منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ابن عربي ليس بشيعي
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي ابن عربي مستضعف
قديم بتاريخ : 19-Jul-2009 الساعة : 03:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ابن عربي مستضعف:
إن البعض يعترف: بأن ابن عربي قد ولد وعاش سُنيِّاً، وفي بيئة سُنِّية.. ولكنه ادعى أنه قد جاهد نفسه، فاكتشف الحقائق تدريجياً بالشهود والوجدان، وصار من مخلصي الموحدين، ومن الشيعة الذين يفدون أرواحهم في محبة أمير المؤمنين .. لكن التسمي باسم الشيعة، وإظهار البغض والعداء للخلفاء الغاصبين كان أمراً محالاً..

«والأمر إلى الآن كذلك، فلو أن أحداً وقف في مدينة رسول الله ، ونادى: أشهد أن علياً ولي الله، لسفكوا دمه، ولتناهبت القبائل والطوائف دمه ولحمه تبركاً، ولكنه لو وقف ساعة كاملة يتحدث في مدح عائشة لنثروا عليه الحلوى، واستقبلوه بالزغاريد والأهاليل الخ..».

وبعد أن ادعى أيضاً: أن مكتبات أهل تلك البلاد كانت مليئة بكتب العامة، قال:

«فلم يكن يوجد في جميع مدنهم، ولو كتاب شيعي واحد»([92]).

وذكر أيضاً: أنه حين جرى الحديث أمام السيد الطباطبائي حول ما زعمه ابن عربي، من أن المتوكل من أولياء الله، قال الطهراني له:

«إن علينا في أمثال هذا النمط من المطالب أن نعده في زمرة المستضعفين..

فضحك العلامة مستنكراً، وقال: أمحيي الدين من المستضعفين؟!

فقال الطهراني: ما المانع من ذلك، فحين يكون مناط الاستضعاف عدم الوصول إلى متن الحقيقة، وواقع الأمر، مع كون الطالب في صدد الوصول إليها، فلا فرق بين عالم كبير، كمحيي الدين، وعامي..»([93]).

ونقول:
إن هذا الكلام وإن سلمنا بصحة بعض مقدماته، ولكنه غير دقيق في بعض مقدماته الأخرى، ولا ينتج تشيُّع ابن عربي، وذلك للأمور التالية:

أولاً: قوله: «لم يكن يوجد في جميع مدنهم كتاب شيعي واحد»، لا يمكن قبوله إلا من عالم الغيب والشهادة تبارك وتعالى.

ثانياً: إن مؤلفات علماء تلك البلاد مشحونة بذكر عقائد الشيعة، والسعي إلى إبطالها.. فراجع:

مؤلفات ابن حزم الذي قرأ ابن عربي كتبه، وراجع: كتب ابن عبد ربه، وأبي عمر بن عبد البر، والقاضي أبي بكر ابن العربي، وغير هؤلاء كثيرون.. فكيف عرف هؤلاء بعقائد الشيعة، ودونوها في كتبهم وجهلها ابن عربي، إلى حد أنه أصبح يعد في جملة المستضعفين؟!

ثالثاً: لا شك في أن ابن عربي كان ـ كغيره ـ يعرف: أن هناك طائفة من الناس يقال لهم: «الروافض»، وأنهم «إمامية».

وقد تحدث عن أن بعض الصوفية من «الرجبيين» يرون «الرافضة» بصورة خنازير، أو كلاب..
وذكر أن الشيطان يأتيهم عن طريق حب أهل البيت ، وغير ذلك.

كما أن ابن عربي قد سافر إلى البلاد المختلفة ومنها: مصر، والعراق، والموصل، والحجاز، والشام، وغيرها.. وعاش فيها سنين طويلة، وهاجس الخوف من الفكر الشيعي كان على درجة كبيرة من القوة والوضوح خصوصاً لدى علماء تلك البلاد، فلماذا لا يسأل عن هذه الفرقة «الرافضة»، وعن اعتقاداتها، وآرائها؟!..

وكيف لم يتفق له أن يعرف شيئاً عنها، لا في بغداد، ولا في غيرها؟! حتى انتهى به الأمر إلى هذا الإستضعاف الذي يأنف الناس العاديون من أن ينسبوا إليه، فضلاً عن أمثال ابن عربي.

مع العلم بأن تسنن أهل السنة لا ينفصل عن مقارعة الشيعة، وخصوصاً الإمامية، الذين هم الرافضة، ولا يكف علماؤهم عن تداول آرائهم، والهجوم عليهم.

وكتب العامة مليئة بما يثير الفضول، ويلهب المشاعر، ويستحث العقول لمعرفة شيء عن الشيعة والتشيع، وعن الرفض والرافضة..

رابعاً: إن من يعرف هذه التفاصيل الدقيقة عن مذهب التسنن، ويكتب الفتوحات المكية استظهاراً، بدون أن يراجع كتاباً في العقائد والفقه، والحديث، والتاريخ، وغير ذلك ـ كما يزعمون ـ لابد أن يمر عليه من خلال تحصيله لهذه المعارف الشيء الكثير عن الشيعة، وعن التشيع.

ولو أنه قد حصل معارفه هذه عن طريق الكشف والعلم اللدني، فلماذا لم يحصِّل قليلاً من المعرفة بالشيعة عن هذا الطريق أيضاً.

