منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ابن عربي ليس بشيعي
عرض مشاركة واحدة

الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 225
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Jul-2009 الساعة : 07:58 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم،

أقول، وأنا أقل العباد علماً وعملاً، أنه قد خفي عن المحقق والمدقق آية الله السيد جعفر مرتضى حفظه الله معنى هذه العبارة الصريحة بتشيع الشيخ ابن عربي قدس سره، وقد رد عليها السيد العاملي حفظه الله بردّ لا يوضح حقيقة مرامها، وهذا يبين عدم إلمام السيد حفظه الله بالمصطلحات الفلسفية، أو عدم التفاته إلى حقيقة معنى الكلام الوارد، وذلك على أحسن الظن ..

قال السيد العاملي حفظه الله نقلاً عن الشيخ الأكبر قدس سره:
" ... «فكان صلى الله عليه [وآله] وسلم مبدأ ظهور العالم، وأول موجود. قال الشيخ محيي الدين. وكان أقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين.. "
إلى أن علّق السيد حفظه الله:
"سابعاً: أضف إلى ذلك: أن مجرد قرب علي من حيث الظهور في الوجود لا يعني أنه الأفضل بعد رسول الله .. فإن النبي آدم كان أباً للبشر كلهم، ولم يكن أفضل من النبي إبراهيم، أو من نبينا الأعظم وعلى النبي إبراهيم وآله.."

أقول: كيف قد خفي على السيد حفظه الله أن كلام الشيخ الأكبر هنا في إطار إثبات قاعدة الإمكان الإشراف التي يعتقد بها الفلاسفة، وقد فهمها السيد حفظه الله على خلاف وجهها الصحيح، فوقع في خطىء فادح حين حللها، إذ أنها تثبت عكس ما ذهب إليه في تفسير كلام الشيخ الأكبر، والعجيب أنه قد غفل عن عبارات "مبدأ ظهور العالم" و "أول موجود" رغم أن الروايات الواردة عن أهل العصمة مليئة ومستفيضة بهذا المعنى كما سيأتي لاحقاً، وقد أثبت السيد العاملي حفظه الله هذا المعتقد في الكثير من كتبه، وبيّن أن النبي هو النور الأول، والأعجب أن السيد حفظه الله رغم تدققه في مباحثه، إلا أنه قد غفل أن هذا هو مراد الشيخ الأكبر قدس سره وذهب إلى تفسير كلامه بظهور الماهية لا بأصل الوجود. والكلام فيه اشكال وذلك لعدة أمور:
توضيح مسألة قاعدة الإمكان الإشراف: يقول المولى محمد النراقي رضوان الله عليه (صاحب كتاب جامع السعادات) في كتابه الإلهي القيّم "اللمعات العشرية" ما يلي:
المعروف من المعلم الاول ان الممكن الاشرف يجب ان يكون اقدم من الممكن الاخس في مراتب الوجود و ان الاخس اذا وجد لابد ان يكون الاشرف قد وجد قبله; و هذا اصل عظيم نافع في كثير من المباحث، منشعب من اصل امتناع صدور الكثرة عن الواحد; و يسمى بقاعدة «الامكان الاشرف‏» و قد استعملها الشيخ في ترتيب نظام الوجود و بيان سلسلة البدو و العود; و صاحب الاشراق في اثبات العقول و المثل النورية; و صاحب الشجرة الالهية في بعض‏المباحث.

و بالجملة: هي قاعدة مبرهنة مقبولة مسلمة عند القدماء و المتاخرين ... " انتهى النقل.

خلاصة الأمر أن هذه القاعدة تتحدث عن الوجود، لا الماهية، وظهور الوجود لا يكون في عالم الأجسام، بل في عالم الأنوار، ولذلك ورد عن النبي الأعظم وسلم: أول ما خلق الله نور نبيك، وقد ثبت عند الشيعة أيضاً نقلاً عن الأئمة الأطهار أن النور الثاني كان علياً ، وهذا ما قصده الشيخ الأكبر قدس سره في كلامه، وعليه يكون مثال السيد العاملي حفظه الله وإشكاله على كلام الشيخ الأكبر بقوله "فإن النبي آدم كان أباً للبشر كلهم، ولم يكن أفضل من النبي إبراهيم، أو من نبينا الأعظم وعلى النبي إبراهيم وآله" لا يصح، ولا علاقة بما ذكره بأصل الكلام لا من بعيد ولا من قريب، فإن السيد يتكلم عن ظهور آدم في النشأة الدنيوية، بينما كلام الشيخ الأكبر قدس سره في عالم الأنوار، والثابت عند الشيعة والعامة أن أول مخلوق في ذلك العالم هو النبي الأعظم وسلم، فلا أدري على أي أساس ربط السيد حفظه الله هذا الكلام بخلق النبي آدم إلى آخر ما ذكر حفظه الله.
وبناءاً على هذه القاعدة، يوضح المولى النراقي قدس سره:
"فيثبت ان وجود الممكن الاخس قبل الاشرف محال; فيمتنع ان يتخلف عن وجود الواجب الذي لايتصور اشرف منه وجود الممكن الاشرف و يجب ان يكون اقرب اليه و ان يكون الوسائط بينه و بين آخر المعلولات التي لااخس منه الاشرف; فالاشرف من مراتب العلل و المعلولات بان يصدر الاخس من الاشرف من دون جواز العكس الى آخر المراتب للادلة المذكورة. "
ولعمري، إن هذا أوضح دليل على كون سائر الخلائق تستفيض نورانيتها ووجودها من الإمام أمير المؤمنين على حد تعبير الشيخ الأكبر، فلا يكون هناك وجود أشرف منه صلوات الله عليه غير النبي الأعظم ، ولذلك يكون "الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين"، وعليه تكون هذه العبارة هي الأصح، لا ما ذهب إليه السيد العاملي حفظه الله، وذلك موافقة للقاعدة الفلسفية التي لم يلتفت إليها السيد حفظه الله.
وبهذا يسقط جميع ما حاول بيانه السيد حفظه الله من أن الشيخ الأكبر قدس سره يفضل أحداً على علي ، أو أنه يذكر مقامات لغيره هي أعلى من مقامات الأمير صلوات الله عليه، إذ أنه -طبقاً للقاعدة الفلسفية التي يتبعها الشيخ الأكبر وأثبتها في نفس هذا الكلام المنقول عنه - يستفيض جميع الخلق من وجود الأمير صلوات الله عليه، فيكون بذلك أعلى منهم مرتبة وأفضل منهم منزلة. وهذه إشارة واضحة في كلام الشيخ الأكبر لبيان عقيدته الحقيقية بأمير المؤمنين .

والله الموفق.


توقيع الروح المجرد

---------------------------

قال رسول الله (ص): لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه; الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله, أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره, فما أصبرهم على النار.

---------------------------



آخر تعديل بواسطة الروح المجرد ، 16-Jul-2009 الساعة 09:10 AM.

رد مع اقتباس