منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ابن عربي ليس بشيعي
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي الجواب:
قديم بتاريخ : 12-Jul-2009 الساعة : 04:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الجواب:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

بالنسبة لسؤالكم نقول:


أولاً: إن وصف السيد الخميني قدس الله نفسه الزكية لابن عربي بالشيخ الكبير، إنما هو في سياق إطلاق اللقب العلمي عليه، إذ إن أي إنسان يكون له درجة من التقدم في علم من العلوم، كالطب، والرياضيات، والفلك، والنحو، والفلسفة، وما إلى ذلك، فإن العلماء يطلقون عليه ألقاباً تناسب موقعه العلمي، ويمدحونه على ما استطاع تحصيله من ذلك العلم، فيقولون لمن برع في الطب: إنه طبيب حاذق، وعالم علامة في الطب، بغض النظر عن انتمائه المذهبي، ـ أو التزامه الديني، أو سلوكه الاجتماعي، أو غير ذلك..

وقد وصف النبي ، كسرى: بعظيم الفرس ووصف قيصر بعظيم الروم..

وربما تكون الألقاب أكبر من الحقيقة، أي أنها تطلق على الأشخاص على سبيل المبالغة، بدافع التزلف، أو الحب الصادق، أو الانبهار بالشخص أو غير ذلك..

وبذلك يتضح: أن اطلاق العلماء الأتقياء للألقاب العلمية على انسان، حتى لو كان لايستحقها، لا يعني: أنه صحيح العقيدة، أو ملتزم بأحكام الشرع والدين، فضلاً عن أن يكون تقياً وورعاً..

كما أن ذلك لا يعني الموافقة على نحلته الدينية، والتزام واصفه بعقائده وآرائه.

وقد رثى الشريف الرضي أبا إسحاق الصابي، المخالف له في الدين، بقصيدته التي أولها:

أعلمت من حملوا على الأعــواد أرأيـت كيـف خبـا ضياء النادي
جبل هوى لو خر في البحر اغتدى مـن وقعه مـتـتـابـع الإزبـاد

ثانياً: إن آية الله العظمى السيد الخميني رحمه الله، قد كان بعيد النظر، سديد الرأي، وحين أرسل إلى غورباتشوف، رئيس ما كان يسمى بالإتحاد السوفياتي رسالة أشار فيها إلى ابن عربي..

فإن الظاهر: أنه رحمه الله قد لاحظ أن تلك المجتمعات كانت ولا تزال غارقة في الحياة المادية، حتى أصبحت المادة: عينها التي بها تبصر، وأذنها التي بها تسمع، وقلبها الذي ينبض، وهيمنت على فكرها وعقلها، الذي يدبر أمورها، ويهديها طريقها، وفي أجوائها نشأت عواطفها وأحاسيسها التي بها تعيش وتتعامل..

فأراد رضوان الله تعالى عليه، أن يوجه إلى الفكر المادي الذي هو مصدر اعتزاز تلك المجتمعات، والمرتكز لبناء الحياة فيها، صدمة في موقع ضعفه الحقيقي، لكي يضع أولئك الناس وجهاً لوجه مع ما يعانونه من فراغ روحي قاتل، لا بد أن ينتهي بهم لو استمر إلى الهاوية..

وقد كانت ولا تزال، تعيش في ما كان يسمى بالإتحاد السوفياتي عشرات الملايين من المسلمين المسحوقين، الذين ينتمون في أصولهم الدينية إلى طرق صوفية، تركت لها آثاراً في حياتهم، ولم تزل تراودهم ذكرياتها التي أصبحت شريدة وبعيدة..

فأطلق رحمه الله اسم «ابن عربي» الذي لمع في علم بعينه ـ ربما ـ ليثير في مسلمي تلك البلاد ـ وهم كثر ـ بعض الحنين إلى الإسلام، وإلى روحياته، وليواجه المتسلطين على الأمور، بحقيقة أن عليهم أن يفكروا بما هم بأمس الحاجة إلى أقل القليل منه، ليعالجوا به ظاهرة الفراغ الروحي الذي هو أساس بلائهم وشقائهم.

وبذلك يكون رحمه الله قد وضعهم وجهاً لوجه، ومن أقرب طريق، أمام الحقيقة التي طالما غفلوا عنها، أو تهربوا من مواجهتها، أو أغراهم عنفوانهم، ودفعهم استكبارهم إلى محاربتها..

