منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ما هو حكم التطبير؟؟
عرض مشاركة واحدة

الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : حبيب الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Aug-2007 الساعة : 06:10 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله ..

أشكركم على ردكم المحترم أخي العزيز,

أما الجواب حول ما سألت عنه فأسربط بين السؤالين وأقول:

إن ما ذكره السيد الخامنئي من أن التطبير يعد الآن وفي الوقت الراهن تشويه على المذهب, فهذا ليس صحيحاً في جميع الأحوال, ويجب علينا أن نعرف أنه من يهمنا رأيه أوإعتراضه على مذهبنا؟ إن الله تعالى يقول:
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
فهذه آية واضحة الدلالة على أنه مهما قمنا من أفعال فإنهم لن يرضوا عنا .. حتى لو تنازلنا عن جميع ما نملكه وجميع عقائدنا فهم سيبقون ضدنا ولن يفيدنا ذلك في شيء. وإذا أردت كلام مطول حول هذا المقام فأنقل لك كلام الشيخ الغزي حفظه الله تعالى حول هذا الموضوع وأعتذر عن الإطالة:

وأمّا ثانياً ـ فمن هم الذين يستهزؤن بنا؟ وما قدرهم؟ وما قيمة استهزائهم؟ ثم ما هو الجديد في الأمر؟ إذ أنّ أعداء الله مذ كانوا فهم يسخرون من ديننا، وعقيدتنا، وفقهنا، وأحكامنا، وعباداتنا، ومناسكنا، وآدابنا، وأعرافنا، وتأريخنا، ولا يقّرون بأي جميلٍ لنا. وهذا قرآننا يصدع في أسماعنا بأنّ كلّ الرسل والأنبياء السابقين () كانوا معرض استهزاء وسخريةٍ من قبل أعدائهم وأقوامهم فما كان منهم إلاّ الثبات والإصرار وما كانوا يعبئون بكل ذلك ما داموا على الحقّ والهدى وكذاك نبيّنا الأعظم وأئمتنا الأطهار صلوات الله عليه وعليهم لقوا ما لقوا في هذا السبيل مّما هو أشدّ وأعظم من الذي لقيه الأنبياء والأوصياء السابقون () أو ليس المصطفى () هو الذي يقول: (ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت) ولذا فإني لا أردّ بشيءٍ على المتحججين باستهزاء وسخرية الآخرين وانّما أستنير بكتاب الله في ردّهم ومناقشتهم:

1- (زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا، والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة).[سورة البقرة: الآية 212].

2- (يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا الذين اتّخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين. وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).[سورة المائدة: الآيتان 57 و 58].

3- (فقد كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون).[سورة الإنعام: الآية 5].

4- (ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون).[ سورة الإنعام: الآية 10].

5- (ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّة معدودة ليقولنّ ما يحبسه، ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة هود: الآية 8].

6- (ويصنع الفلك وكلّما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون).[سورة هود: الآية 38].

7- (ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب).[سورة الرعد: الآية 32].

8- (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين. وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزءون).[سورة الحجر: الآيتان10 و 11].

9- (فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة النحل: الآية 34].

10- (وما نرسل المرسلين إلاّ مبشّرين ومنذرين، ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ، واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا).[سورة الكهف: الآية 56].

11- (ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا واتّخذوا آياتي ورسلي هزوا).[سورة الكهف: الآية 106].

12- (وإذا رآك الذين كفروا إن يتّخذونك إلاّ هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون).[سورة الأنبياء: الآية 36].

13- (ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة الأنبياء: الآية 41].

14- (إنه كان فريق من عبادي يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. فاتّخذتموهم سخريّاً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون).[سورة المؤمنون: الآيات 109 و 110 و 111].

15- (وإذا رأوك إن يتّخذونك إلاّ هزواً أهذا الذي بعث الله رسولا).[سورة الفرقان: الآية 41].

16- (وما يأتيهم من ذكرٍ من الرحمن محدث إلاّ كانوا عنه معرضين. فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون).[سورة الشعراء: الآيتان 5 و6].

17- (ثمّ كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذّبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون).[سورة الروم: الآية 10].

18- (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً، أولئك لهم عذاب مهين).[سورة لقمان: الآية 6].

19- ( يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزءون).[سورة يس: الآية 30].

20- (بل عجبت ويسخرون. وإذا ذكّروا لا يذكرون. وإذا رأوا آية يستسخرون).[سورة الصّافّات: الآيات 12 و 13 و 14].

21- (وقالوا مالنا لانرى رجالاً كنّا نعدّهم من الأشرار. أتّخذناهم سخريّاً أم زاغت عنهم الأبصار).[سورة ص: الآيتان 62 و 63].

