منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - قصيدة " وطني " للشاعر جاسم الصحيح
عرض مشاركة واحدة

بلسم الروح
عضو
رقم العضوية : 264
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 3
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : بلسم الروح is on a distinguished road

بلسم الروح غير متواجد حالياً عرض البوم صور بلسم الروح



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي قصيدة " وطني " للشاعر جاسم الصحيح
قديم بتاريخ : 29-Aug-2007 الساعة : 06:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أرغب في أن تقرؤوا القصيدة التي ألقاها



شاعر الأحساء ( جاسم الصحيح ) وهي عن الأحساء بعنوان " وطني " :



جاسم الصحيح يتألق في معلقته ( وطني )


كلَّما وَقَعَ بصري على الصحراء، صرختُ: يا وطني
وكلَّما وَقَعَ بصري على النخلة، صرختُ: يا وطني.. مَرَّتَين!

هُمْ عَلَّقوكَ على السَّحابِ شِعاَراَ=وأنا غَرَسْتُكَ في التُّرابِ بِذاراَ
وحَفَرْتُ فيكَ.. فكُنْ شفيعَ معاولـي=حين التراب يُعاَتِبُ الـحَفَّاراَ
أَ تَضيقُ إنْ طاشَتْ سهامِيَ مَرَّةً..=ولَكَمْ حَرَسْتُكَ بالسِّهامِ مِراَراَ!
دَلَّلْتُ في نَغَمي هَواَكَ كأنَّني=«نيسانُ» وَهْوَ يُدَلِّلُ الأزهاراَ
دَعْني أُثَمِّن بالشِّجارِ محبَّتي..=أغلَى المحبَّةِ ما يكونُ شِجاَراَ!
وطنــي.. تُشاَغِبُنــي عليكَ عناصــري=كالعَظْمِ حين يُشاَغِــبُ الـجَــزَّاراَ
دَأْبِي أُرَقِّقُ بالمجازِ حقيقتي=حتَّى أُحيلَ من الغُرابِ هَزاَراَ
طيرُ السلامِ يعيشُ في «دشداشتي»=ويُقيمُ وَسْطَ جيوبِها أَوْكاَراَ!
وطني.. وأقدسُ ما حَقَنْتُ بهِ دمي=مَصْلٌ يُقاَوِمُ خنجراً غَدَّاراَ:
جَلَّ «العِقالُ» فما أنا بِمُساَوِمٍ=فيهِ عِداَدَ خيوطِهِ أقماراَ
فَلَكٌ على رأسي يدورُ مهابةً=ونجابةً وكرامةً وفَخاَراَ
أيُّ الكواكبِ بعد ضوءِ كواكبي=أختارُ من أضوائِها سُمَّاراَ!!

***
وطني.. وليس على تضاريسِ الـمَدَى=وَطَنٌ عليهِ الأنبياءُ «سَهاَرَى»!
فتَعاَلَ نكسر جَرَّةَ الغَيْمِ التي=حَوَتِ الهمومَ، ونفضح الأمطاراَ!
لا سِرَّ بَعْدَكَ.. أنتَ آخِرُ نجمةٍ=طَيَّ السماءِ تُخَبِّئُ الأسراراَ
وَطَنُ «النُّصُوصِ المدرسيَّةِ» لم يَعُدْ=وَطَني، وإنْ أُلْقِمْتُهُ أشعاراَ
ما العُودُ دون غِناَهُ غير جريمةِ الـ=الأخشابِ ساعةَ تَصْلِبُ الأوتاراَ!
صَدِئَتْ حجارةُ جِسْرِنا، وكأنَّما=آنَ الأوانُ لنصقلَ الأحجاراَ
وطني.. وذاكرةُ الطفولةِ لم تَزَلْ=في حيرةٍ تستجوب الفَخَّاراَ
من أنتَ؟ وانتصبَ السؤالُ سفينةً..=من أنتَ؟ وارتفع الشراعُ حِواَراَ:
جَسَدٌ من الكثبانِ مَدَّ قوامَهُ=عبر المكانِ مدائناً وقفاراَ!
والأرضُ «أَعْراَبِيَّةٌ» نَسَجَتْ لها=بِيَدِ الهجيرِ عباءةً وخِماَراَ!
والأُفْقُ صَقْرٌ راح يقطفُ عُمْرَهُ=من لَحْمِ عصفورٍ وعَظْمِ «حَباَرَى»!
لا يستطيبُ الصقرُ لُقمَةَ عَيْشِهِ=حتَّى يَكُدَّ الرِّيشَ والمنقاراَ!

