منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jul-2009 الساعة : 01:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

الدرس التاسع

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

من أسرار هذه الصلوات التي أمر الله بها من فوق السماوات، والتي باشرها هو سبحانه قبل الملائكة والمؤمنين والمؤمنات، وإذا به يهتف من لدن رحمته فوق كل هذا الوجود والموجود والمحيط به {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، أي مقام هذا؟ وأيّ منزلة هذه؟ إنّ منازل الرسول صلّى الله عليه وآله ومراتبه وعلمه وما إلى ذلك من شئونات فوق حدّ العقل الذي قال عنه القرآن {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.

فيما يتعلق بأسرار الصلوات، ذكر علماء أهل السنة في جُلّ صحاحهم وتفاسيرهم ومروياتهم، أنّ الصلاة لا تكون صلاة مرضية عند الله تعالى حتّى تكون صلاة كاملة، والمراد بالصلاة الكاملة أي غير البتراء، وصيغة هذه الصلاة الكاملة أن تقولوا: «اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

هذه الصلوات موجودة في أغلب الصحاح والمسانيد، وهذه هي اللفظة الصحيحة، وعندما نراجع تفسير الرازي في (مفاتيح الغيب) وغيره من التفاسير، نجد أنّهم قد رووا في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}

أنّه قل لرسول الله صلّى الله عليه وآله : عرفنا كيف نسلّم عليك فنقول السلام عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال النبي صلّى الله عليه وآله : قولوا: «اللّهم صلِ على محمّد وآل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

وللأسف نلاحظ المحاضر والمفسر والخطيب في البلاد العربية وغيرها في المساجد وعبر الإذاعات يبتر الصلاة على آل النبيّ، وهذه مخالفة صريحة للمنصوص في التفاسير والصحاح والمسانيد، فمن قال ذاكراً النبيّ وقال صلّى الله عليه فهي صلاة مردودة ومحجوبة وغير مقبولة وغير مرضية لله عزّ وجلّ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أمر أن تقرن بآل محمّد صلّى الله عليه وآله وإلا فليست بصلاة.

في التشهّد الوسطي تقول: أشهد أن لا إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم.

قضية الآل مذكورة في التشهدات الوسطية في الصلوات المفروضة وفي الصلاة المندوبة، ماذا نعني بالآل؟ ولماذا يقرنون مع النبيّ حتّى في الصلوات؟

لا شكّ أنّ المراد بالآل هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرّية الحسين وهذا من المطالب ال قطعية، وأنّهم هم صنو النبيّ، ولا ينقطعون عنه، وأيضاً هم ورّاثه بالحق من قبل الله لا وراثة ملوكية، وإنّما نصّ قرآنيّ {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}.

الجعل ليس جعل أندية وسقائف وشورى وما أشبه، وإنما الجعل فرض من الله. {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} الجعل فرض من الله لا يمكن أن يدع هذه الاُمة الكاملة المتكاملة بدون أن يجعل لها وصيّاً، والحال أنّه بإجماع المسلمين ما من نبيّ إلاّ وله وصيّ، وهذا كتاب الله ينطق علينا بالحق، فإنّ موسى أوصى إلى أخيه هارون، وهكذا كل الأنبياء ما استخلفهم أحد، من غير صنف الأنبياء أو الأوصياء، لا يوجد في التاريخ النبوي أن أنبياء الله قد استخلفوا في مقامهم أحداً من الناس، أو أحداً من الأقرباء أو الأوصياء أو ما شابه، وإنما هو نص من الله إلى ذلك النبيّ، هذا هو الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال.

وفي شأن أسرار الصلوات، قال أحد علماء أهل السنة واسمه محمّد بن سعيد: عاهدت نفسي أن أصلّي على النبي صلّى الله عليه وآله قبل النوم بعدد معين، فنمت ليلة مع أهلي في بعض الغرف، فرأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله قد دخل فيها، وأشرق بنور جماله جدرانها، فالتفت إلي وقال: أين الفم الذي كان يصلّي عليّ حتّى أقبّله؟ فاستحييت من تقديم فمي فقدمت وجهي فقبله، فانتبهت من كثرة الفرح وأنبهت أهلي، فكانت الغرفة تفوح من طيب رائحته، كأنّها ملئت من المسك الأذفر، وكانت تلك الرائحة تفوح من وجنتي إلى ثمانية أيام تشمّها كل الأنام.



خصائص النبيّ صلوات الله عليه وعلى آله:

1 ـ أنّه لا فيء له، فإذا كان يمشي لم يكن له ظلّ،
لأنّه كان كما يقول الشيخ المجلسي: كان إذا مشى في ضوء الشمس غلب نوره الشمس والقمر والمصباح، النبيّ صلّى الله عليه وآله ليس له ظل حتّى في أوّل النهار وآخره، لأن نوره غلب نور كلّ شيء، فما سبب ذلك؟

لم يكن للنبيّ ظلّ، أوَ تعلم سرُّ ذلك؟ لأن في ظل النبيّ شمس المولى عليّ، هذا البيت مترجم عن الفارسية.

ما الدليل من القرآن؟ قال تعالى في آية المباهلة {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}، أنفسنا هو عليّ بن أبي طالب ، فإذا كان عليّ نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله فهو نوره الذي كان مندمجاً، معه فهما نور واحد.

قال صلّى الله عليه وآله: خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام.

2 ـ ما مرّ على مكان إلاّ وكان طيبه وعرف طيبه منتشراً في ذلك المكان لمدة ثلاثة أيام أو أكثر(.

3 ـ ما مرّ على حجر ومدر إلاّ وسجد للمصطفى صلّى الله عليه وآله
وقد رأى يوسف ـ ورؤياه صادقة ـ أن الشمس والقمر والكواكب قد سجدت له {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}وأمر الله تعالى الملائكة أن تسجد لآدم، فمن هو أفضل آدم أم الخاتم؟

خاتم الأنبياء محمّد صلّى الله عليه وآله هو أشرف الخلق على الإطلاق.

ومن أسرار الصلوات روي أنه دخل رجل على الصادق : فقال: إني دخلت البيت، فلم يحضرني شيء من الدعاء إلاّ الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله، فقال : «ولم يخرج أحدٌ بأفضل مما خرجت».

كان عندما يمرّ على هذه الرواية في البحث الفقهي يقول: ومن هنا نفتي بأن أفضل الأعمال وأفضل الأذكار وأفضل المندوبات ذكر محمّد وآله بالصلوات، هذا الذكر هو الإكسير الأعظم.

وكان نبي الله عيسى يقول دائماً: أبشركم بنبيّ الإسلام الأعظم {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } كان عيسى وهو من أولي العزم يخاطب الحواريين أنّ هناك بشارة لكم، إنها أعظم بشارة، سيأتي الموعود وأفضل الأنبياء والمرسلين من قبل المعبود الحق تبارك وتعالى، سيأتيكم محمود أحمد محمّد صلوات الله عليه وعلى آله، الأنبياء يبشرون، الأولياء يبشرون، وكلهم مدارهم عليه.


رد مع اقتباس