منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jul-2009 الساعة : 01:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

الدرس الثامن

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

الأسرار وكل الأسرار إنما هي منضمّة ومندكّة في الصلوات على محمّد وآله الأبرار، ولهذا نطلعكم في هذا البحث بذكر النبيّ وآله على سرّين هامّين من أسرار هذه الصلوات الملكوتية، بل الجبروتية، بل فوق الجبروت في عوالم اللاهوت وعوالم ما لا ندرك ولا نفقه، وبهذه الصلوات تكتشف خبايا وزوايا المعارف الحقّة في الملأ الأعلى وما فوقه، وفي الملأ الأدنى وما تحته وما بينهما، كلها منطوية في اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد.

روي أنّ رجلاً طاف وأتمّ الطواف فجاء إلى الإمام وقال: لم يأتني ذكر سوى الصلوات، فقال الإمام: وأي شيء أعظم من هذا وقد ساوى المعصوم بين الصلوات، والتسبيحات والتهليلات والتحميدات والتمجيدات على حد سواء، فهي ذكر بل أعظم الذكر كما في النّص الشريف.

{َسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} التسبيح تارة: الله أكبر، وتارة: سبحان الله، وتارة أخرى: اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} يا نوح، يا إبراهيم، يا عيسى، يا مائة وأربع وعشرين ألف نبي، يا مائة وأربع وعشرين ألف وصي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} محور كلّ شيء ذكر النبيّ وآله.



السرّ الأول:

لقد سدّت الآفاق وأُنطقت الإبل في ذكر النبيّ وآله، ففي حديث زيد بن ثابت، قال: خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتّى وقف على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: وعليك السلام. قال: كيف أصبحت، بأبي أنت واُمّي، يا رسول الله. قال له: أحمد الله إليك كيف أصبحت.

قال: وكان وراء البعير الذي يقوده الأعرابي رجل فقال: يا رسول الله، إنّ هذا الأعرابي سرق البعير، فرغا البعير ساعة، فأنصت له رسول الله صلّى الله عليه وآله يسمع رغاءه.

قال: ثمّ أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله على الرجل فقال: انصرف عنه، فإن البعير يشهد عليك أنّك كاذب.

قا: فانصرف الرجل، وأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله على الأعرابي فقال: أيّ شيء قلت حين جئتني؟ قال: قلت: اللّهمّ صلّ على محمّد لا تبقى صلاة، اللّهمّ بارك على محمّد لا تبقى بركة، اللّهمّ سلّم على محمّد حتّى لا يبقى سلام، اللّهمّ ارحم محمّداً لا تبقى رحمة.

فقال: رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّي أقول: مالي أرى البعير ينطق بعذره، وأرى الملائكة قد سدّوا الآفق.

إنّ البعير قد نطق بعذره، يريد أن يقول: إنّ فعل هذه الصلوات وتأثيرها في عوالم الإمكان، أن جعلت الآفاق مغلقة ومطبقة، وقد أنطقت الحيوان بالحقّ وبالعذر وبالحجة، هذه هي الصلوات، وهي الإكسير الأعظم.

إنّ الدعاء يكون محجوباً بسعين حجاباً ما لم يتصدّر بذكر الصلاة على محمّد وآل محمّد.



السرّ الثاني:

لماذا جعل مهر خمسمائة درهم، قيل لأبي الحسن : كيف صار مهر النساء خمسمائة درهم: اثنتي عشرة أوقية ونش؟ قال: «إنّ الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أن لا يكبّره مؤمن مائة تكبيرة ويسبحه مائة تسبيحة، ويحمده مائة تحميدة ويهلله مائة مرة، ويصلّي على محمّد وآله مائة مرة، ثم يقول: اللّهم زوّجني من الحور العين إلاّ زوّجه الله عزّ وجل، فمن ثمّ جعل مهر النساء خمسمائة درهم، وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمة، وبذل له خمسمائة درهم، فلم يزوجه، فقد عقّه واستحق من الله عزّ وجل أن لا يزوجه حوراء».

