[الفرات]

المرحوم الملا علي بن فايز الأحسائي رحمه الله ..

أما تاريخ ولادته فهو ليس في متناول يدي أما وفاته فهي في 1322 هـ ولعله ولد في منتصف القرن الثالث عشر .

احسائي الأصل والمولد ، وبحراني المسكن فقد هاجر إلى البحرين منذ صباه وعاش وكبر هناك وامتهن الفلاحة فيها، وليس في متناولي ما يثبت أنه كان عالمًا أو تتلمذ على يد أحد ، بل على العكس نقل لي أحد الثقاة أنه بدأ حياته مطربًا مغنيًا ! إلا أن لطف الباري شمله ، فدخل في سفينة النجاة الواسعة ، والتحق بركب الأعاظم ممن رثى الحسين …

لم تكن قصائده تدون في عصره ، إنما دونت بعد وفاته بعد أن جمعت من صدور (الشياب) و(الخطباء) في ديوانه فوز الفائز ، وحتى الآن لم نجد الديوان يحوي كل القصائد ، وكثير من قصائده الرائعة لازالت في صدور الخطباء تنتظر التدوين !

أسس وزنا جديدًا في الرثاء وهو الوزن الفائزي ، ولا أقول أنه مجرد وزن شعري ، بل هو مدرسة متكاملة لها أطوارها الخاصة ، وفيها شجو غريب …

لا يوجد من يرقى المنبر ولا يحفظ شيئًا من شعره ، بل وربما حفظ منه دون أن يعرف من هو (ابن فايز) !

كم خطيبًا أخذ ينشد بالطور البحراني :
نوحي على الأولاد يا زهرا الحزينة — في كربلا واحد وواحد بالمدينة
دون أن يعرف الشاعر أو يعلم أنه صاحب مدرسة متكاملة !
ولله دره ما أشجى أشعاره ، لا أظن أن هناك من وصف بكاء الزهراء على أولادها أفضل منه :
لا تحسبوني للرضا في طوس ماجيت — ولا إلى بغداد ما رحت وتعنين
كلهم عليهم نوحت والجيب شقيت — البعيد عني والذي عني قريبين

بل ويتجلى الابداع في شعره وهو يصف الزهراء ليلة الحادي عشر في قصيدة رائعة وهي قادمة إلى كربلاء في موكب مهيب من الملائكة ولا ترى على صعيد كربلاء غير جثث مقطعة بلا رؤوس اختلطت ببعضها وهي تبحث عن جسد الحسين فتلتفت في سؤال مؤلم :
جبريل وين أجسادهم دلني عليهم ؟ — قلها يزهرا ما تقدري تنظريهم
كلهم بليا روس وا حزني عليهم — والروس شالوها بروس السمهرية

رضوان الله عليه ، الآن هو يعد بمثابة مؤسس مدرسة النعي البحراني المعاصر ، وفي منزلة أستاذ الملا عطيه الجمري وإن لم يكن أستاذه .

دفن رحمه الله في البحرين .



المصدر : كشكول فطرس
http://www.f6rs.com/blog/?p=21