منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الجزيرة الخضراء
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 03:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


فقال لي إمامهم: الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أمير المؤمنين، ويعسوب المتقين، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة، قد أوجب الله عز وجل طاعتهم على عباده، وجعلهم أولياء أمره ونهيه، وحججاً على خلقه في أرضه، وأماناً لبريته، لأن الصادق الأمين محمداً رسول رب العالمين () أخبر بهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز وجل له () في ليلة معراجه إلى السماوات السبع، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى، وسماهم له واحداً بعد واحد، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.

فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك، وحصل عندي أكمل السرور، وذهب عني تعب الطريق من الفرح، وعرّفتهم أني على مذهبهم، فتوجهوا إلي توجه إشفاق، وعينوا لي مكاناً في زوايا المسجد، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والإكرام مدة إقامتي عندهم، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلاً ولانهاراً.

فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فإني لا أرى لهم أرضاً مزروعة.

فقال: تأتي إليهم ميرتهم من «الجزيرة الخضراء» من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر ().

فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة؟

فقال: مرتين، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى.

فقلت: كم بقي حتى تأتيكم؟

قال: أربعة أشهر.

فتأثرت لطول المدة، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوماً أدعو الله ليلاً ونهاراً بتعجيل مجيئها، وأنا عندهم في غاية الإعزاز والإكرام، ففي آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطىء البحر، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكر أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة.

فرأيت شبحاً من بعيد يتحرك، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد. وقلت لهم: هل يكون في البحر طير أبيض؟

فقالوا لي: لا، فهل رأيت شيئاً؟

قلت: نعم. فاستبشروا، وقالوا: هذه المراكب التي تأتي إلينا كل سنة من أولاد الإمام ().

فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب، وعلى قولهم: إن مجيئها كان في غير الميعاد فقدم مركب كبير وتبعه آخر، وآخر، حتى كملت سبعاً، فصعد(1) من المركب الكبير، شيخ مربوع القامة، بهي المنظر، حسن الزي، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى ()، وصلى الظهرين، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلماً علي فرددت ()، فقال:

ما اسمك وأظن أن اسمك علي؟

قلت: صدقت.

فحادثني بالسر محادثة من يعرفني.

فقال: ما اسم أبيك؟ ويوشك أن يكون فاضلاً.

قلت: نعم. ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق.

فقلت: أيها الشيخ ! ما أعرفك بي وبأبي؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر؟

فقال: لا.

قلت: ولا من مصر إلى الأندلس؟

قال: لا. ومولاي صاحب العصر.

قلت له: فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي؟.

قال: اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك، وأصلك، ومعرفة اسمك، وشخصيتك، وهيأتك، واسم أبيك، وأنا أصحبك معي إلى «الجزيرة الخضراء».

فسررت بذلك حيث قد ذُكرت ولي عندهم اسم.

وكان من عادته: أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام أسبوعاً وأوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم، عزم على السفر، وحملني معه، وسرنا في البحر.

فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض، فجعلت أطيل النظر إليه، فقال لي الشيخ واسمه محمد: ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء.

فقلت له: إني أراه على غير لون ماء البحر.

فقال لي: هذا هو البحر الأبيض، وتلك «الجزيرة الخضراء»، وهذا الماء مستدير حوله مثل السور، من أي الجهات أتيته وجدته، وبحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت ـ وإن كانت محكمةً ـ ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر ()، فاستعمله، وشربت منه. فإذا هو كماء الفرات.

ثم إنّا لما قطعنا ذلك الماء الأبيض، وصلنا إلى «الجزيرة الخضراء» لا زالت عامرة أهله ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الجزيرة، ودخلنا البلد، فرأيته محصناً بقلاع وأبراج، وأسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر، ذات أنهار وأشجار مشتملة على أنواع الفواكه والأثمار المنوعة، وفيها أسواق كثيرة، وحمامات عديدة، وأكثر عمارتها برخام شفاف وأهلها في أحسن الزي والبهاء واستطار قلبي سروراً لما رأيته.

ثم مضى بي رفيقي محمد بعدما استرحنا في منزله إلى الجامع المعظم، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفي وسطهم شخص جالس، عليه من المهابة والسكينة والوقار ما لا أقدر [أن] أصفه. والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم، ويقرؤون عليه القرآن والفقه، والعربية بأقسامها، وأصول الدين والفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الأمر () مسألة مسألة، وقضية قضية، وحكماً حكماً.

فلما مثلت بين يديه رحب بي وأجلسني في القرب منه، وأحفى السؤال عن تعبي في الطريق وعرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي، وأن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه.

