سهو النبي
، وقصوره:
44ـ ويقول: «وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ففي زمانه إذا رأى منه الصاحب أمراً قد قرر خلافه ـ والإنسان صاحب غفلات ـ فينبه الصاحب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى يرى: هل فعله بالقصد، فيكون حكماً مشروعاً، أو فعله عن نسيان فيرجع عنه.
فهذا من النصح لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، مثل سهوه في الصلاة، فالواجب عليه في الرباعية أن يصليها أربعاً، فسلم على اثنتين. فهذه نصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فرجع وأتم صلاته، وسجد سجدتي السهو. وكان ما قد روي في ذلك وأمثال هذا..
ولهذا أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم بمشاورة أصحابه فيما لم يوح إليه فيه، فإذا شاورهم تعين عليهم أن ينصحوه فيما شاورهم فيه على قدر علمهم، وما يقتضيه نظرهم في ذلك أنه مصلحة، فينصحونه في ذلك، كنزوله يوم بدر على غير ماء، فنصحوه، وأمروه أن يكون الماء في حيزه صلى الله عليه [وآله] وسلم، ففعل.
ونصحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قتل أسارى بدر حين أشار بذلك..»
([222]).
45ـ وقال: «وأما ما رويناه مما أوحى الله به إليه
([223]): لئن لم تنته لأمحون اسمك من ديوان النبوة»، أي أرفع عنك طريق الخبر، وأعطيك الأمور على التجلي، والتجلي لا يكون إلا بما أنت عليه من الاستعداد، الذي به يقع الإدراك الذوقي، فتعلم أنك ما أدركت إلا بحسب استعدادك الخ..»
([224]).
النبي
لم يستخلف:
46ـ يقول: «مات رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولم ينص بخلافة عنه إلى أحد، ولا عيَّنه، لعلمه الخ..»
([225]).
الله كتب التوراة بيده:
47ـ ويقول: «وخص موسى بالكلام والتوراة، من حيث إن الله كتبها بيده، قبل أن يخلق آدم بأربع آلاف سنة»..
([226]).
الكعبة، وبيت المقدس:
48ـ وقال: «لأن البيت الذي هو الكعبة قد حاز الأولية، وبين الأقصى وبينه أربعون سنة. وهو حد زمان التيه لقوم موسى عن دخول المسجد الأقصى الخ»
([227]).
وهذا الكلام من إلقاءات علماء اليهود، وإلا، فإن الكعبة قد بناها نبي الله آدم

، ثم جدد بناءها نبي الله إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه.. أما بيت المقدس، فكان ابتداء أمره بعد آلاف السنين، على يد آل داود..
تخطئة رسول الله
:
49ـ وقال: «.. وقال له: لما دعا على رعل وذكوان، وعصية: إن الله لم يبعثك سباباً، ولا لعاناً، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذاباً الخ..»
([228]).
أضاف في نص آخر قوله: «أي لا تطرد عن رحمتي من بعثتك إليه، وإن كان كافراً، وإنما بعثتك رحمة الخ..»
([229]).
ونقول:
إن في هذا انتقاصاً واضح من مقام رسول الله

