|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جارية العترة
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
بتاريخ : 13-Aug-2009 الساعة : 04:55 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بحث دلالي
جاء في نص زيارة الوارث u :« السَّلامُ عليكَ يا وارث موسى كليمِ الله»وهو نصٌّ يبعث على التساؤل:ما الّذي ورِثه الإمامُ الحسـين u من موسىu ؟ وللإجابة أقول:إن الوراثة في المقام تعني عِدة أشياء، يكون أبرزها وأظهرها هو أن فرعون موسى كبَّلَ عقول الأقباط بمنظومة منَ القِيَمِ وأضفى عليها قُدسيَّة ًجعلتهم يدينون بها على أنّها تحقق إنسانيَّتهم؛فكانوا عبيداً له يُفرِغون جامَ غضبِهم وغطرستهم على أبناء جنسِهم منَ الإسرائيليين الّذين يعيشون بين ظهرانيهم. قال تعالى:(وَإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذكروا نِعمةَ اللهِ عَلَيْكم إذْ أنجاكم من آلِ فرعون يسومونكم سوءُ العذابِ ويُذبّحون أبناءَكم ويستحيون نساءَكم وفي ذلكم بلاءٌ من رَّبكم عظيم) ابراهيم :6
بعدما كان آباؤهم وكبراؤهم مُذعنينَ غاية الإذعان ليوسف بن يعقوب(إسرائيل)عليهما السلام حينما عصفت بهم البلوى،فكان على موسى(ع) أن ينقذهم من هذه الجَهالة وذلك بإنارة الطريق أمامهم ومجادلتهم بالحكمة والموعظة الحسنة .
كذلك فإن بني أُميَّة َ جعلوا المسلمين الذين لا يوالونهم ،عبيدا ً لهم، وأرجعوا الناس إلى ما قبل الإسلام ،وصار دين الإسلام تراثا ً من تراث العرب تتداول مُنتحلاتِهِ ألسن القصّاصين في مجالسهم ، فتبدَّلت الأَحكام،وتغيَّرت السُّنن الإلهيّة،وتعطَّلت الحدود ، حتى ماتت إرادة المسلمين، فخنعوا لظلم الظالمين، وصار الإسلام أُلعوبة بأيدي المخنَّثين،فتوجَّهت عبادة المسلمين إلى الأوثان التي نصبوها في أذهانهم ،بدلاً من أن يتوجَّهوا لعبادة المعبود الحق سبحانه وتعالى ، فانبعث الإمام الحسينu في نهضته المباركة ، طلبا ً للإصلاح في أُمّة جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله باذلاً مهجته من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا ّ الله، وكيف وهو القائل : «قد نزل ما ترون من الأمر وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به ،والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله ،وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما وأنشأ متمثلا لما قصد الطف :
سأمضي فما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مذموما وخالف مجرما
أقدم نفسي لا أريد بقاءها * لنلقى خميسا في الهياج عرمرما
فان عشت لم أذمم وإن مت لم ألم *كفى بك ذلا أن تعيش فترغما »( ).
|
|
|
|
|