يعني كلّ شيء لابد أن يرتبط تمام الارتباط بهذه الأذكار، هناك ارتباط وهذا الإرتباط شديد ومهمّ، فيما نجده في الأخبار عن الأئمة ، وأنه ببركة الصلوات كان عقد أبينا آدم على حواء، لما أراد أن يصلها قالت الملائكة: قف يا آدم، قال: وَلِمَ، أليست هي مخلوقة لي، أليست هذه حواء خلقت لي؟

قالت الملائكة: حتّى يأذن الله، قال آدم: وكيف يأذن لي؟

قالت: بالمهر، لابد أن تسمّي المهر حتّى تكون زوجةً لك، قال: وما مهرها؟

قالت: ــ الدعاء الربانيّ من العليّ الأعلى ــ، وهو: اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد.

يعني هذه البشرية كلها إنما كانت آتية ببركة عقد شرعي لأوّل مخلوق ومخلوقة وكان مسمّى المهر الشرعي هو الذكر المحمدي، هذا أصل الوجود في ما يتعلق بتكاثر النسل، ولهذا فإنّ البيت الذي تكثر فيه الصلوات بيت محفوظ من الشرك والشيطان والأبالسة.

هناك امرأة توفيت وعليها بعض الذنوب، وكانت معذّبة بذنوبها في قبرها، فلمّا دخل بعض المصلّين وبعض الأولياء تلك المقبرة، ووصل إلى قبرها، إذا به يقول: اللّهم صلِ على محمّد وآل محمّد ــ يراها فيما يرى النائم ــ أقرب الناس إليها وهي تبشّره أنّ العذاب مهما كان شديداً وقوياً ومؤكداً، فلمّا ذُكِر النبيّ وآله وإذا بالنداء كفّوا عن عذابها، ألم يذكر محمّد وآل محمّد، وكيف يجتمع النور مع الظلمة؟ إنّ هذا الأمر عظيم حقيقة.

إنّ هذا الكون كله بما فيه من عوالم، الله تعالى قادر أن يخلق مثله، وبما فيه من عجائب ودقائق ما يرى وما لا يرى يمكنه أن يخلق مثلها بلايين بلايين المرات، فإذا كان اله قادراً على أن يصنع هذا الملك والملكوت وتلكم العوالم، وهو الغنيّ المطلق عن كلّ شيء، وهو غنيّ عن العالمين، يملّكها محمّداً وآله، فهل ينقص ذلك من خزائنه شيئاً؟

ما قيمة هذا الوجود بالنسبة للمحمود محمّد وآله صلّى الله عليه وآله؟

إذا كان الله تعالى قد خلق الكون لأعزّ مخلوق «ما خلقت سماءً مبنيّةً ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا ملكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فُلكاً تسري، إلاّ في محبة هؤلاء الخمسة» لا تزيد كثرة العطاء إلاّ جوداً وكرماً، وقد أخذ على نفسه أن يملّك الكون لمحمّد وآله، ولذا ينبغي للإنسان أن يعرج بروحه ويصعد بعقله إلى معارف آل محمّد حتّى يبلغ الذروة العليا، ولا يظلّ دائماً شأنه شأن البهائم {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} من هم هؤلاء الذين يمثّلهم القرآن تارة بالحمير وتارة بالأنعام واخرى بالبهائم، على ألسن الأئمة ، إنما إشارة إلى الذين يقفون حائلاً دون معارف آل محمّد صلوات الله عليهم، هذه هي كل الحقيقة، ولو تقرأ الروايات المتعلقة بهذه الأمثلة، لوجدتها تشير إلى هذا الصنف الذي يحول دون معرفة الناس الحقّة لآل البيت، هناك نص صحيح وصريح ومن حيث السند فهو في غاية الكمال، عن أبي عبد الله الصادق « الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق». ما المقصود بالخلق؟

آدم من الخلق، نوح من الخلق، وإبراهيم وهكذا جميع الأنبياء وجميع الكائنات والمكنونات مخلوقة، ولكن ما المقصود بالحجّة قبل الخلق؟ تجد الجواب مسطوراً بأحرف النور في الزيارة الجامعة الكبيرة الشريفة «خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين». والحجّة مع الخلق أي لا تخلو الأرض من الحجّة. والحجّة بعد الخلق، يعني إذا فني كلّ شيء سوى الحق، يكون بعد فناء كل شيء الحجّة «وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء» {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} الوجه هو الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق، إذا كان الإنسان لا يفهم هذه المعاني يصبح كالريش في مهبّ الريح.

نحن مطالبون بمعرفة الأئمّة الميامين، فكل شيء متفرّع على معرفة الحقّ، والحقّ آل محمّد عليهم الصلاة والسلام.


رد مع اقتباس