ثم أمر لي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد، وقال لي:
هذا يكون لك إذا أردت الخلوة والراحة، فنهضت ومضيت إلى ذلك الموضع، فاسترحت فيه إلى وقت العصر، وإذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي وقال لي: لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لأجل العشاء معك، فقلت: سمعاً وطاعةً.

فما كان إلا قليل وإذا بالسيد سلمه الله قد أقبل، ومعه أصحابه، فجلسوا ومدت المائدة فأكلنا ونهضنا إلى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب والعشاء.

فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله، ورجعت إلى مكاني وأقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوماً، ونحن في صحبته أطال الله بقاءه.

فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة، فلما انقضت الصلاة قلت: يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة.

قال: نعم، لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت.

فقلت في نفسي: ربما كان الإمام () حاضراً.

ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة: هل كان الإمام حاضراً؟

فقال: لا، ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه ().

فقلت: يا سيدي وهل رأيت الإمام (

قال: لا، ولكن حدثني أبي ـ رحمه الله ـ أنه سمع حديثه ولم ير شخصه، وأن جدي ـ رحمه الله ـ سمع حديثه، ورأى شخصه.

فقلت له: ولم ذاك يا سيدي، يختص بذلك رجل دون آخر؟


فقال لي:
يا أخي إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده وذلك لحكمة بالغة، وعظمة قاهرة كما أن الله تعالى اختص من عباده الأنبياء والمرسلين، والأوصياء المنتجبين، وجعلهم أعلاماً لخلقه، وحججاً على بريته، ووسيلة بينهم وبينه ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم، ولابد لكل حجة من سفير يبلغ عنه.

ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم، وجعل يسير معي نحو البساتين، فرأيت فيها أنهاراً جارية، وبساتين كثيرة، مشتملة على أنواع الفواكه، عظيمة الحسن والحلاوة، من العنب والرمان، والكمثرى وغيرها، ما لم أرها في العراقين، ولا في الشامات كلها.

فبينما نسير من بستان إلى آخر إذ مر بنا رجل بهي الصورة، مشتمل ببردين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم وانصرف عنا، فأعجبتني هيئته.

فقلت للسيد سلمه الله: من هذا الرجل؟

قال لي: أتنظر إلى هذا الجبل الشاهق؟

قلت: نعم.

قال: إن في وسطه لمكاناً حسناً، وفيه عين جارية، تحت شجرة ذات أغصان كثيرة، وعندها قبة مبنية بالآجر، وإن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة، وأنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة، وأزور الإمام () منها، وأصلي ركعتين، وأجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين. فمهما تضمنته الورقة أعمل به، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك وتزور الإمام () من القبة.

فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله، ووجدت هناك خادمين، فرحب بي الذي مر علينا وأنكرني الآخر فقال له: لا تنكره، فإني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم، فتوجه إلي، ورحب بي وحادثاني وأتيا لي بخبز وعنب فأكلت وشربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة، وتوضأت وصليت ركعتين.

وسألت الخادمين عن رؤية الإمام ().

فقالا لي: الرؤية غير ممكنة، وليس معنا إذن في إخبار أحد فطلبت منهم الدعاء، فدعيا لي، وانصرفت عنهما، ونزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة.

فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم، فقيل لي: إنه خرج في حاجة له، فذهبت إلى دار الشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به، وحكيت له عن مسيري إلى الجبل، واجتماعي بالخادمين، وإنكار الخادم علي.

فقال لي: ليس لأحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان سوى السيد شمس الدين وأمثاله، فلهذا وقع الإنكار منه لك.

فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله أفضاله.

فقال: إنه من أولاد أولاد الإمام، وأن بينه وبين الإمام () خمسة آباء، وأنه النائب الخاص عن أمر صدر منه ().

قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني، المجاور بالغري على مشرفه السلام.
واستأذنت السيد شمس الدين العالم، أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه، وقراءة القرآن المجيد، ومقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية وغيرها، فأجاب إلى ذلك وقال:
إذا كان ولا بد من ذلك فابدأ أولاً بقراءة القرآن العظيم.

فكان كلما قرأت شيئاً فيه خلاف بين القراء أقول: قرأ حمزة كذا، وقرأ الكسائي كذا، وقرأ عاصم كذا، وأبو عمرو بن كثير كذا.

فقال السيد سلمه الله: نحن لا نعرف هؤلاء، وإنما القرآن نزل على سبعة أحرف، قبل الهجرة من مكة إلى المدينة وبعدها لما حج رسول الله () حجة الوداع، نزل عليه الروح الأمين جبرائيل ().

فقال: يا محمد، اتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها.

يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس