منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الصلاة (1) للامام السيد موسى الصدر
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي الصلاة (2) للامام السيد موسى الصدر
قديم بتاريخ : 25-Aug-2009 الساعة : 06:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


بسم الله الرحمن الرحيم

{الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}.


في الحلقة السابقة من هذه السلسلة التفسيرية، فهمنا من القرآن الكريم أنّ الصلاة هي مبدأ ثانٍ من المبادئ الخمسة لتفسير المتقين، وللذين هم على هدى من ربهم، والذين هم المفلحون.

وفي هذا اليوم أحببت أن أفصّل في مفهوم الصلاة، فللقرآن مع الصلاة حكايات وحكايات. فبعد أن يجعل الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ويجعلها من الأسس الأساسية في الإسلام، يحاول أن يعمم مفهوم الصلاة. فيقول في بعض الأماكن إنّ الإنسان، في كثير من حالاته، هو في حالة الصلاة. ويقول في بعض الآيات القرآنية: {والطير صافّاتٍ كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه} (النور: 41).

نفهم من هذا أنّ الصلاة في مفهوم القرآن تصدر عن الطير، كما أنها تصدر من الإنسان. فما هو مفهوم الصلاة في المنطق القرآني؟ ويزداد هذا التساؤل حينما نرى أنّ القرآن الكريم، يسند أيضاً مفهوم
التسبيح الى الموجودات، من ذوي العقول وغير ذوي العقول. فيقول: {يسبّح لله ما في السماوات وما في الأرض} (الجمعة: 1)، ويقول: {ويسبّح الرعد بحمده} (الرعد: 13)، {وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده} الإسراء:44).

وفي أماكن أخرى، يحاول القرآن الكريم أن يسند كلمة السجود أيضاً للموجودات {ألم ترَ أنّ الله يسجد له مَن في السماوات ومَن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب} (الحج: 18).

فما هو السجود والتسبيح، والصلاة التي تنسب الى الموجودات جميعاً؟ مقدمة لغوية مختصرة: السجود، بمعنى نهاية الإطاعة والخضوع. والتسبيح، بمعنى التنزيه. والصلاة، بمعنى الدعاء والطلب والنداء.

وعلى هذا الأساس، وإذا أخذنا المفهوم اللغوي، نجد أنّ النظرة الدينية الى الكون تختلف تماماً عن النظرة الأخرى الى العالم والى الموجودات.

ففي رأي الدين، جميع الموجودات تسبّح وتصلّي وتسجد. فالشمس تسجد لله، لأنها تنفّذ الأوامر الكونية الطبيعية، بكل خضوع وبكل إتقان. والرعد يسبّح، لأنه يؤكد أنّ الله خالق الكون، منزّه عن كل نقص. والطير يسجد، يعني بعمله وبإتقان عمله، وبأداء دوره الحياتي؛ يتوسل الى الله، ويتوجه الى الله، ويستمد القوة من الله.
ففي رأي الدين، الكون كله محراب كبير، كل جزء من أجزائه ساجد ومسبّح ومصلٍّ.

وهذا الرأي، وهذه النظرة، تساعد الإنسان في حياته. وتشجع الإنسان في أن يسير مع الموكب الكوني الأزلي الأبدي نحو الله. وسير الإنسان نحو الله لا يعني الإبتعاد عن واجبه الكوني. فكما عرفنا أنّ الشمس، في أداء واجبها الطبيعي ودورها الكوني، ساجدة ومسبّحة.

فالإنسان إذا قام بدوره الطبيعي، المطلوب منه في هذا الحياة، فهو ساجد ومسبّح ومصلٍّ. وهذا لا يعني أنّ هذه الصلاة تغني عن الصلاة التي هي عمود الدين، وهي من العبادات. فتلك تدريب، وتكريس للإنسان، ومدرسة للإنسان يتعلّم منها كيف يتوجه الى الله في حركاته وسكناته.

فالإنسان حينما يصلّي يتوجه الى الله، وحينما يتوجه الى الله بقلبه يمارس بجسده الأعمال والنشاطات، فيركع، ويسجد، ويقرأ. وهكذا، يتعلّم من أن يجمع بين التوجه القلبي والنية الحسنة، مع الأعمال الخارجية. وهكذا، يتعود أن يتوجه الى الله، ويقصد خدمة خلق الله، حينما يبيع ويشتري، وحينما يزرع ويفلح، وحينما يكتب، ويخطب، وحينما يحارب، ويَقتل ويُقتل، وحينما يقوم بمختلف النشاطات الإجتماعية الواجبة.

والقرآن الكريم أيضاً، يؤكد أنّ الصلاة الكونية والسجود الكوني، والتسبيح الكوني، يشمل جسد الإنسان حينما يقوم بدوره الكوني.

فالإنسان حينما ينظر الى العالم والى نفسه، بهذا المنظار، يجد نفسه في طريق الخير منسجمة مع الكون ومع جسمه. وإذا خالف الواجب الكوني، وإذا تخلّف عن دوره الحياتي، فهو غريب في هذا الكون، غريب عن نفسه، وغريب عن الكون كله.

فالصلاة هذه صلاة عبادية وصلاة كونية، يقوم بهما الإنسان، ويسلك بهما، سبيله الأساس في حياته كلها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس