهائل من العشيرتين الكافرتين آنذاك.

فلمّا رجعوا فكّر أبناء العشيرتين بنتيجة القتال القاسية، ثلاثمائة يغلبوا ثلاثة آلاف رجل، فقرروا بعمل عقد مشترك بينهم وبين العشائر كلها، فوصل عددهم إلى ثلاثين ألف مقاتل، وقرروا أن يحملوا على اليهود حملة رجل واحد، فحاصروا اليهود مرة أخرى، فلما رأى اليهود ذلك العدد، فكّروا ماذا يصنعون؟

فقال البعض من أوليائهم وأماثلهم: إن الذي نجّاكم وكنتم عدد ثلاثمائة على ثلاثة آلاف مقاتل، لهو قادر على أن ينجيكم بهذه العدة والعدد مرة أخرى، إنّ الذي نجاكم هناك ينجيكم هنا، فتوجهوا بالإستغاثة بمحمّد وآل محمّد، فإنه لا مفرّ غير ذلك، وهذا استفتاحكم، فإذا لم يكن استفتاحكم بهم فكلّ شيء معطلّ، لأن الوجود بدأ بهم ويختم بهم {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}.

قيل: ما المراد هنا بمفاتيح الغيب؟ قال: هم، فتوجهوا بالإستغاثة، فنزل المطر في حمّارة القيظ، فأقعدهم عن آخرهم، أما اليهود الذين استغاثوا كانوا في أتمّ الحال، هذه هي الصفة الرحمانية على الوجود، رحمانية آل محمّد على الوجود والموجود.

كان المطر بالنسبة لليهود رحمة لأنّه لم يكن عندهم ماء، لأنّ المهاجمين سدّوا عن اليهود المحاصرين كل شيء، وأغلقوا عنهم الأنهار، فالمطر صار قسمين، قسم نقمة على المهاجمين، وقسم رحمة على اليهود المدافعين، وهذا ببركة الرحمة الملطقة لمحمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله.

ثمّ لمّا تخلّص اليهود من مشكلة العطش، قالوا: كيف نحصل على الطعام، فقالوا: لا سبيل لنا، فقال أماثلهم: إستغيثوا بمحمّد وآله، إنّ الله نصركم على الثلاثمائة، ثمّ على الثلاثة آلاف، فتوسلوا بمحمّد وآله إلاّ ما أطعمتنا كما سقيتنا، وإذا بالقوم ينزل عليهم اً فناموا، ومرت مجموعة كبيرة من البغال والجمال والحمير تحمل الحنطة والشعير، مرت على القوم وهم لا يشعرون، فمرت عليهم إلى أن وصلت الأمتعة وأنزلوها عند هؤلاء المستغيثين بمحمّد وآله، وإذا بالصباح يصبح، قال المهاجمون: سوف نهاجم اليوم اليهود وهم محاصرون جياع، وبأقل حركة سوف يموتون، وعندما أرادوا أن يتحركوا فإذا بهم يرون الأمتعة واليهود واقفون ينتظرون القتال، فوقع القتال فطحنوهم وتمّ الأمر لليهود المدافعين، هذه ثلاثمائة حملوا على الثلاثين ألف، وكلّ واحد منهم يقول يا محمّد يا عليّ، هجموا على القوم فأبادوهم عن بكرة أبيهم، هذا هو نصر الله تعالى.

قال رسول الله في نصرة الله لليهود على المشركين بذكرهم لمحمّد وآله: ألا فاذكروا يا اُمّة محمّد محمّداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم لننصر به ملائكتكم على الشياطين الذين يقصدونكم، فإنّ كل واحد معه ملك عند يمينه يكتب حسناته، وملك عند يساره يكتب سيئاته، ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه، فإذا وسوسا في قلبه، فذكر الله، وقال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، وصلّى الله على محمّد وآله خنس الشيطانان وماتا. فقد كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا بمحمّد وآل محمد ، هذا السرّ الأعظم{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا} يعني ما عرفوا ذكر محمّد وآله الذين تعرفوا عليه، فلما جاء النبيّ وآله كفروا به في الشدائد، علماً بأنّ آباءهم وأسلافهم كانوا يستغيثون بمحمّد وآله.

فالعبرة في هذه القصة أنكم بماذا كنتم تستفتحون؟ إنّهم كانوا يستفتحون بذكرنا، بذكر محمّد وآله، وهذا الذكر الآن أمامكم، فلمّا جاءهم ما عرفوا، أي الذي عرفوا من الإستفتاح، كفروا به بعد رسالة المصطفى صلّى الله عليه وآله، فلعنة الله على الظالمين الذين ينكرون الحق بعد معرفته.

إذاً هذه عبرة عظيمة نستفيد منها، وهي أنّ كل شعب مهما بلغ من الجحد والكفر، فإذا استغاث بمحمّد وآل محمّد، كشف الله عنه الغمّة، كل ذاك من أسرار الصلوات الزاكيات.


رد مع اقتباس