22- (وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة الزمر:الآية 48].

23- (واتّبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وانتم لا تشعرون. أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين).[سورة الزمر:الآيتان 55 و 56 ].

24- (فلمّا جاءتهم رسلهم بالبيّنات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة غافر: الآية 83].

25- (وكم أرسلنا من نبيّ في الأوّلين. وما يأتيهم من نبيّ إلاّ كانوا به يستهزءون).[سورة الزخرف: الآيتان 6 و 7].

26- (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملإه فقال إني رسول ربّ العالمين. فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون).[سورة الزخرف: الآيتان 46 و 47].

27- (وإذا علم من آياتنا شيئاً اتّخذها هزواً، أولئك لهم عذاب مهين).[سورة الجاثية: الآية 9].

28- (وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة الجاثية: الآية 33].

29- (ذلكم بأنّكم اتّخذتم آيات الله هزواً وغرّتكم الحياة الدنيا، فاليوم لا يخرجون منها ولاهم يستعتبون).[سورة الجاثية: الآية 35].

30- (إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون).[سورة الأحقاف: الآية 26].

31- (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون).[سورة النجم: الآيتان 59 و 60].

32- وختام ما نذكره من كلام الله سبحانه وتعالى هو آيتان من سورة المطفّفين:

أُولاهما: (إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون).[سورة المطففين: الآية 29 ].

وأُخرهما فيها حديث العاقبة حين تقوم الساعة:

(فاليوم الذين آمنوا من الكفّار يضحكون).[سورة المطففين: الآية 34].

وبعد ذكر هذا الحشد المتظافر المبارك من الآيات القرآنية الكريمة، وقبل كلّ شيء لابدّ أن أنّبه إلى أنني لا أريد الاستدلال بهذه الآيات المباركة بخصوص مسألة التطبير بنحو خاص وإنّما كان الغرض من ذكرها:
أولاً - تذكرةً وتنبيهاً إلى أنّ الاستهزاء والسخرية من الأمور التي واجهت كلّ أنبياء الله ورسله وأوصيائهم () وكذلك أتباعهم فيما مضى من الزمان وفيما حضر وفيما يأتي.

ثانيا- نلاحظ أنّ القرآن الكريم قد حدّثنا وأخبرنا في آياته السابقة الذكر بأنّ الاستهزاء والسخرية قد طال خاتم الأنبياء () ومن سبقه من الرسل () وكان موجّهاً ومصبوباً على الذين آمنوا وعلى دينهم وعلى صلاتهم وعلى قرآنهم وعلى آيات الله وأمر الله وجنب الله وعلى كلّ ما يمتّ للدين والعقيدة والعبادة والأحكام الشرعية بصلة من قريب أو من بعيد.
ثالثاً- بيّن لنا كتاب الله العزيز ما هو الموقف الشرعي الذي يريده الله سبحانه وتعالى منّا إزاء هذه السخرية وهذا الاستهزاء؟ وذلك في مواضع من الكتاب الكريم:

1- (وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره، إنّكم إذاً مثلهم، إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً).[سورة النساء: الآية 140].

2- (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين).[سورة المائدة: الآية 57].

3- (ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً، وان تصبروا وتتّقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور).[سورة آل عمران: الآية 186].

4- (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).[سورة الفرقان: الآية 63].

5- (ويصنع الفلك وكلّما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منّا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون).[سورة هود: الآية 38].

فنرى أنّ قراننا العزيز ينهانا عن الحضور في مجالس المستهزئين ويأمرنا بألاّ نتخذهم أولياء ونلقي إليهم بالمودة ويوصينا بالصبر والثبات في مواجهة أذاهم وسخريتهم واستهزائهم. بل يحدثنا عن حالة من السمو النفسي في وصفه لعباد الرحمن بأنهم لا يعبئون بهم على أية حال ولا يرون لهم ولا لاستهزائهم من قيمة أبداً: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). وفي آية أخرى يرسم لنا كتابنا العزيز أسوة حسنة في قصة نوح (): (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون).

فهذا كتاب الله وهذه آياته التي لا نجد فيها موضعاً يعطي للإنسان المؤمن عذراً أو مجالاً أن يلغي بسبب الاستهزاء والسخرية من قبل الآخرين ما هو شيء صحيح في نفسه وان يحرّم ما هو جائز بل راجح في الشريعة المقدّسة. ولإشباع المبحث وتوضيح الصورة فإني سأورد بعضاً من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن القضية الحسينية بنحوٍ خاص وتتناول مسألة الاستهزاء والسخرية، وما يجب أن يكون عليه الشيعي في مواجهة ذلك:

1- عن النبي () مخاطباً أمير المؤمنين علياً عليه أفضل الصلاة والسلام: (فابشر وبشّر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها، أولئك شرار أمتي لا أنالهم الله بشفاعتي ولا يردون حوضي)(10).

