منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - بين الغلو والاستخفاف والتفريط !
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي بين الغلو والاستخفاف والتفريط !
قديم بتاريخ : 25-Nov-2009 الساعة : 07:56 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
بمناسبة قرب حلول شهر محرم الحرام أقدم لكم موضوعاً على حلقات بعنوان :

بين الغلو والاستخفاف والتفريط
الحلقة الأولى ...
في بحثنا عن مفهوم الغلو لغةً ، نجد جميع المعاجم تمحور المفهوم حول تجاوز الحد ، فتجاوز الحد إثباتاً يسمى غلواً ، وتجاوزه نفياً يسمى تفريطاً .
ولقد تحدث القرآن المجيد عن الغلو في آيتين كريمتين ، الأولى وهي قوله تعالى في سورة المائدة (77) : " بسم الله الرحمن الرحيم ، قل يا أهلَ الكتاب لا تَغْلُوا في دينكُم غيرَ الحق ، ولا تَتَّبِعوا أهواءَ قومٍ قد ضَلُّوا من قبلُ وأَضَلُّوا كثيراً وضَلُّوا عن سواءِ السبيل " .
والثانية تحدثت عن الثليث ، وما تبعه من عقائد تتعلق بالسيد المسيح (ع) ، وهي قوله تعالى في سورة النساء (171) : " يا أهل الكتاب لا تَغْلُوا في دينكم ، ولا تقولوا على الله إلا الحقَّ ، إنما المسيحُ عيسى ابنُ مريمَ رسولُ الله وكَلِمَتُهُ ألقاها إلى مريمَ ، ورُوحٌ مِنهُ ، فآمنوا بالله ورُسُلِه ، ولا تقولوا ثلاثةٌ ، انتَهُوا خيراً لكم ، إنما اللهُ إلهٌ واحدٌ سبحانه أن يكون له ولد ، له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً " .
والغلو في الآيتين هو القول على الله غيرَ الحق ، بأن ننسب له أشياءَ تمسُّ بوحدانيته وكنهه كالبنوة والتثليث ، لذلك طالبت الآية الثانية أهلَ الكتاب للخروج من الغلو أن يؤمنوا بالله ورسله ، وأن الله واحد وليس له ولد .
في حين أشارت نفس الآية إلى أن عيسى (ع) هو كلمة الله وروح منه ، ولو كان في هذا الانتساب إشكال لما صرح به القرآن ، في وقت كان يدحض فيه أفكار الغلو ، فالقرآن لم يحتط في ذلك الوصف البعيد عن الفهم المادي للنسبة ، ولكن وضع حداً فاصلاً بين الحق والباطل ، وتجاوُزُه هو الغلو ، وهذا الحد هو الإيمان بالله الواحد ورسوله ، فمنبع الغلو هو المساس بالوحدانية ابتداء ، ثم تجييرُ المعتقدات من البشرية الرسولية إلى الربانية الآلهية .
وأهل البيت (ع) حذرونا من الغلو فيهم ، كغلو أهل الكتاب ، في أحاديثَ عديدةٍ مُوْضِحين ذلك الحدَّ الفاصل .
يقول الإمام علي (ع) : " إياكم والغلوَ فينا ، قولوا : إنا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم " . ( البحار – ج25ص270 ) .
ويقول أمير المؤمنين (ع) : " لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا ما شئتم ، وإياكم والغلوَ كغلو النصارى ، فإني بريء من الغالين " . ( البحار -25ص270 ) .


رد مع اقتباس