***
وطني.. أُفَتِّشُ في فصولِ دراستي=فأَراَكَ أضيقَ ما تكونُ مَداَراَ:
ما لم يَقُلْهُ «النحوُ» أنَّكَ «فاعلٌ»=«رَفَعَتْهُ» أذرعةُ الرجالِ مَناَراَ
ولعلَّ أستاذَ الخرائطِ حينما=رَسَمَ الخطوطَ وحَدَّدَ الأَمْصاَراَ
لم يَدْرِ أَنَّكَ لا تُحَدُّ بِرَسْمَةٍ=كالشمسِ وَهْيَ تُوَزِّعُ الأنواراَ
ما أنتَ يا وطني مُجَرَّدُ طينةٍ=فأَصُوغُها لطفولتي تَذْكاَراَ
حاشاَ.. ولستَ بِبُقْعَةٍ مربوطةٍ=قَيْدَ المكانِ أقيسُها أمتاراَ
بَلْ أنتَ يا وطني مدَى حُرِّيَّتي=في الأرضِ حين أعيشُها أفكاراَ!
وهنا حدودُكَ في المشاعرِ داخلي:=مقدارُ ما نحيا مَعاً أحراراَ
مقدارُ ما نعطي الترابَ حقوقَهُ=في المبدعينَ فيُبدع النُّوَّاراَ
مقدارُ ما نَهَبُ البنفسجَ فرصةً..=يمحو الذنوبَ ويغسل الأوزاراَ
مقدارُ ما «نَجْدٌ»* تهبُّ لِـ«ـعَرْضَةٍ»*=فَتَدُقُّ «أَبْهاَ»* الطَّارَ والمزماراَ
مقدارُ ما «الأحساءُ»* تحضنُ «طَيْـبَـةً»*=في نخلةٍ حَمَلَتْ هَواَكَ ثِماَراَ
هذي البلادُ وهذهِ أبعادُها=حُبًّا يُضيفُ إلى الدِّياَرِ دِياَراَ
وأَعَزُّ ما في الحبِّ أنَّ شقاءَهُ=قَدَرٌ يُوَحِّدُ حَوْلَهُ أقداراَ!!

***
وطني.. وكم خاَطَتْ شفاهَ حروفِها=لُغَتِي.. فدَعْ لِيَ صمتَها الثَّرثاراَ
أستجوبُ النَّخلَ الطِّوَالَ بِلَهْجَةٍ=ثكلَى: لماذا لم تَكُنَّ قِصاَراَ؟
هَمَسَتْ إِلَيَّ من «الخليجِ» محارةٌ=تبكي.. وما أَشْجَى «الخليجَ» مَحاَراَ:
للهِ ترتفعُ النخيلُ، ولم تزلْ=تشكو إليهِ همومَها الكُفَّاراَ
نَصْراً لِفَلاَّحِينَ - من أعذاقِها -=قَطَفُوا التُّمورَ وعَلَّقُوا الأعماراَ!

***
وطني.. وما زال الغريبُ بِداخلي=في التيهِ يفتضُّ الدروبَ عذارَى!
في أيِّ «بئرٍ» ألتقيكَ، فلم أَزَلْ=في رحلتي أَتَسَقَّطُ الآباراَ؟
ذئبُ الحضارةِ كاد يعقرُ ناقتي=ويُسَمِّمُ «العُلَّيقَ» و«الصَّبَّاراَ»
وكأنَّما الصحراءُ تعلنُ موقفاً=ضدِّي فتطلقُ رملَها إعصاراَ
أُوتِيتُ من عطشِ الجِمالِ حريقةً=ولَبِسْتُ من صبر الخيامِ دِثاَراَ
«أسعَى» إليكَ على عزيمةِ «هاجَرٍ»=وأُحِسُّ قلبيَ «طفلَها» الـمُنْهاَراَ
فمتى تفيضُ «البئرُ» عنكَ ونلتقي:=ظمآن صادَفَ «زمزماً» فَوَّاراَ؟!


أخوكم / بلسم الروح


رد مع اقتباس