منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في ذكرى الإسراء : لمسات بيانية ...
عرض مشاركة واحدة

مريم
عضو
رقم العضوية : 170
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 220
المستوى : مريم is on a distinguished road

مريم غير متواجد حالياً عرض البوم صور مريم



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مريم المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Aug-2007 الساعة : 02:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله
و الحمد لله
و الصلاة و السلام على الحبيب رسول الله و آله ومن والاه

دائما في رحاب الآية الكريمة : "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" سورة الإسراء آية 1

بعبده: لم يقل برسوله ولا بمحمد وإنما قال بعبده.

الاختيار لكلمة (بعبده) له جملة معاني ,فمقام العبودية لله هو أعلى مقام للخلق وأعلى وسام يُنعم الله تعالى به على عباده الصالحين تماماً كما وصفت الآيات نوح (إنه كان عبداً شكورا) وأيوب (نعم العبد إنه أوّاب) والرسول صلى الله عليه و آله وسلم (وإنه لمّا قام عبد الله يدعوه).

والعبودية نوعان: قسرية واختيارية،
- فالعبودية القسرية تتحقق شاء أم أبى (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) سورة مريم

-أما العبودية الاختيارية فهي أعلى مقام العبودية ولمّا ذُكر موسى ذكره الله تعالى باسمه وأعلى مقام لموسى كان في المناجاة (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) إلى قوله (خر ّموسى صعقا) لم يكن ليقل خرّ عبدنا موسى أو جاء عبدنا موسى فلا يجوز أن ينسب العبودية له ثم يخرّ صعقاً هذا لا يحدث ولا يجوز أصلاً، أما الرسول صلى الله عليه و آله وسلم عندما ذكر بصورة العبودية أعقبها أنه عُرِج به إلى السماء وإلى سدرة المنتهى وخاطبه ربه بمقام لم يصل إليه أحد إلاّ هو صلى الله عليه و آله وسلم فلذا كان استعمال كلمة (بعبده) دلالة على زيادة التشريف له صلى الله عليه و آله وسلم والهاء أيضاً إضافة تشريف وهي تدلّ على الرعاية والحفظ مثل قوله تعالى (فأوحى إلى عبده).

ليلاً: كلمة أسرى معناها ليلاً لأن الإسراء لا يكون إلا ليلاً (ظرف مركّب) حتى نفهم أن الرحلة الطويلة من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والعروج إلى السماء كانت كلها في جزء من الليل وقد جاءت كلمة (ليلاً) بدل الليل لأن الليل تدل على الليل كله أما الإسراء فقد تم في جزء من الليل فقط وليس الليل كله.

من المسجد الحرام: أي من عين المكان ويكفي تسمية المسجد الحرام يعني أن لا يحدث فيه سوء. أكثر العلماء يقولون أن الإسراء لم يتم من المسجد الحرام وإنما من بيت أم هانئ وفي هذا التفاتة إلى أن مكة كلها حرم.

المسجد الأقصى: لم يكن آنذاك مسجداً لكن هذا إشارة إلى أنه سيكون مسجداً.

باركنا حوله: أسند تعالى المباركة لنفسه للدلالة على التعظيم ولم يقل بورك حوله والنون للعظمة لم يقل باركناه بل قال باركنا حوله لأنه لو قال باركناه لانحصرت المباركة بالمسجد فقط أما باركنا حوله فهو يشمل كل ما حوله وهو تعظيم للمسجد نفسه ولكنه إشارة أن المباركة حول المسجد أيضاً.
ولم يقل باركنا ما حوله لأنها عندئذ تعني الأشياء فإذا زادت الأشياء زادت المباركة وإذا ذهبت ذهبت المباركة لكن المباركة كانت مطلقة تشمل أشياء معنوية وماديّة وروحانية بما أودع الله تعالى من رزق وخير وإرسال الرسل ولا تختص المباركة بشيء معين واحد وإنما تشمل كل هذه الأشياء.

لنريه: التفات لأسلوب المتكلم بعد أن ابتدأ بالغائب (سبحان الذي أسرى) التفت سبحانه للمتكلم ليدلّ على أن المتكلّم هو الله تعالى وليس شخصاً يُخبر عنه إنما كان من الله تعالى مباشرة. وكلمة (لنُريه) تدلّ على أن أفعاله سبحانه معلّلة ولغرض معيّن ولحكمة قد يذكرها وقد يخفيها عنّا سبحانه وكأن هذه الرحلة معدّ لها.

من آياتنا: أي مقرر ومُعدّ أن يرى بعض الآيات وليس كلها ولنريه: إسناد الفعل لله تعالى وشدة احتفائه برسوله صلى الله عليه و آله وسلم ولم يقل ليرى أو ليُرى إنما جاءت (لنُريه) وهذا إكرام وتشريف آخر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و آله وسلم في هذا الرحلة. وإضافة الآيات إلى نفسه تعالى تأتي من باب الاحتفاء بالرسول صلى الله عليه و آله وسلم.

إنه هو السميع البصير: عودة إلى الإفراد والوحدانية. ضمير التعظيم يأتي بعد أو قبل ضمير الوحدة في القرآن الكريم وهذا حتى لا يلتبس على السامع ويُشرك مع الله أحدا والأمثلة على ذاك كثيرة في القرآن الكريم تماما كما في سورة الكوثر (إنا أعطيناك الكوثر* فصلّ لربك وانحر) إنا تفيد التعظيم والكاف تفيد الوحدانية لأن الربّ واحد لا شريك له. وهي تدل على أنه سبحانه في الحقيقة هو المتفرّد بهذه الصفات ولقصر الصفات له سبحانه جاء بالضمير (هو) .

لماذا خُتمت الآية بـ (السميع البصير)؟
ما دلالة السمع والبصر هنا؟
مع أن سياق الآيات تقتضي ذكر قدرة الله تعالى

الحقيقة أنه لو قال إنه هو القدير أو إنه على كل شيء قدير لا يزيد شيئاً على معنى الآية لأن ما في الآيات إثبات لقدرة الله تعالى والرسول صلى الله عليه و آله وسلم أُسري به ليسمع ويرى أشياء لم يسمعها ولم يرها من قبل لذلك ناسب سياق الآيات أنه ما يراه الرسول صلى الله عليه و آله وسلم يراه ربّه وما يسمعه يسمعه ربّه لذلك إنه هو السميع البصير.

فلماذا لم تأتي الآيات (السميع العليم) مثلاً كما وردت في آيات أخرى في القرآن؟......

رد مع اقتباس