فما الذي أوجب أن يبقى في دائرة الجهل إلى حد الاستضعاف في أمر هذه الطائفة التي تشغل بال العالم السني من أقصاه إلى أقصاه، بسبب فكرها القوي، وحجتها البالغة؟!

وهل يمكن أن يعد أمثاله من العلماء الواسعي الإطلاع إلى هذا الحد من المستضعفين؟!

وماذا بقي لغيرهم من سائر الناس؟!

وأفلا يحق للسيد الطباطبائي رحمه الله أن يضحك مستنكراً لمثل هذه الدعاوى؟!

خامساً: لو قبلنا جدلاً: أن ابن عربي مستضعف، فإن هذا لا يجعله في جملة الشيعة، ولا يخرجه عن دائرة التسنن، حيث لا بد من ترتيب أحكامه عليه، ومعاملته على أساسه.. ولابد أن يكون مثله مثل المستضعفين في سائر الأديان.. فإن استضعاف المسيحي أو اليهودي لا يجعله في عداد المسلمين.
سادساً: إذا كان شهوده قد أوصله إلى هذا الحد من التشيع، والحب للإمام علي ، الذي أشار إليه المستدل، فلماذا لم يوصله إلى حقيقة أعداء علي، ومناوئيه؟! خصوصاً من هم مثل المتوكل، ومعاوية، والحجاج، و.. و..؟!
وإذا كان قد عرفهم، وتحقق حالهم، فلماذا ملأ كتبه بكراماتهم، وشحنها بفضائلهم المزعومة؟!

ولماذا أنكر استخلاف رسول الله لأحد حتى لعلي ، من بعده؟!..

ولماذا لم يعرف ما جرى على السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، من ظلم واضطهاد؟!

ولماذا؟! ولماذا؟!..

وإذا كان قد كشف ذلك كله بالشهود والوجدان، فلماذا أيضاً لم يكتشف إمامة وحقيقة أهل البيت الثابتة بالأحاديث الصحيحة والمتواترة؟!..

ولماذا عمم المراد بأهل البيت ليشمل جعفراً وسلمان الفارسي، وغيرهما، ولم يكتشف أنهم هم أهل الكساء؟! ويلحق بهم باقي الأئمة الطاهرين.

بل إن ذلك لا يحتاج لا إلى شهود ولا إلى وجدان، ولا يحتاج فيه إلى كتب الشيعة، فإن كتب السنة التي قرأها، أو قرئت عليه، خير شاهد ودليل على ذلك.

وأخيراً.. لماذا لم يكتشف بكشفه ووجدانه حقيقة الشيعة، وأنهم ليسوا كلاباً ولا خنازير، بل هم خيرة أهل الإيمان، وهم عز الإسلام.

وقد ذكرنا في فقرة: مدائحه لنفسه. ما يكفي لإقامة الحجة عليه، لو كان صادقاً فيما يدعيه..
سابعاً: إن هذا المستدل يريد أن يدعي علينا: أن ما نطلبه من ابن عربي، هو أن يتحدى أهل السنة في مقدساتهم، وأن يعلن بسب خلفائهم، وقد أورد مثال من ينادي في شوارع المدينة بالشهادة بالولاية لعلي ، للتدليل على ما يرمي إليه..

والحقيقة هي أنه يعلم أن هذا ليس هو المطلوب لنا ولا لغيرنا، بل المطلوب ـ لو كان موقف ابن عربي يرتكز إلى التقية ـ هو ادنى حدّ من المداراة للآخرين التي تدفع شرَّهم عنه، وأن لا يبادر بمناسبة وغير مناسبة إلى اقتراح الفضائل لمناوئيهم، وإعلان أمور ليس لها أي أساس من الصحة، وإلى أن يسجل عدم وصاية النبي للإمام علي ، وإلى أن يذكر رؤية العرفاء للشيعة بصورة خنازير.

وأن يكون كل همه في جميع كتبه منصرفاً إلى تدعيم، وترسيخ مذهب يدعون أنه لا يراه حقاً، ولا يؤمن به.

ويتأكد هذا المطلوب، ويصبح أكثر إلحاحاً بملاحظة: أن كتابه مجرد كتاب تربية روحية، وتصوف، ودعوة إلى الزهد، ولا يطالبه أحد لو سكت عن مثل هذه الأمور التي جعلها كل همه، واساس رسالته التبشيرية.

فإن عقلاء أهل السنة إنما يغضبون إذا تجرأ المتجرئ على أعيان مذهبهم، من دون حق. ولا يغضبون من بيان الحق بالدليل، إذا كان ذلك بالكلمة الرضية والصحيحة، والصريحة، والصادقة..

كما أنهم لا يغضبون لو سكت الإنسان عن التعرض لأي شيء، ولأجل ذلك لا نجدهم يطلبون من الطبيب، أو النحوي أن يكتب فضائل أبي بكر أو عمر في كتابه في الطب، أو في علم النحو مثلاً، ولا يفرضون على عالم الفيزياء مثل ذلك..

فاتضح أن سَوْق البحث حول هذا الأمر بهذا الاتجاه، قد كان غير منصف، ولا مقبول..


([92]) الروح المجرد ص350.
([93]) راجع: الروح المجرد هامش ص420 وهامش ص367.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس