منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - هكذا كانت سيدة النساء فاطمة (عليها السلام)
عرض مشاركة واحدة

علوية
زائر
رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0 يوميا

عرض البوم صور علوية



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي هكذا كانت سيدة النساء فاطمة (عليها السلام)
قديم بتاريخ : 07-Aug-2009 الساعة : 08:11 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هكذا كانت سيدة النساء فاطمة ()

((يافاطمة إعملي لنفسِكِ فإني لا أملك لكِ من الله شيء))

هذه الكلمة الخالدة لرسول الله تلخَّص النهج الإسلامي في بناء الإنسان.. وعلى ضوئها يتوضّح ويتحدّد مقياس التقييم والتفاضل بين الناس، فبالعمل الصالح وحده المستند إلى الإيمان، يرتقي المسلم في معارج الكمال، وبهما فقط يتسلّح في خوض جهاده الأكبر القاسي ضد سلطان الغرائز والشهوات... ليكون، بالتالي، مستحقاً لرضوان الله تعالى وثوابه الجزيل في الدنيا والآخرة.

وقد وعت فاطمة () هذه الحقيقة جيداً، ووضعتها نصب عينيها في كل لحظةٍ من لحظات عمرها المبارك فلَمْ تَتَّكِل على حسبٍ أو نسب، وهي التي ـ لو جاز لأحدٍ الاستناد إلى مثل ذلك ـ لكانت جديرةً بأن تفخر على الأولين والآخرين. فأبوها هو رسول الله سيد الخلق أجمعين، أمها أم المؤمنين خديجة (رض)، وزوجها أمير المؤمنين علي () اللذان قال في حقهما الرسول : ((ما قام ولا استقام الدين إلاّ بسيف علي ومال خديجة)).
ولكن عاشت فاطمة () بدلاً من ذلك، حياةً كلها جهاد وصبر وذوبان بحبّ الله ورسوله ورسالته، حتى حقّ لها أن تنال الوسام الرفيع الذي منحها إياه أبوها ، حين وصفها ـ وهو الناطق بأمر الله ـ ((بسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين))، التي ((يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها))، وبأنها () ((بضعة منه ))، ((من آذاها فقد آذاه )) وبأنها ((نور عينيه ، وثمرة فؤاده وروحه التي بين جنبيه ))، وبأنها () ((الحوراء الإنسيّة)). أي بتعبير آخر كانت الزهراء () التجسيد الحي الكامل بين النساء، لرسالة الإسلام التي جاء بها أبوها . فما هي ـ باختصار ـ مظاهر العظمة في شخصيتها () التي غدت معها مثلاً أعلى للمرأة، أو المرأة ـ النموذج في كل زمان ومكان، على الرغم من سنيّ حياتها القليلة التي لم تبلغ العشرين عدّاً.

إن جوابنا على ذلك، وبدون أدنى مبالغة، لا يشكّل سوى غرفةٍ بسيطة من بحرها الطامي سلام الله عليها.

* ففي حياتها الأسرية: كانت () القدوة لجميع النساء:

أ ـ في برّها بأبيها، وشدّة احترامها لمقامه العظيم، وتعلّقها به حتى أسماها بـ ((أم أبيها)).

ب ـ وفي حُسْن تبعّلها وعِظَم وفائها لزوجها أمير المؤمنين ()، حتى فاقت متانة علاقتهما الزوجية كلَّ وصف. يقول الإمام علي (): ((فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّوجلّ. ولا أغضبتني ولا عَصَتْ لي أمراً. لقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)).

ج ـ وفي قوة حنانها وعطفها على أولادها، وخصوصاً الحسن () والحسين ().. إلى درجة أنها لُقّبت () ((بالحانية)).

* وفي زهدها وعزوفها عن حطام الدنيا وتعلّقها بالمثل العليا، بلغت أقصى المدى وغاية المنى.. وهو ما نشهده:

أ ـ في قبولها بالمهر المتواضع القليل، وهي خير النساء شرفاً وقدراً، بل تؤكد الروايات أنها تمنّت على أبيها أن يدعو الله لها ليجعل مهرها: الشفاعة في عصاة أُمّتِه يوم القيامة.

ب ـ وفي تخلّيها عن كل ما تملكه في سبيل مرضاة الله سبحانه، ومِنْ ذلك العقد الوحيد الذي كانت تزيّن به جيدها، والذي دفعته لأحد فقراء المسلمين؛ بل حتى أنها تخلت ـ مع زوجها وبنيها ـ عن طعامهم للمسكين واليتيم والأسير، وفضّلوا التضوّر جوعاً لمدة ثلاثة أيام كاملة لوجه الله، لا يريدون جزاءً ولا شكوراً.. فأنزل الله في وصف هذا الإيثار العظيم قرآناً.

* وفي عبادتها وتقواها (: يقول أبوها : ((متى قامت في محرابها بين يَدَيْ ربّها (جلّ جلاله) زَهَر نورُها لملائكة السماء، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض. ويقول الله (عزوجل) لملائكته: ياملائكتي انظروا إلى أمَتَي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلتْ بقلبها على عبادتي)).

* وفي علمها، فاقت () كل النساء.. ولو شاء الله لها أن تعيش أكثر لفاض نورها على الناس ويكفي، في الدلالة على ما بلغته من مستوى رفيع، التأمّل في مضامين الخطبتين اللتين حفظهما لنا التاريخ عنها ().

* وفي جهادها لنصرة الحق، رسمت () الطريق لكل امرأة، بل لكل انسان.. كما نلاحظ في تصدّيها ومقاومتها للانحرافات في المجتمع الإسلامي بعد وفاة أبيها ، وما سجّلته من مواقف مشهودة، في هذا المجال، حتى أنها أوصت زوجها الإمام علي () بأن يُخفي قبرها، ولا يُشرِك في تشييعها إلا القلّة من الصحابة كتعبيرٍ منها ـ أمام المسلمين جميعاً ـ عن غضبها ورفضها لتلك الانحرافات.

وبعد، حريّ بنا، بل بنساء أمتنا بالذات الانصراف إلى دراسة وتمثّل سيرة سيدة النساء، والتعرّف من خلالها على عظمة هذا الدين القويم الذي نجح في صياغة الإنسان الكامل على قاعدة الإيمان والعمل الصالح، بعد أن فشلت في ذلك ـ كما أثبتت وتثبت التجارب ـ سائرُ المبادئ والطروحات.
منقول



آخر تعديل بواسطة حياة لعلاب ، 29-Aug-2009 الساعة 09:38 PM.

رد مع اقتباس