منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رايات المشرق والعراقيين
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ابو عقيل1 المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Oct-2009 الساعة : 12:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

وقد ورد في مصادر الشيعة والسنة ، ويعرف أيضاً بحديث الرايات السود ، وحديث أهل المشرق ، وحديث مايلقى أهل بيته بعده . وقد روته المصادر المختلفة عن صحابة متعددين ، مع فروق في بعض الألفاظ والفقرات ، ونص عدد من العلماء على أن رجاله ثقات .

ومن أقدم المصادر السنية التي روته أو روت قسماً منه ابن ماجة في سننه:2/518 و269 ، والحاكم:4/464 و553 ، وابن حماد في مخطوطته الفتن ص84 و 85 ، وابن أبي شيبة في مصنفه:15/235 ، والدارمي في سننه ص 93 ، ثم رواه عنهم أكثر المتأخرين .

ولعل الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجة وغيرهم: (يخرج ناس من المشرق يوطؤون للمهدي سلطانه) جزء منه .

وهذا نص الحديث من مستدرك الحاكم :

(عن عبد الله بن مسعود قال: أتينا رسول الله فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ! فقلنا يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال:

إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ! فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) . انتهى.

أما من مصادرنا الشيعية فقد رواه ابن طاووس في الملاحم والفتن ص30 و117 ، ورواه المجلسي في البحار:51/83 عن أربعين الحافظ أبي نعيم ، الحديث السابع والعشرين في مجيئه - أي المهدي - من قبل المشرق . وروى شبيهاً به في:52/243 عن الإمام الباقر قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا . ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي )قتلاهم شهداء . أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) .

ويستفاد من هذا الحديث بصيغة المختلفة عدة أمور .

الأول: أنه متواتر بمعناه إجمالاً، بمعنى أنه روي عن صحابة متعددين بطرق متعددة بحيث يعلم أن هذا المضمون قد صدر عن رسول الله ، وعمدة مضمونه:إخباره بمظلومية أهل بيته من بعده ، وأن إنصاف الأمة لهم يكون على يد قوم من المشرق يمهدون لدولة مهديهم ،وأنه يظهر على أثر قيام دولة لهؤلاء القوم فيسلمونه رايتهم ويظهر الله به الإسلام على العالم ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

الثاني: أن المقصود بقوم من المشرق وأصحاب الرايات السود: الإيرانيون ، وهو أمر متسالم عليه عند جيل الصحابة الذين رووا الحديث الشريف وغيره فيهم ، وعند جيل التابعين الذين تلقوه منهم ، ومن بعدهم من المؤلفين عبر العصور ، بحيث تجده عندهم أمراً مفروغاً عنه ، ولم يذكر أحد منهم حتى بنحو الشذوذ أن المقصود بهؤلاء القوم وبهذه الرايات أهل تركيا الفعلية مثلاً ، أو أفغانستان ، أو الهند ، أو غيرها من البلاد . بل نص عدد من أئمة الحديث والمؤلفين على أنهم الإيرانيون . بل ورد اسم الخراسانيين في عدة صيغ أو فقرات رويت من الحديث ، كما سيأتي في حديث رايات خراسان .

الثالث: أن حركتهم تواجه عداء من العالم وحرباً ، وأنها تكون خروجاً على حاكمهم ثم قياماً قرب ظهور المهدي .

الرابع: أن نصرتهم فريضة على كل مسلم من الجيل الذي يعاصرهم ، مهما كانت ظروفه صعبة ، حتى لو أتاهم حبواً على الثلج .

الخامس: أن الحديث من أخبار المغيبات والمستقبل ، وإحدى معجزات النبي الدالة على نبوته ، حيث تحقق ما أخبر به من مظلومية أهل بيته وتشريدهم في البلاد على مدى العصور ، حتى وصلوا الى أربع جهات العالم فلا نجد أسرة في العالم جرى عليهم من الإضطهاد والتشريد والتطريد مثل أهل بيت النبي من أبناء علي وفاطمة .

هذا ، وقد تضمنت صيغة الحديث المتقدمة عن الإمام الباقر وصفاً دقيقاً لحركتهم ، والمرجح عندي أنه يتعلق بحديث النبي المذكور . (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق) يدل على أن هذا الحدث من وعد الله المقدر المحتوم ، وهو ما يعبر عنه النبي والأئمة بـ( كأني بالشئ الفلاني أو الأمر الفلاني قد حدث) فهو يدل على حتميته ووضوحه في أذهانهم ، ويقينهم به حتى كأنهم يرونه .

بل يدل على رؤيتهم له بالبصيرة التي خصهم الله بها ،المتناسبة مع مقام النبي ومقام أهل بيته .

كما يدل على أن حركة الإيرانيين هذه تكون عن طريق الثورة، لأنه المفهوم من قوله ( قد خرجوا) أي ثاروا .

(يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ماسألوا فلايقبلون حتى يقوموا ولايدفعونها إلا إلى صاحبكم).

