منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - قصة استشهاد الامام الرضا ع
عرض مشاركة واحدة

ابو عقيل1
عضو
رقم العضوية : 3316
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 88
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 0
المستوى : ابو عقيل1 is on a distinguished road

ابو عقيل1 غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو عقيل1



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي قصة استشهاد الامام الرضا ع
قديم بتاريخ : 19-Nov-2009 الساعة : 08:51 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


قصة استشهاد الامام علي بن موسى الرضا (ع)


كانَ الرضا عليُّ بن موسى عليهما السلامُ يَكْثُرُ وَعْظَ المأمونِ إِذا خَلا به ويُخَوِّفُه باللهِ ويقَبِّحُ له ما يَرْتَكِبه من خِلافِه ، فكانَ المأموُنُ يظهرُ قَبولَ ذلك منه ويبطِنُ كراهَتَه واستثقالَه . ودَخَل الرضا ُ يوماً عليه فرآه يَتَوَضَّأُ للصلاةِ والغلامُ يَصُبُّ على يدِه الماءَ ، فقالَ : «لا تُشْرِكْ - يا أميرَ المؤمنينَ - بعبادةِ ربِّك أحداً» فصَرَفَ المأمونُ الغلامَ وتَوَلّى تمامَ وُضوئه بنفسِهِ وزادَ ذلك في غَيْظِهِ ووَجْدِه. وكانَ ُ يُزْري على الحسنِ والفضلِ - ابنَي سهلٍ - عند المأمونِ إذا ذَكَرَهما ويَصِفُ له مَساوِئهما ويَنْهاه عن الإصغاءِ إِلى قولهما، وعَرَفا ذلك منه فجَعَلا يَحْطِبانِ عليه عند المأمونِ ويَذْكُرانِ له عنه ما يُبْعِده منه ويخَوِّفانِه من حَمْلِ الناسِ عليه ، فلم يَزالا كذلك حتى قَلَبا رَأيَه ، وعَمِلَ على قَتْلِهِ ُ ، فاتَّفَقَ أَنّه أَكَلَ هو والمأمونُ يوماً طعاماً، فاعْتَلَّ منه الرضا وأَظْهَرَ المأمونُ تمارضاً .
فَذَكَرَ محمدُ بن علي بن حمزة، عن منصور بن بشير، عن أخيه عبدالله بن بشير قالَ : أَمَرَني المأمونُ أَنْ أُطوِّلَ أَظْفاري عن العادةِ ولا أُظْهرُ لأحدٍ ذلك ففَعَلْتُ ، ثم اسْتَدْعاني فأَخْرَجَ إِليَّ شيئأ شبْهَ التمرِ الهِنْدي وقالَ لي : اعْجِن هذا بيدَيْك جميعاً ففَعَلْت ، ثم قامَ وتَرَكَني فدَخَلَ على الرضا ُ فقالَ له : ما خَبَرك ؟ قالَ : «أَرْجُوأَنْ أَكونَ صالحاً» قالَ له : أَنا اليومَ بحمدِ اللهِ أيضاً صالحٌ ، فهل جاءك أحدٌ من المترَفّقِين في هذا اليوم ؟ قالَ : «لا» فغَضِبَ المامونُ وصاحَ على غِلْمانِه ، ثم قالَ : خُذْ ماءَ الرمانِ الساعةَ، فإِنَّه مما لا يُسْتَغْنى عنه ، ثم دَعاني فقالَ : ائْتِنا برُمّانٍ ، فأَتَيْتُه به ، فقالَ لي : اِعْصرْه بيديك ، ففَعَلْتُ وسَقاهُ المأمونُ الرضا ُ بيده ، فكان ذلك سبَب وفاتِه ، فَلم يلبثْ إِلا يومين حتى ماتَ ُ . وذُكِرَ عن أَبي الصلْت الهروي أَنه قالَ : دَخَلْت على الرضا ُ وقد خَرَجَ المأمونُ من عنده ، فقالَ لي : «يا أَبَا الصلت قد فَعَلُوها» وجَعَلَ يُوَحِّدُ اللّهَ ويمُجّدُه . ورُوي عن محمد بن الجهم أَنّه قالَ : كانَ الرضا يُعْجِبُه العنبُ ، فأُخِذَ له منه شيءٌ فجُعِلَ في موضعِ أقْماعِه الإبرُ أَيّاماً ثم نُزِعَتْ منه ، وجِيء به إليه فأَكَلَ منه وهو في عِلَّتهِ التي ذكرناها فقَتَلَه ، وذُكِرَ أَنَّ ذلك من لطيف السمومِ .

ولَمّا تُوفِّي الرضا ُ كَتَمَ المأمونُ مَوْتَه يوماً وليلة، ثم أَنْفَذَ إِلى محمّد بن جعفر الصادق وجماعة من آل أَبي طالب الّذين كانوا عنده ، فلما حَضَروه نَعاهُ إليهم وبكى وأَظْهَرَ حُزْناً شديداً وتَوَجُعاً، وأَراهم إيّاه صحيحَ الجسدِ، وقالَ : يَعز عَلَيَّ يا أَخي أَنْ أراك في هذه الحال ، قد كُنْتُ آمُلُ أَنْ أُقَدَّمَ قَبْلك ، فأَبَى اللهُ إلا ما أَرادَ، ثمّ أَمَرَ بغسْلِه وتكْفينه وتَحْنيطه وخَرَجَ مع جنازته يَحْمِلُها حتى انتهى إلى الموضعِ الذي هو مدفونٌ فيه الآن فدَفَنَه. والموضعُ دارُ حُمَيْد بن قَحْطَبة في قرية يُقالُ لها : «سناباد» على دعوة من «نوقان » بأَرضِ طوسٍ ، وفيها قبرُ هارونِ الرشيد ، وقَبْرُ أَبي الحسن بين يديه في قِبْلَتِهِ . ومَضَى الرضا عليُّ بن موسى ولم يَتْرُكْ ولَداً نَعْلَمُه إلا ابنَه الإمامَ بَعْدَه أَبا جعفر محمد بن عليّ عليهما السلامُ وكانت سنُه يومَ وفاة أَبيه سبعَ سنين وأَشهراً
.

رد مع اقتباس