عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأسرة الزهرائية
رسالة الى ابي...... في يوم عيدك
بتاريخ : 14-Aug-2007 الساعة : 01:17 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله ابا القاسم محمد وعلى أهل بيته الطاهرين المنتجبين ورحمة الله وبركاته.
شاء القدر أن اكون بعيدة عنك في يوم عيدك منذ زمن بعيد .... وكم تمنيت ان تصلك كلماتي ولكني كنت افتقر الوسيلة دائما..
مع بَعد الايام وكثرتها . وبعد المسافات وطولها . حبك وعطفك بقي راسخ في اعماقي ووجداني وضميري.
أبي ... كيف أبدأ رسالتي وأنا إذ أمسكت بقلمي هذا وهممت أن أكتب لك .. كأن قلمي لم يعرف الكتابة من قبل وكأن المداد فيه لا يعرف من الهجاء إلا علامات الإكبار وحروف الإجلال . وتهرب مني الكلمات , حتى لا أجد منها كلمة واحدة تقف على حدود معنى بسيط مما أريد أن أقوله لك , وأي ألفاظ تلك التي أرتبها فتصور لك ما في صدري ؟ أو أتخيل أنها تصور لك ما في صدري ؟ ماذا أكتب لك.. وأنت أبي ؟ رسالة شكر .. ؟ رسالة عرفان ..؟ رسالة تقدير ..؟ أي شكر وأي عرفان وأي تقدير .. ؟ وقد جعلك الله سبب وجودي .
ماذا أكتب وأنت أبي ..؟
أبي ... ما أعظمها من كلمة ... ما إن أنطق بها إلا وأشعر أنني غارقة في الخجل , مطأطئة الرأس .. ساهمة الطرف . إجلالا وإكبارا واحتراما
أبي ... عندما أقولها أشعر بالدفء والأمان . والحب والعطاء الذي لا مثيل له . أبي ... أي حرمان لهذا الذي لا يعرف كلمة أبي ولا ينطق بها ...
أبي ... أيها المعنى الكبير والعطاء الكبير والحنان الكبير . ماذا أكتب لك ...؟ و أنسى كل الكلمات . وأقف ... وأجد يدي ترتفع إلى رأسي ثم تنبسط وتسبقني إليك , وترحل الأشياء من رأسي ولا تبقى إلا أبي . ثم أنحني وأطبع قبلة على يدك الطاهرة وراسك الطاهر . وأقرأ في صفحة وجهك الطلق أيام عمري ... يتبدد خوفي وتصير الدنيا في كفي . كيف الحياة بلا أبي ..؟ لكأن الله خلق العطاء وقال له كن رجلاً وامرأةً فكان أبي وأمي . ثم قال للحنان كن معه ولكأن الله خلق قلبين وملأهما نوراً وعطراً وجلالاً ثم قال لهما كونا لاثنين فكانا لأبي وأمي . لو كان لكل أب حق على ابنه لكان أعظم حق لوالد على ولده ذلك الذي لك علي . وأغلق قلبي على تلك المعاني حتى إذا سمعت كلمة أبي يقولها أحد .. فإنها لا تعني عندي إلا أبي .
كم أفخر بك , وأشرف بك . أنت الذي علمتني البر لأنك كنت ابي بارا رحيما , وتعلمت منك الرضا بقضاء الله , فوجدت فيه راحتي ونصرتي على الدنيا ونفسي , وكنت بذلك أغنى الناس
وكم يسحرني بيانك يا والدي , وحلاوة لسانك , ونظافة قلبك , وحنانك الفياض , يا لروعة بشاشتك , كيف أبرك وقد كان البر منك ابتداءً ؟
علمتني أن التواضع رفعة , وأن الكبر جهالة , وتلوت علي: ( ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور )
وعلمتني أن النساء شقائق الرجال ¸وإنما جعل الله القوامة للرجال على النساء بأسباب من عنده سبحانه . وتلوت علي قول الله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )
وما وجدتك يوما أهنت أمي , ولا فضلتني على أختي , ولا فضلت أختي علي . رأيتك دائما تخفض جناحك لأمي وأخوتي , كالطائر الذي يحتضن أطفاله . علمتني أن الرجل أول ما يكون لأهله .
وعلمتني أن مفتاح جنتي عند أقدام أمي . تلك المرأة التي تهب حياتها وعمرها لأبنائها وهي راضية باسمة , كالشمعة تحترق حتى تمنحنا النور
انظر إلي يا والدي من حيث انت الان بين جنان الرحمان تراني صرت ام ناضجةً .. صار عمري أربعينا و خمسينا . فلو أنفقت عمري كله في ذكرك أنت وأمي فما فعلت شيئا . فلتسمح لي ان اقول لكم انتما عطر فؤادي .
مع تحياتي الى كل الاباء لسيما أباء شهداء المقاومة الاسلامية
مولاتي يا زهراء
|