وهذا التسلسل في حركتهم يعني أنهم (يطلبون الحق)من أعدائهم أي الدول الكبرى، وهو أن لايتدخلوا في شؤونهم ويتركوهم مستقلين عن دائرة نفوذهم فلا يعطونهم ذلك ، حتى يضطروهم إلى أن يضعوا سيوفهم على عواتقهم أي إلى الحرب فيحاربون وينتصرون ، فيعطيهم أعداؤهم ما سألوا أول الأمر فلايقبلون ذلك ، لأنه يصير أمراً متأخراً بعد فوات الأوان وتغير الظروف .

(حتى يقوموا) حيث تبدأ ثورتهم الجديدة المتصلة بظهور المهدي الى أن يظهر فيسلمونه الراية .

وقد ذكرت إحدى روايات الحديث أنهم يقاتلون بعد رفض مطالبهم الأولى، وينتصرون فيها ، كالحديث المروي في البحار:51/83: ( فيسألون الحق فلايعطونه فيقاتلون وينصرون ، فيعطون ما سألوا فلايقبلون.. الخ.) .

وينبغي الإشارة الى أن تكرار قوله : (يطلبون الحق فلايعطونه) يدل أن مطالبتهم به تكون على مرحلتين قبل الحرب وبعد الحرب ، وأن ثورتهم الشاملة ( حتى يقوموا) تكون قرب ظهور المهدي .

وتعبيره عن بداية حركتهم بالخروج ، وعن حركتهم المتصلة بالظهور بقوله (حتى يقوموا) ، يدل على أن هذا القيام أعظم من خروجهم وثورتهم أول الأمر .

ويدل على أنه مرحلة نضج وتطور لهذه الثورة يصل فيها الإيرانيون إلى مرحلة النفير العام والقيام لله تعالى تمهيداً لظهور المهدي .

وقد يفهم من التعبير بـ(حتىيقوموا) وليس (فيقوموا) مثلاً أنه يوجد فاصل زمني بين إعطائهم مطالبهم وبين قيامهم الكبير ، أو على وجود مرحلة من التأمل والتردد عندهم ، بسبب وجود اتجاه في داخلهم يريد القبول بما كانوا يطالبون به فقط ، أو بسبب الظروف الخارجية التي تحيط بهم ، ولكن الاتجاه الآخر يغلب فيقومون من جديد قياماً شاملاً يتحقق فيه التمهيد للمهدي .

(قتلاهم شهداء)هذه شهادة عظيمة من الإمام الباقر لمن يقتل في حركتهم سواء في خروجهم أو حروبهم أو قيامهم الكبير الأخير..

وقد يقال إن شهادة الإمام الباقر بأن (قتلاهم شهداء) إنما تدل على صحة نية مقاتليهم ومظلوميتهم، ولكنها لاتدل على صحة نية قادتهم وخطهم.

ولكن حتى لو سلمنا ذلك جدلاً ، وتجاوزنا قاعدة صحة عمل المسلم ونيته ، فإن مثل هذا التفسير لايغير من الموقف شيئاً .

(أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) يخبر بذلك عن نفسه أنه لو أدرك حركتهم لحافظ على نفسه أن يقتل وإن كان قتلاهم شهداء ، لأجل أن يبقي نفسه إلى ظهور المهدي ونصرته . وفي ذلك دلالة على المقام العظيم للإمام المهدي ومن يكون معه ، بحيث يحرص على ذلك الإمام الباقر ، وهو تواضع عظيم أيضاً منه لولده المهدي الموعود عليهما السلام .

وفيه دلالة أيضاً على أن مدة حركة الإيرانيين إلى ظهور المهدي لاتزيد عن عمر انسان ، لأن ظاهر كلام الباقر أنه لو أدرك حركتهم لأبقى نفسه لنصرة المهدي بالأسباب الطبيعية ، وليس بالأسباب الإعجازية ، وهي دلالة مهمة على دخولنا في عصر الظهور واتصال حركتهم به ، وقربها منه .

ومن طريف ما سمعته من التعليق على حديث رايات المشرق وقوله : (فليأتهم ولو حبواً على الثلج) أن أحد كبار علماء تونس وهو عالم جليل متقدم في السن لانريد الإضرار به بذكر اسمه حفظه الله ، زار إيران في فصل الشتاء والثلج ، وبينما كان خارجاً من الفندق زلقت قدمه فوقع على الثلج . قال صاحبه: بادرت لأنهضه فقال لي: لاتفعل ، إصبر ، أريد أن أنهض أنا بنفسي ! ونهض على يديه ببطء ، حتى إذا استوى واقفاً قال: كنا عندما نقرأ هذا الحديث عن المهدي وأنصاره ونصل إلى قوله فليأتهم ولو حبواً على الثلج) نتساءل: إن المهدي يخرج من الحجاز وأين الثلج في الحجاز أو الجزيرة حتى يأمرنا النبي بهذا التعبير؟ والآن عرفت معنى قوله فأردت ألمس الثلج وأنهض عنه بنفسي !


رد مع اقتباس