منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - من تراث و افكار علمائنا الاعلام على الصعيد السياسي والديني والاجتماعي....ارجو التثبيت
عرض مشاركة واحدة

الكرباسي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 3100
الإنتساب : Nov 2008
المشاركات : 54
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 203
المستوى : الكرباسي is on a distinguished road

الكرباسي غير متواجد حالياً عرض البوم صور الكرباسي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الكرباسي المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي تتمة الموضوع ...
قديم بتاريخ : 05-Sep-2009 الساعة : 08:44 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


4- فقدان الهم الرسالي والسعي وراء حياة الدعة والراحة: ان حياة الاستقرار والدعة غير موجودة لشخص يحمل الهموم التي حملها من قبل قلب الامام علي ر الذي يقول (( ان الفتنة يشيب لها الوليد)) فالشخص الذي يعيش هموم الاسلام تكون حياته حياة العناء والمسؤولية، حياة الكفاح والجهاد لا حياة الدعة والاستقرار مهما توفرت امامه اسباب الرخاء، ولئن شعر بعضنا بالدعة والاستقرار فهذا يعني اننا لم نعيش تلك الهموم لانه لم يكن مع الناس حيث لم يكن على مستوى المسؤولية، ولنا اسوة بنبينا وأئمتنا الذين كرسوا حياتهم للاسلام وبذلوا مهجهم في سبيل اعلاء كلمته، وهكذا تبعهم علمائنا من السلف الصالح وصولا ً الى ذلك السيد الشهيد العظيم (قد) الذي عبر من خلال محاضراته هذه عن عمق ذلك الهم الذي حمله، فلنستفد من هؤلاء العظماء في ان نكون حاملين للهم الرسالي ساعين الى ان نكون اهلا ً لتحمل المسؤوليات الشاقة وهذا لا يكون الا ببذل الجهد الجهيد والصبر الطويل.
5- فقدان الشعورالتفصيلي بالارتباط بالله تعالى: ان تحرك الفرد وعمله الاجتماعي او السياسي او الديني غالبا ً ما يبدأ على اساس شعور تفصيلي يشده الى الله تعالى، أي يشعر ان هذه القوة وهذا الارتباط هي التي تجذبه لذلك العمل وتدفعه الى التحرك، ولكن بعد ان يدخل الى اطار ذلك العمل فينخرط في مناهجه ويسلك مسالكه تتضائل بالتدريج جذوة شعوره بالاتصال بالله تعالى بينما كان من المفروض ان هذه الجذوة تنمو بالتدريج، فتجد الشخص ينهمك في العمل الحركي ويبتعد عن الجوانب الروحية بل قد يعدها من اعمال الفارغين فيبقى يعيش فراغا ً نفسيا ً كبيرا ً في قلبه وفي وجدانه وضميره لانه غالبا ص ما يركز على جوانب الوعي الحركي واساليب الحركة وامور الادارة والحوارات وغيرها، وهذه وان كانت اعمالا ً جليلة وعظيمة لكنها لا تكون بديل عن الجوانب الروحية التي تديم الصلة بالله تبارك وتعالى، وهذه مشكلة خطيرة يجب ان يتجنبها العاملون الحركيون وقد عبر عنها السيد (قد) بقوله ( اننا استطعنا ان نربي الاخرين الى نصف الطريق)) أي تربوا على الوعي الاسلامي والحركي فقط تاركين الجوانب الروحية، وقد علق السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) على تلك المقوله بقوله (( ولم يقل الى نهايته لانه لو كان الامر كذلك لما حصلت أي شيء من تلك النتائج ولو كان اولئك المتدينون قد اصلحوا انفسهم قبل اصلاح الاخرين ومارسوا المقدمات المنجة لصفاء النفس ونور القلب وعمق الاخلاص وقوة الرادة وعفة الضمير لما عانوا ما عانوا بل ولعلهم لم يحتاجوا في الحكمة الالهية الى كل هذا البلاء الذي وقع عليهم وانما كانوا مع شديد الاسف مصداقا ً لقوله تعالى ((يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) ولم يكونوا مصداقا ً لقوله تعالى ((الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )).
6- فقدان روح التضحية والايثار: فالكثير من العاملين في داخل الحركة الاسلامية لا يعيش اخلاقية التضحية بل يعيش اخلاقية المصلحة الشخصية وهذه الاخلاقية تجعل القدر الاكبر من طاقاتنا وقوانا وامكانياتنا في جو غير منظم وفي تدعيم المصلحة الخاصة او في سبيل الدفاع عن هذه المصالح الخاصة، وكذلك تجعلنا هذه الاخلاقية نصرف القدر الاكبر من قوانا وطاقاتنا في المعارك داخل الاطار بينما من المفروض ان تصرف طاقاتنا في سبيل الله والعمل لتدعيم الاطار ككل وترسيخه وتكريسه وتوسيعه بدلا ًِ من ان نعرضه للخطر وللتمزق والفناء بسبب الصراع الداخلي والاختلاف، فالمفروض ان نتناسى مصالحنا الصغيرة وان نذوبها في المصلحة الكبيرة وذلك لا يكون الا بالاستعداد للتضحية بكل المصالح الصغيرة وهذا لا يكون الا بترويض النفس وتدريبها.
7- التحجر في الاساليب وعدم تجديدها: فالنظرية هي الاسلام ولا شك ان ديننا ثابت لا يتغير ولا يحتاج الى تغيير اة تحوير او تطوير لانه اشرف الرسالات وخاتم الاديان، اما العمل في سبيل هذه النظرية أي اساليب العمل الخارجي فهي بحاجة الى تجدد بحسب متطلبات الزمان بما لا يتعارض وثوابت الاسلام الا ان المؤسف ان العاملين في الغلب يلتزمون اسلوب معين في العمل ويرفضون تغييره عند تغير الزمن او عند عدم جدواه وهذا ما يسميه السيد (قد) بالنزعة الاستصحابية والتي تجعل العاملين غير صالحين لمواصلة المسيرة والمسؤولية وذلك لان اساليب العمل ترتبط بالعالم وبمنطقة العمل التي ليست على وتيرة واحدة كما ان الامة التي نريد ان نزرع فيها بذور الخير والتقوى او الورع ليست لها حالة واحدة فهي تتغير وهي بالامس غيرها اليوم في المستوى الفكري والاخلاقي وكل ذلك يتطلب تغيير وتجدد في الاساليب، فهل يصح ان نجمد عملنا في اساليب لا تغيير فيها؟ فلا بد للعاملين ان يتحرروا من النزعة الاستصحابية من نزعة التمسك بما كان وان نجدد اساليب عملنا باشكل الذي ينسجم مع امة اليومخ وحالتها المتغيرة.
نسأل الله تعالى ان يوفق الاخوة العاملين في مختلف اذرع المشروع الاسلامي الاصلاحي للاستنارة بهذه الافكار العظيمة لذلك المفكر العملاق وان يدققوا اكثر في تراثه العظيم الذي لا يستغني عنه كل عامل مخلص ساع ٍ الى بناء خير امة اخرجت للناس وساع ٍ الى التمهيد لظهور حامل لواء الحق وناشر راية الهدى ونصرته والذود عن شرف الاسلام بين يديه ان ولي التوفيق.


رد مع اقتباس