[صفوان بيضون]

الشجرة الملعونة

قد خلت أن الهدم حصراً في البقيعْ

فإذا به ينزو على أرض الولاءْ

تلك الشياطين التي في يثربٍ
قد كسَّرت ضلعاً لسيدة النساء

أحفادها حقداً تئزُّ وتشتفي
من عترة المختار خير الأنبياء

من عبد شمسٍ والكبيرِ أميةٍ
حربٍ ، فصخرٍ ، والرسالةُ في ابتلاء

وإلى ابنِ هندٍ ، وابنِ ميسونَ الذي
جزر الحسينَ ورهطه في كربلاء

هي نطفة زُرِعتْ برحمِ فاجرٍ
ما ولَّدَتْ إلا الزناةَ الأدعياء

قتلوا الأئمةَ ، واستباحوا إرثهمْ
جعلوا العداوةَ للنبي هي الجزاء

وتتابعت تلك السلالة ، فانبرى
أبناء عباسٍ لظلم الأوصياء

سجنٌ ، و سمٌّ ، والعداوةُ دينهمْ
فأميةٌ وهمُ على حدٍّ سواء

هي بذرة في يوم بدرٍ أَنبَتَتْ
قد قام يرعاها عتاةٌ أشقياء

فإذا بها يوم السقيفة أورقت
بالشوك تدمي حيدراً ، وبها يُساء

وتعاظمت ، ملعونةً ، مسمومةً
ومرامها في البغض أن تصل السماء

وبها استظل نواصبٌ ، قد أُتخموا
من سمها ، وتشربوا ذاك العداء

قاموا إلى الهادي ، وهدوا قبةً
وكأنما الإيمان تبرٌ أو بناء

لكنما الإيمان قلبٌ قد جرى
فيه هيامُ أئمةٍ مجرى الدماء

فليفجروا ، ويُفجّروا كلَّ القلوب
إن القلوب بحبهم تهوى الفناء