مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدّيقة
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 31-Oct-2009 الساعة : 04:42 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الجن والانس من الاولين والاخرين
و-نعمة العقل :
وميز الله الانسان على بقية الكائنات الحية بالعقل الذي هو من اسمى واجل اعضاء الانسان , وقد تحدث الامام عنه قال : (فأما من عدم العقل , فانه يلحق بمنزلة البهائم , بل يجهل كثيرا مما تهتدي اليه البهائم , افلا ترى كيف صارت الجوارح والعقل وسائر الخلال التي بها صلاح الانسان , والتي لو فقد منها شيئا , لعظم ما يناله في ذلك من الخلل , يوافي خلقه على التمام حتى لا يفقد شيئا منها , فلم كان كذلك ؟ الا انه خلق بعلم وتقدير ..)
ان العقل من خير المواهب , ومن اعظم النعم التي خص الله تعالى بها الانسان , وهو الذي يجلب الخير للانسان ويبعده عن مجامل هذه الحياة , وبه يطاع الله , ويصل الانسان الى قمة الكمال والاداب .
ز-الاعضاء افراد وازواجا :
وتحدث الامام عن الحكمة في خلق الله تعالى لأعضاء وازواجا قال : ( فكّر يامفضل في الاعضاء التي خلقت أفرادا وازواجا , وما في ذلك من الحكمة والتقدير والصواب في التدبير , فالرأس مما خلق فردا , ولم يكن للانسان صلاح في ان يكون له اكثر من واحد , الا ترى انه لو اضيف الى رأس الانسان رأس آخر لكان ثقلا عليه من غير حاجة اليه , لان الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد ثم كان الانسان ينقسم قسمين : لو كان له رأسان , فان تكلم من احدهما كان الاخر معطلا , لا ارب فيه , وان تكلم منهما جميعا بكلام واحد , كان احدهما فضلا لا يحتاج اليه , وان تكلم باحدهما بغير الذي تكلم به الاخر لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ , وأشباه هذا من الاخلاط .
واليدان مما خلق أزواجا , ولم يكن للانسان خير في ان يكون له يد واحدة لان ذلك كان يخل به فيما يحتاج الى معالجته من الاشياء , الا ترى أن النجار والبناء لو شلت احدى يديه لا يستطيع ان يعالج صناعته , وان تكلف ذلك لم يحكمه , ولم يبلغ منه ما يبلغه اذا كانت يداه تتعاونان على العمل ..)
لقد خلق الله تعالى في احسن تقويم , وصوره بابدع تصوير , فخلق اعضاءه على وجه متناسق في غاية الدقة والحكمة فخلق له اليدين والرجلين لان حياته لا تستقيم من دونهما , وخلق له قلبا واحدا وكبدا واحدا , ورأسا واحدا , وذلك لاستغنائه عن الاثنين , فتبارك الله احسن الخالقين.
ح- الصوت والكلام :
قال : (أطل الفكر يامفضل في الصوت والكلام , وتهيئة آلاته في الانسان , فالحنجرة كالانبوبة لخروج الصوت , واللسان والشفتان والاسنان لصياغة الحروف والنغم , الا ترى ان من سقطت اسنانه لم يقم السين , ومن سقطت شفته لم يصحح الفاء , ومن ثقل لسانه لم يفصح الرآء , وأشبه بذلك المزمار الاعظم . فالحجرة تشبه قصبة المزمار , والرئة تشبه الزق الذي ينفخ فيه لتدخل الريح , والعضلات التي تقبض على الرئة ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض على الزق حتى يجري الريح في المزامير , والشفتان والاسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما كالأصابع التي تختلف في فم المزمار , فيصوغ صفيره ألحانا . غير انه وان كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالدلالة والتعريف , فان المزمار في الحقيقة هو المشبه بمخرج الصوت ..)
ان من نعم الله على هذا الانسان أن علمه البيان , والنطق , وميزه بهذه الظاهرة على بقية الحيوانات العجم , اما تكوين الصوت والكلام , فهو اي الصوت يخرج من داخل الرئتين بواسطة التنفس , ضاربا وتري الصوت في الحنجرة , فيتموج ويحدث الصوت الانساني , كما تحدثه اوتار العود اذا تموجت بالضرب ثم يتحول هذا الصوت بمساعدة الفم والاسنان والشفتين الى مقاطع و أنغام فألفاظ فكلام .
اما اعضاء الصوت فهي (1) الحنجرة (2) الوتران الصوتيان داخل الحنجرة , وهما حبلان من منسوج مرن اصفر , وبينهما فتحة تدعى (المزمار) , تتسع اثناء الشهيق والزفير بواسطة ابتعاد احد ذينك الحبلين عن الاخر واقترابهما من بعضهما مرة اخرى , وقد تضيق احيانا عن التنفس الهادىء , أما عند الكلام فيقرب احد الوترين نحو الاخر كثيرا .
اما كيفية حدوث الصوت فهي : ان الهواء الخارج من الرئتين بواسطة التنفي لا بد ان يمر من القصبة الهوائية ( الحنجرة) بين وتري الصوت في نفخات تجعل هذين الوترين يهتزان اهتزازا يتولد منه الصوت , ثم ان هذه النفخات الصادرة عن الوترين تتحول بواسطة الحنجرة والفم والاسنان والشفتين الى مقاطع مختلفة تتركب منها الحروف الهجائية . ثم ان هذه الحروف تتركب ألفاظا في اللغة . وبهذا العملية امتاز الانسان على بقية المخلوقات , قال تعالى : ( الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان ) وأضاف الامام فوائد اخرى لأعضاء الصوت قال : ( قد انبأتك بما في الاعضاء من الغناء في صنعة الكلام , واقامة الحروف , وفيها مع الذي ذكرت لك مآرب أخرى . فالحنجرة ليسلك فيها هو النسيم الى الرئة فتروح على الفوائد بالنفس الدائم المتتابع الذي لو حبس شيء يسير منه لهلك الانسان وباللسان تذاق الطعوم فيميز بينها , ويعرف كل واحد منها حلوها من مرها , وحامضها من مزّها ومالحها من عذبها , وطيبها من خبيثها , وفيه مع ذلك معونة على اساغة الطعام والشراب .
والاسنان لمضغ الطعام حتى يلين , ولتسهل اساغته وهو مع ذلك كالسند للشفتين تمسكهما وتدعمهما من داخل الفم , واعتبر ذلك فانك ترى من سقطت اسنانه مسترخي الشفة ومضطربها , وبالشفتين يترشف الشارب , حتى يكون الذي يصل الى الجوف منه بقصد وقدر , لا يثج ثجا يغص به الشارب , او ينكا في الجوف ثم هما بعد ذلك كالباب الطبق على الفم يفتحهما الانسان اذا شاء ويطبقها اذا شاء , وفيما وصفنا من هذا بيان ان كل واحد من هذه الاعضاء يتصرف , وينقسم الى وجوه من المنافع كما تتصرف الاداة الواحدة في أعمال شتى , وذلك كالفأس تستعمل في النجارة والحفر وغيرهما من الاعمال ..)
ذكر الامام الفوائد في تلك الاعضاء , وما أودع الله تعالى فيها من المنافع التي تعود على الانسان , وكل واحد منها ينطق بوجود المبدع والخالق والمكون فسبحانه وتعالى ما أعظمه وأجله.
وللموضوع تتمة ان شاء الله ...
اسالكم الدعاء
|