منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الصلاة (1) للامام السيد موسى الصدر
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي الصلاة (1) للامام السيد موسى الصدر
قديم بتاريخ : 25-Aug-2009 الساعة : 06:12 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


بسم الله الرحمن الرحيم

{ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون. والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}.


هذه الآيات، التي بدأنا بها حلقاتنا هذه، وضعت مبادئ خمسة لتفسير المتقين، والذين هم على هدى من ربهم، والذين هم المفلحون. المبدأ الأول، الأساس في حياة الإنسان، هو الإيمان بالغيب كما ذكرنا في الحلقة السابقة.

والمبدأ الثاني، هو إقامة الصلاة. الصلاة التي هي التوجه الى الله، والمواجهة مع الله، والتحدث مع الله، والطلب من الله، والخشوع الى الله.

وليست كما يُفهم من التقليد المتعارف "ضريبة إلهية" على الإنسان. الصلاة تلك المقابلة الطيبة مع الغيب، والتي هي مصدر الإيحاء، والقوة واتخاذ الكمال من الصحبة مع الله، لها تأثير كبير في الدين، حتى جُعلت الصلاة عمود الدين. وورد في الآثار أنّ "الصلاة إن قُبلت قُبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها". السبب، في أهمية الصلاة في الدين، يجب أن يدرس بصورة دقيقة. فالصلاة، زيادة على أنها الخشوع، والتوجه، والتوسل، والمقابلة، واللجوء، والرياضة الروحية - على حد تعبير الحديث - تكرس في نفس الإنسان الإيمان بالغيب.

ولأجل توضيح هذا المبدأ، علينا أن نذكر مقدمة صغيرة: فالإنسان حينما يقوم بعمل خيري، قد يقوم بعمل كخدمة إجتماعية، أو كعيادة مريض، أو كخدمة بشرية عامة؛ حينما يقوم بهذا العمل، يرضي الله ويرضي ضميره الاسمي في نفسه الوقت. وكثيراً ما يقوم الإنسان بهذه الأعمال الصالحة، لدوافع نفسية سامية.

فإذاً، هذه الأعمال الحسنة والخدمات الإجتماعية، في الحقيقة، تقوي في الإنسان إيمانه بالله وإيمانه بضميره، لأنّ كل عمل يصدر عن الإنسان يقوي النزعة التي كانت وراء هذا العمل. فإذا قام الإنسان بعمل الشجعان، فهذا العمل يقوي في نفس الإنسان شجاعته، وهكذا.

فحينما قمنا بعمل صالح، يرضي ضميرنا، فهذا العمل يقوي الصفة الصالحة في نفسنا فحسب. أما إيماننا بالغيب، فلا.

والعبادات، بصورة عامة، حيث أنها طقوس وحقائق ثابتة غير متطورة، لا نعرف تفاصيلها، ولا نعرف كثيراً من أسبابها، ففي الحقيقة عمل يصدر عن الإنسان بدافع الغيب وبدافع الإيمان بالغيب فحسب، لا يقوي إيماننا بأنفسنا وبضميرنا، ولا يقوي إيماننا بمجتمعنا، بل يقوي إيماننا بالغيب.


ولهذا، فالصلاة، والعبادات، والصيام، والحج، وإن عُرف من هذه الأعمال بعض الآثار، ولكن تفاصيلها لا تزال غامضة ومجهولة، وأسبابها غير معروفة.


هذه الأعمال بطبيعة الحال، تقوي في نفس الإنسان إيمانه بالغيب. وحينما عرفنا أنّ مبدأ الإيمان بالغيب مبدأ أساس في حياة الإنسان، فوجود العبادات لأجل ضمانة بقاء هذا الإيمان مبدأ أساس أيضاً.

والقرآن الكريم يؤكد أنّ الذين يتركون الواجبات الدينية، نتيجة للإساءة ولترك الواجب، يؤدي هذا الموقف الى ضعف إيمانهم. يقول القرآن الكريم: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون} (الروم: 10).

وهذا الذي يشكّل في حياة الإنسان خطراً داهماً، إذا ترك الواجبات الدينية. وفي الحقيقة إنّ الواجبات الدينية، التي نعبّر عنها في هذه الأيام بـ"الطقوس" هو تعبير غير صحيح، فالعبادات ليست مجرد طقوس، بل في الحقيقة محطات وحقائق ورياضات تؤثر في حياة الإنسان تأثيراً بالغاً، تؤثر في تقوية
الإيمان بالغيب، ثم لها تأثيرات غريبة في حياة الإنسان. فحينما يقابل الإنسان ربه في الصلاة، يشعر بالصحبة، والتحدث، والتقرب. ولا شك، أنّ الصحبة تكسب الإنسان صفات الصاحب والصديق. المثل العربي يقول: "عن المرء لا تسأل، وسل عن صديقه" أو "وسل عن جليسه". فحينما نجالس الله، ونصاحب الله، نكسب من الله الصفات الحسنة، والحديث الشريف يقول: "تخلّقوا بأخلاق الله". كيف يمكننا أن نتخلّق بأخلاق الله؟ حينما نشعر بأننا أمام الله، نتحدث مع الله، نناجي الله، نشكو الى الله، في مثل هذه الحالة، وبحسب التكرار، نشعر بالإكتساب من هذه الصفات الإلهية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس