منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الامام جعفر الصادق عليه السلام والادلة الحسية على وجود الله
عرض مشاركة واحدة

صدّيقة
مشرف سابق
رقم العضوية : 4229
الإنتساب : Mar 2009
المشاركات : 279
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 207
المستوى : صدّيقة is on a distinguished road

صدّيقة غير متواجد حالياً عرض البوم صور صدّيقة



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : صدّيقة المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Oct-2009 الساعة : 05:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الجن والانس من الاولين والاخرين

تتمة للموضوع....

4-تركيب بدن الانسان:

وتحدث الامام عليه السلام عن الحكمة في تركيب الانسان , والتي تدل على عظم الخالق الحكيم الذي صور الانسان , بأحسن صورة وفيما يلي بعض ماذكره في توحيد المفضل :

أ-انتصاب بدن الانسان:
قال عليه السلام:(انظر يامفضل ماخص به الانسان في خلقه تشرفا وتفضلا على البهائم , فانه خلق ينتصب قائما , ويستوي جالسا ليستقبل الاشياء بيديه وجوارحه , ويمكنه العلاج والعمل بهما فلو كان مكبوبا على وجهه كذوات الاربع لما استطاع ان يعمل شيئا من الاعمال ..)
لقد خلق الله الانسان منتصب القامة , مرتفع الرأس , ولم يخلقه كسائر البهائم يمشي على أربع أو على بطنه , وقال تعالى : (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويما) وقال: (وصوركم فأحسن صوركم ).
ولما كان الانسان منتصب القامة أمكنه أن يؤدي أعماله , ويقوم بأداء واجباته , وماتطلبه حياته , ولو كان مكبوبا على وجهه لعسر عليه أو تعذر أداء أي عمل من اعماله , فتبارك الله احسن الخالقين.

ب- العينان والحواس:
قال عليه السلام : (انظر الان يامفضل الى هذه الحواس التي خص بها الانسان في خلقه , وشرف بها على غيره , كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة ليتمكن من مطالعة الاشياء , ولم تجعل في الاعضاء التي تحتهن كاليدين والرجلين فتعرضها الآفات , ويصيبها من مباشرة العمل والحركة مايعللها ويؤثر فيها , وينقص منها , ولا في الاعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر تقلبها , واطلاعها نحو الاشياء , فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أسنى المواضع للحواس , وهو بمنزلة الصومعة لها ..)

وحكى هذا المقطع من كلام الامام عليه السلام ما أودع الله في جسم الانسان من بدائع الصنعة التي تدل على عظم قدرته , والتي ميز بها الانسان وشرفه على بقية المخلوقات , وهي الحواس التي يدرك بها أنواع المحسوسات , وفي طليعة تلك الحواس العينان , وقد جعلهما في موضع خاص تجلت فيه القدرة على الابداع , والعينان , قد أحاطهما الله تعالى بالحاجبين ليحمينهما من الاشعة الضيائية الشديدة كما يمنعانهما من انحدار العرق اليهما من الجهة , كما احاطهما بالجفنين وقد خلق الله فيهما من الشعر الرقيق ليحميناهما من الغبار والأنوار الشديدة , وقد خلق الله في العينين الغدد الدمعية المرطبة للعينين, والغاسلة لهما من الغبار والجراثيم الخارجية , وهذا الافراز الدمعي بعد أداء مهمته للعين يذهب الزائد منه الى الخارج عن طريق الأنف , كما يخزن منه في القناتين الدمعتين ليخرج منه عند البكاء أو عند بعض الحالات النفسية .

أما أجزاء العين وتركيبها فهي من اعظم الادلة على وجود الخالق العظيم ,المبدع والمصور , فان عدسات العين تلقي صورة على الشبكية , فتنظم العضلات بصورة آليه الى بؤرة محكمة , وهذه الشبكة تتكون في تسع طبقات منفصلة , وهي في مجموعها ليست أسمك من ورقة رقيقة دقيقة , والطبقة التي هي أقصى الداخل منها تتكون من أعواد ومخروطات , ويقال : ان عدد الاعواد فيها تبلغ ثلاثين مليونا , وعدد المخروطات فيها تبلغ الثلاثة ملايين , وقد نظمت هذه كلها في تناسب محكم بالنسبة لبعضها , وبالنسبة للعدسات , ولكن العجيب انها تدير ظهورها للعدسات , وتنظر نحو الداخل لا نحو الخارج , واذا استطعت ان تنظر في خلال العدسات فانك ترى عدوك -مثلا- مقلوب الوضع , والجانب الايمن هو الايسر وهذا أمر يربكك اذا حاولت ان تدافع عن نفسك , ولذا فان الطبيعة قد عرفت بطريقة ما ماذا سيحدث , ولذا أجرت ذلك التصميم قبل أن تقدر العين على الابصار ورتبته بنظم كاملة عن طريق ملايين خويطات الاعصاب المؤدية الى المخ ,ثم رفعت مدى ادراكنا الحسي من الحرارة الى الضوء . وبذا جعلت العين حساسة بالنسبة الى الضوء , وعدسة العين تختلف في الكثافة , ولذا تجتمع كل الاشعة في بؤرة , ولايحصل الانسان على مثل ذلك في أي مادة من جنس واحد كالزجاج مثلا , وكل هذه التنظيمات للعدسات والعيدان , والمخروطات والاعصاب وغيرها لا بد انها حدثت في وقت واحد , لانه قبل ان يكمل كل واحد منها كان الابصار مستحيلا فكيف استطاع كل عامل ان يعرف احتياجات الاخرى ويوائم بين نفسه وبينها . فسبحان الله المصور والمبدع والخالق الذي تعجز الافكار عن تصور عظيم قدرته .

وللموضوع تتمة ان شاء الله ....
اسالكم الدعاء

رد مع اقتباس