، حيث نسب إليه أنه قد تصرف بطريقة خاطئة، أوجبت التدخل الإلهي، لمنعه من الإستمرار في ذلك، مع توضيح الأمر له، وتعريفه بأنه قد سار في الإتجاه غير الصحيح.
ختم الولاية المحمدية:
50ـ وذكر أيضاً: أن ختم الولاية المحمدية قد ولد في زمانه، وأنه لا ولي بعده، كما أنه لا نبي بعد محمد..
([230]).
مع أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو صاحب الولاية المحمدية بجميع معانيها منذ غيبته وإلى يوم القيامة، وكل من يدعي غير ذلك، فهو كذاب، مفتر، صاد عن سبيل الله..
عصمة أولياء الصوفية:
51ـ هذا كله عدا عن أنه يدعي العصمة للولي، ويسميها بالحفظ، ولا يسميها بالعصمة، تأدباً مع الأنبياء..
([231]) فراجع كلامه..
الشيطان المارد والأولياء:
52ـ ويقول: «فيأتي (الشيطان المارد) إلى الولي، فما يلقي إليه إلا فعل الطاعات، وينوعه فيها، ويخرجه من طاعة إلى طاعة أعلى، فلا يرى الولي أثراً لهوى نفس، فيبادر إلى فعلها، ويقنع الشيطان المارد منه بهذا الأخذ عنه على جهالة، فلو كان الولي على بينة من ربه في ذلك لكان أولى..
فالشيطان لا يقدر أن يقدح في علم التجلي الإلهي بوجه من الوجوه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حق شيطانه، أعنى قرينه الموكل: إن الله أعانه عليه فأسلم، أي انقاد إليه فلا يأمره إلا بخير..»
([232]).
الأنبياء يفتنون بعد الموت:
53ـ ويقول: «إن الأنبياء تفتن في الممات، كما يفتن المؤمنون»
([233]).
الإستدلال بفعل ابن عمر:
النجاة بالاقتداء بالفاسق:
ومن ميزات مذهب الشيعة الإمامية حكمهم بعدم صحة الإئتمام بالفاسق، والقول بالجواز إنما هو في مذاهب أهل السنة، وابن عربي يلتزم بما عند أهل نحلته، فهو يقول:
54ـ «فلما رأينا أولياء الله يأتمون به (أي بالفاسق)، وينفعهم ذلك عند الله، ويكون هذا الإقتداء سبباً في نجاتهم، صحت إمامته. وقد صلى عبد الله بن عمر خلف الحجاج، وكان من الفساق بلا خلاف المتأولين بخلاف.
فكل من آمن بالله، وقال بتوحيد الله في ألوهيته، فالله أجل أن يسمى هذا فاسقاً حقيقة مطلقاً، وإن سمي لغة، لخروجه عن أمر معين، وإن قل.
والمعاصي لا تؤثر في الإمامة ما دام صاحبها لا يسمى كافراً»
([234]).
نسيان النبي
وحفظ أُبي:
55ـ ويقول: «وقد سأل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عن أبيّ حين ارتج عليه، يقول له: لِم لَم تفتح علي، لأن أبياً كان حافظاً للقرآن الخ..»
([235]).
ولسنا بحاجة إلى لفت نظر القارئ الكريم إلى أنه لا معنى لأن يحفظ أبي، وينسى رسول الله

، وهو النبي المعصوم عن السهو والخطأ والنسيان، كما هو المذهب الحق..
إبراهيم
أفضل من نبينا
:
56ـ ويقول عن الحديث الذي يقول: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآله إبراهيم:
«يظهر من هذا الحديث فضل إبراهيم على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، إذ طلب من الله أن يصلي عليه مثل الصلاة على إبراهيم»
([236]).
ونقول:
إننا لا ندري كيف ظهرت له أفضلية إبراهيم على رسول الله

من هذا، فإن كون الصلاة عليهما متماثلة لا يدل على أفضلية هذا على ذاك، ولا على العكس، بل تستفاد الأفضلية لأي منهما من دليل آخر..
على أننا كنا نتوقع أن تؤدي به الطريقة التي مارسها إلى أن يستنتج التساوي بينهما.. صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما.. لا أن يكون نبي الله إبراهيم

، هو الأفضل، فإن هذه المقدمات لا توصل إلى تلك النتيجة..
([222]) الوصايا ص65 و66
([223]) الضمير يرجع إلى عزير
.
([224]) فصوص الحكم ص234 وراجع: الفتوحات المكية ج12 ص130 والتهديد قد كان لنبي الله عزير لكثرة سؤاله عن القدر.
([225]) فصوص الحكم ص163.
([226]) راجع: الفتوحات المكية ج12 ص140 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى والردود والنقود ص354.
([227]) راجع: الفتوحات المكية ج1 ص132 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([228]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص145.
([229]) راجع: الفتوحات المكية ج5 ص272 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([230]) الفتوحات المكية ج3 ص177.
([231]) راجع: الفتوحات المكية ج7 ص440 ـ 443 وج10 ص56 و57.
([232]) الفتوحات المكية ج7 ص442 و443
([233]) الفتوحات المكية ج7 ص471
([234]) الفتوحات المكية ج6 ص425.
([235]) الفتوحات المكية ج6 ص446.
([236]) الفتوحات المكية ج8 ص174
يتبع>>>
نسألكم الدعاء