[مولاتي يا زهراء]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذه ليست برسالة خاصة وإنما رسالة عامة ألى أولادنا في عالم الشبكة العنكبوتية.
فلذات قلبي .. ماذا أقول لكم ....


أمسكت بقلمي وتركته يخط المفردات التي تجول في بال أم خائفة على أولادها من العنكبوت الذي يتربص لكم لينقض على الفريسة مفرغا بها سمومه القاتلة ...

ولكني اكتب لكم هذه الرسالة ... وكلى ثقة بأنكم ستقرؤونها بقلوبكم قبل عيونكم .

أولادي الأحباء .. نهدات قلبي
يا من عشت سني حياتي أتقرب إلى الله برعايتي لكم ِ.. وأبذل من وقتي وجهدي واهتمامي في سبيل حمايتكم من أن تجرحكم كلمة عابرة أو تؤذيكم لمسة يد غادرة أو يقض مضجعكم أذى من أحد .

لقد ربَيتكم كأحسن ما تكون التربية .. وضعت ثقتي بالله ثم بكم بأنكم ستصونون هذه الثقة .. كنت لكم وأنتم أطفالي الصغار ...العين التي تبصرون بها ، والأذن التي تسمعون بها ، والقدم التي تسيرون بها نحو الخير.

ولما كبُرتم.. خرجتم من تحت مظلة حمايتي لكم.. وانطلقتم في هذا العالم الواسع ، وأنا أرقبكم بكل الخوف والقلق من أن تزل قدمكم في سيركم وتتعثر خطواتكم في طريق الحياة المملوءة بمنزلقات الضلال .. وتملكني الرعب من أن تسيروا في طريق التيه .. ولكن كانت ثقتي بحسن تربيتي لكم ِ تجعلني أراجع نفسي .. وأستعيذ بالله من وساوس الشيطان التي تملكتني ..

طلبتم مني أن أتيح لكم استخدام ألنت .. ورغم تخوفي منه مما سمعته من الأمهات اللواتي عانين مع أولادهن في مشكلاته ، وحذرنني من متاهاته والمآسي التي تحصل من وراءه للغافلين عن المخاطر .. إلا أنني تحت إصراركم رضخت... وتركت لكم الحرية في استخدامه .

أية ... يا روحي المشتقة من أعماقي ..
لقد حذرتكمِ من الخوض فيما لا ينبغي ، ونبهتكم إلى أن يكون جلُ اهتمامكم اكتساب الفائدة والنفع منه .. وأن تساهموا مع أخواتكم في نشر القيم الإسلامية .. وأن تتجنبوا مسالك الزلل . إن الذئاب تتربص بكم .. أنتم ومن يكونوا بمفرده من الفتيان والفتيات أمثالكم.
والذئب يا أولادي لا يأكل إلا الشاة القاصية ...
كنت ُ ألاحظكم وأتتبعكم على بعد ، وأرقب خطواكم في هذا العالم .. فلما لاحظت أنكم بدأتم تميلون نحو طريق الزلل الذي كنت ُ أخشى عليكم أن تسلكوه .. راعني هذا ، و كدت أقسو عليكم بالحديث ، غير أني رأيت أن هذا لن ينفعكم ، بل رأيتُ أنه من واجبي أن أنصحكم و لكن كان واجبٌ علىّ أن أتبيّن من صحة هواجسي ... راقبتكم حتى تيقنت من صدق حدسي .. وأصدقكم القول أني قد ُصدمت عندما وجدت أن أولادي التي كانت البراءة و الطهارة تملئ قلوبهم ... وأنا التي تعبت في نصحكم .. وغذيتكم بكل ما أعرفه من مشاعر الصدق والنقاء ، أن قدمكم قد زلت في وحل النت !!

هنا لم أستطع الصمت طويلاً ..ولكني عندما سمعت ندائكم
أماه ... سعدتُ بأمومتي لكم والتي أراها واجب علي قبل أن تكون حقٌ لكم .
هنا ... استنفرت كالنمرة تدافع عن أطفالها .. يجب علي حمايتكم .. يجب أن تعودا إلى قلبي وحضني . أولادي الذي زرعت بهم القيم الإسلامية والأخلاقية .. يجب أن تتركوا هذا الطريق .. يجب أن تعلموا أن ما ظننتم حباً إنما هو سراباً و شبكاً يقع يه الغافلون .. سأقطع عنكم هذا الشبك وهذا السراب ... وسآخذ بيدكم لتنجوا منه
شئتم أم أبيتم .. فأنتم أولادي .

أمكم المحبة ..... مولاتي يا زهراء