إنه رحمه الله، حين أطلق بعض الأسماء اللامعة في مجال العرفان، والتصوف السني، إنما أراد أن يواجههم في عمق وجدانهم، وإحساسهم الفطري، وفي النقطة الأضعف، والأشد تأثيراً، ويكون بذلك قد سدد ضربته القوية للفكر المادي في عمق، وفي صميم وجوده..

ولم يكن يريد أن يوجههم إلى اعتقادات «ابن عربي» ليأخذوها منه، ولا إلى مذهبه الفقهي، ليلتزموا به.. فإن السيد الخميني رحمه الله كان يعرف أن ابن عربي لم يكن في هذا وذاك، لا في العير، ولا في النفير، بين علماء الفقه والعقيدة..

بل إن أساتذة ابن عربي لا يحلمون ـ وإن كانوا يدعون لأنفسهم ما ليس لهم بحق ـ حتى بأن تذكر أسماؤهم في عداد تلامذة أساطين العلم في الشريعة والدين، وعمالقة الفكر في مجال العقيدة، من أهل المذهب الحق، فضلاً عن أن يعدُّوا من أقرانهم..

وعلى كل حال، فإن آية الله الخميني قد اقتدى بجده سيد الشهداء، حين دعا محاربيه، وهم أولئك المجرمون الأجلاف، إلى الرجوع عن غيهم، وذكَّرهم بشيم العرب، في محاولة منه لاستنهاض هممهم، وإثارة نخوتهم، فقال لهم:

«ويحكم يا آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم، إن كنتم عرباً» ([3]).

ثالثاً: لقد أظهرت سيرة ابن عربي: أنه لا يلتزم جانب الحق والصواب في العقيدة الصحيحة، ولا يلتزم ـ فيما يخبر عنه ـ بأحكام الشرع، وبمقتضيات الورع والتقوى، كما سنرى..

وأما أخذ بعض العلماء منه بعض ما سجله في دائرة علم التصوف والعرفان، وحتى دراسة بعضهم لكتبه، ومراجعة أقواله، فهو مثل أخذهم علم النحو من ابن مالك، والمبرد، وسيبويه، ومثل أخذهم علم الطب من اساطين هذا العلم في الشرق وفي الغرب..

على أنه قد ورد عن الأئمة الطاهرين ، قولهم:

«إن الحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحق بها وأهلها..» ([4]).

وفي نص آخر: «إن الحكمة تكون في صدر المنافق، فتلجلج في صدره حتى تخرج، فتسكن في صدر المؤمن» وبمعنى هذا الحديث غيره..([5]).

ونحن حين نستند إلى هذا الحديث أو غيره في هذا الأمر، فإنما نريد استفادة معناه العام، لبيان أن العلوم تؤخذ من كل أحد، ولسنا بصدد الحكم على ابن عربي بمضمون الرواية من جميع الجهات.

في أجواء ابن عربي:

وبعد، فإننا لكي نتمكن من أن نكون في موقع الإنصاف والأمانة والموضوعية، ومن إعطاء إجابة دقيقة حول ما يقال من تشيُّع ابن عربي، فإن البحث يفرض علينا الإقتراب، بل الدخول إلى أجواء هذا الرجل، لنقوم بدراسة مباشرة لأفكاره، ولنعرف من خلال الشواهد والمفردات والدلائل حقيقة ما يعتقده، وما يدعو إليه.

وذلك يستدعي جهات من البحث والبيان، في ضمن أقسام، تتضمن عدة فصول:

فالقسم الأول، بعنوان: أهل البيت والتشيع.. دفاعات واستدلالات..

والقسم الثاني، بعنوان: جنون العظمة..

والقسم الثالث، بعنوان: ابن عربي.. سني متعصب..

([3]) راجع: بحار الأنوار ج45 ص51 واللهوف ص77 وفي ط أخرى ص106 والعوالم «الإمام الحسين » ص293 وغير ذلك..
([4]) البحار ج75 ص34 وج2 ص97 وعن أخذ الحكمة من المنافق راجع: البحار ج2 ص99 وج78 ص307.
([5]) البحار ج2 ص99 و97 وشرح نهج البلاغة ج18 ص229.

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-Jul-2009 الساعة 05:07 PM.

رد مع اقتباس