2- (عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله () ما ألقى من قومي ومن بنيّ إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين () من الخير إنّهم يكذّبوني ويقولون: إنّك تكذب على جعفر بن محمد! قال: ياذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، والله إنّ الله ليباهي بزائر الحسين بن علي، والوافد يفده الملائكة المقرّبين وحملة عرشه.. .. ..)(11).

3_ من دعاء الإمام الصادق () في سجوده لزوار جدّه الحسين صلوات الله عليه: (اللهم يا من خصّنا بالكرامة.. .. اغفر لي ولأخواني وزوار قبر أبي الحسين الذين أنفقوا أموالهم واشخصوا أبدانهم رغبةً في برّنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيك، وإجابةً منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضاك.. .. اللهم إنّ أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا.. ..)(12).

4- عن الإمام الصادق (): (الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدوّنا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم يهذؤنهم ويقبّحون ما يصنعون)(13).

يهذؤنهم: يؤذونهم ويسمعونهم ما يكرهون.

5- من حديث قدامة بن زائدة، عن أبيه قال: (قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني يا زائدة أنّك تزور قبر أبي عبد الله الحسين () أحياناً؟ فقلت: إنّ ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من حقنا؟ فقلت: والله ما أريد بذلك إلاّ الله ورسوله، ولا أحفل (14) بسخط من سخط، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه، فقال: والله إنّ ذلك لكذلك؟ فقلت: والله إنّ ذلك لكذلك، يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً فقال: أبشر ثم أبشر ثم أبشر.. ..)(15).

أما وقد ذكرنا هذه الكلمات القدسية الشريفة فلا بدّ أن أقول: إنّ اللسان المطابقي بوجهٍ إجمالي لهذه الروايات والأحاديث التي ذكرت هو زيارة سيد الشهداء () وما يلقاه أولياء أهل البيت () من استهزاء وسخرية بسببها؛ لذلك فإني لا أريد الاستدلال بها أو الاستفادة منها في الذي نحن فيه من حاقّ هذه الجهة بما هي وإنما يكون تقرير الكلام وتقرير الاستدلال ووجه الاستفادة هكذا:

أولاً- إنّ الناظر في كلّ الروايات والأحاديث التي وردت بخصوص القضية الحسينية ومن جميع الجهات يقطع قطعاً حقيقياً تاماً من أنّ النبي الأعظم والزهراء البتول والأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم جميعا)ً لا يرومون إلاّ إحياء الأمر الحسيني والفكر الحسيني والموقف الحسيني وبعبارة أشمل القضية الحسينية بكلّ أبعادها والزيارة أحد أهم مصاديق إحياء القضية الحسينية وابقاء شعلتها متوهجة في النفوس والأرواح والعقول والقلوب لذا فإنّ الموقف الشرعي من سخرية الآخرين واستهزائهم بسببها هو عينه الموقف الشرعي من السخرية والاستهزاء بأي مصداق آخر من مصاديق إحياء الذكر الحسيني والقضية الحسينية. والتطبير حزناً وجزعاً على سيد الشهداء () هو أحد هذه المصاديق التي تذكّرنا بالواقعة الدموية بما فيها من طهارة التضحية والإباء ونجاسة الخبث والحقارة ولؤم النفاق والكفر وعلى هذا فلا بدّ أن يكون الموقف الشرعي من الاستهزاء والسخرية من التطبير حزناً وجزعاً على الحسين () هو نفس الموقف الذي ذكرته هذه الروايات الشريفة وهو واضح لا غبار عليه ولا يخفى على ذي عينين.

ثانياً- لابدّ من الالتفات إلى أن الأحاديث المذكورة وإن ركّزت بشكل واضح على الزيارة الحسينية ألاّ أنها لم تغفل ذكر إحياء الأمر الحسيني والقضية الحسينية بنحو عام أي بكلّ مصاديق إحيائها. وإنّ في الرواية الخامسة التي تقدّم ذكر بعضها في المتن وذكر تمامها في الحاشية ما يشهد على ذلك حيث يحدّث إمامنا السجاد () صاحبه زائدة عن قول عمته العقلية سلام الله عليها: (فو الله إنّ ذلك لعهد من رسول الله () إلى جدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أُناسٍ من هذه الأمّة.. .. ينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره إلاّ علوّا).


توقيع الروح المجرد

---------------------------

قال رسول الله (ص): لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه; الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله, أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره, فما أصبرهم على النار.

---------------------------



رد مع اقتباس