منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الايمان بالغيب للامام السيد موسى الصدر
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي الإيمان بالغيب (2) للامام السيد موسى الصدر
قديم بتاريخ : 25-Aug-2009 الساعة : 06:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


بسم الله الرحمن الرحيم

{ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون. والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون. والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون. أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.


هذه المبادئ الخمسة، التي يذكرها القرآن الكريم في سورة البقرة، ويفسر بها: المتقين، والذين على هدى من ربهم، والمفلحين أيضاً. نريد أن نتحدث عن هذه المبادئ الخمسة، التي فيها حقيقة التقوى، والهداية، والفلاح، في منطق القرآن.

ما هي هذه المبادئ الخمسة؟ - {الذين يؤمنون بالغيب}. الإيمان بالغيب أولاً.


- إقامة الصلاة، ثانياً. - الإنفاق مما رزقناهم، ثالثاً.


- الإيمان بما أُنزل الى محمد والى الرسل جميعاً، رابعاً.

- واليقين بالآخرة، أخيراً.

الإيمان بالغيب، المبدأ الأول، هو في الحقيقة، ركن الدين الأساس. فهناك فرق بين الدين وبين العلم، وإن انسجما واتفقا وتعاونا. وهناك فرق بين الدين والفلسفة. وهناك فرق بين الدين والتكنولوجيا مثلاً. وهناك فرق بين الدين وعلم الأخلاق.


فالدين طابعه الأساس أنه غيبي، وأنه جاء من الغيب. الإيمان بالغيب مبدأ الدين الأول، وحتى أصول الدين وفروعه، فمهما كان الدين علمياً، ومنطقياً، ومتطوراً، وقريباً لعقول الإنسان فهو محتفظ بغيبية مبادئه وأحكامه، من أصول وفروع. والسبب في ذلك أنّ الإيمان بالغيب هو المبدأ الوحيد الذي يجعل الإنسان مستقراً في حياته، دون سواه. فالإعتماد على العلم أو على الفلسفة، أو على الصناعة، أو على الأخلاق، أو على التجارب، أو على أي شيء يكون هو من صنع البشر.

الإعتماد عليه لا يؤدي الى الراحة والركون والإستقرار. والسبب في ذلك،

أنّ منتجات البشر، من علم أو ثقافة أو فلسفة أو فن، هي غير متكاملة بطبيعة الحال، الإنسان في تكامل دائم، وعلمه وصناعته وأخلاقه وتجاربه تزداد وتكتمل يوماً بعد يوم. ومعنى التكامل، التزلزل، وعدم الإستقرار. لأننا حينما نجد اليوم علاجاً لمرض، أو سبباً لمسبّب، أو طريقاً لاكتشاف أو وسيلة لحل معضلة إجتماعية، أو نظاماً لإصلاح شؤوننا الإقتصادية والإجتماعية.

كل ما نجده اليوم كاملاً لا نشك بأننا سوف نصل غداً الى شيء جديد حول هذا الشيء، أو حول أمثاله. وهذا يعني أنّ إيماننا واطمئناننا ويقيننا بهذه الأمور، العلمية والفنية والفلسفية والقانونية، إيمان نسبي، نعتمد عليه لأنّ هذا العلاج أفضل ما وصل إليه البشر في تجاربه الى الآن. أما أنّ البشر سوف يكتشف غداً ما هو أكمل منه، وما هو أفضل منه، فلا. وربما هذا الشيء الذي نجده اليوم مفيداً، لعلنا نجد غداً فيه ما يضرنا. وهذا طبيعة جميع الإنتاجات البشرية.

فإذاً، الإنسان إذا يريد أن يعتمد على منتجاته، على مصنوعاته اعتماداً مطلقاً، فهذا غير ممكن. وهذا بتعبير ديني عبادة الأصنام. لا يقوم شيء من هذه الأشياء مقام الله. الإطمئنان، والإعتماد ممكن فقط على المطلق الذي هو دائم، وثابت، وشامل، وخالد، وهذا هو الله فقط. يقول القرآن الكريم: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28).


ولا شك أنّ الإنسان حينما يشعر أنه مستظهر بالغيب، مطمئن الى الله ، مستنده الى المطلق، يشعر بقوة، ويستعمل العلم، والصناعة، والنظام الإجتماعي والإقتصادي، والفلسفة، والفن، والتجارب الأخرى، يستعملها كمخلوقات وكآلات. يدخل في الحياة باطمئنان واستقرار. وهذا من الناحية التربوية، ذو أثر كبير بالغ، ولا يمكن للإنسان أن يجعل محل الله، محل المطلق، الأمور النسبية.

ومن هنا نصل الى مبدأ، أنّ العلم، والصناعة، والتجارب البشرية مهما تكاملت، فلا يمكن لها أن تقوم مقام الله في نفس الإنسان. فالله من وراء قلب الإنسان، والعلم من الإنسان، والى الحياة. فالإنسان هو واقف بين الله، وبين مخلوقات الإنسان. الإنسان مخلوق لله، وله مخلوقات وتجارب.

الله له مكانة في حياة الإنسان، لا يمكن أن يقوم مقام هذه المكانة شيء آخر. وإذا أراد الإنسان، أن يجعل العلم، أو الصناعة، أو النظام، أو التجربة، محل الله، فهو يعيش في قلق دائم. تلك الحالة النفسية التي يعيشها الإنسان المعاصر، ويستحق أن يخاطب بقوله تعالى: {أتعبدون ما تنحتون} (الصافات: 95).

لأنّ الإنسان هو الذي ينحت العلم، والفلسفة، والتجربة، بينما هو مخلوق لله.

فإذاً، الإيمان بالغيب يلعب في حياة الإنسان دوراً رئيسياً، لا يمكن أن يُستغنى عنه.

والسلام عليكم.

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس