منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - بين الغلو والاستخفاف والتفريط !
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي بين الغلو والاستخفاف والتفريط(4)
قديم بتاريخ : 30-Nov-2009 الساعة : 08:59 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

بين الغلو والاستخفاف والتفريط

الحلقة الرابعة :

ثانياً – الصلاةُ على محمد وآل محمد :
قال تعالى في سورة الأحزاب (56) : " إن اللهَ وملائكتَه يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، وهذه الصلاة تستلزمنا الوقوف عند ثلاثة أنواع لها : صلاة الله على نبيه ، وصلاة ملائكته ، وصلاة المؤمنين عليه .
وعن الإمام الصادق (ع) في تفسيره للآية السابقة : " صلاة الله رحمة ، وصلاة ملائكته تزكية ، ومن الناس الدعاء " ( البحار – ج 94 ص 55 رواية 27 باب 29 ) ، ورد في البخاري بصيغة أخرى ) .
ومن اللطيف أن نتنبه إلى إشارة عظيمة في القرآن الكريم وهي أن الله تعالى لم يأمر ولم يذكر الصلاة على أحد من الأنبياء (ع) في القرآن فقال : " سلام على نوح ، سلام على إبراهيم ، سلام على موسى وهارون ، وسلام على نوح ... " وبالمقابل لم يذكر السلام على آل أحد من الأنبياء سوى على آل محمد المعصومين المطهرين حين قال : " سلام على آل يس " .
وقد ورد في فضل الصلاة على محمد وآل محمد أحاديث كثيرة منها :
قال رسول الله (ص) : " من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ، ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه مائة مرة ، ومن صلى عليَّ مائة مرة صلى الله عليه ألف مرة ، ومن صلى علي ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبداً " . ( البحار – ج 94 ص 63 رواية 52 باب 29 ) ، ( ورد الحديث في البخاري بصيغة أخرى )
وقال رسول الله (ص) : " أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه يوم يضاعف فيه الأعمال ... "
( البحار – ج 94 ص 65 رواية 52 باب 29 ) .
وعن الرضا (ع) : " من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه ، فليكثر من الصلاة على محمد وآله ، فإنها تهدم الذنوب هدماً " ( البحار – ج 94 ص 47 رواية 2 باب 29 ) .
وعن الصادق (ع) : " ما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمد وآله " ( البحار – ج 94 ص 50 رواية 12 باب 29 ) .
وعن جابر بن عبد الله عن النبي (ص) قال : " من ذكرني فلم يصل عليَّ فقد شقي ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرَّ فقد شقي " ( البحار – ج 94 ص 63 رواية 52 باب 29 ) .
وفي كل صلاة واجبة والتي هي عمودُ الدين والتي هي إن قبلت قبل ما سواها ، وإن رُدَّت ردَّ ما سواها ؛ يجبُ ذكرُ اسم محمدٍ وآله ، فعبادةُ الخالق لا تصحُّ إلا بذكرِ محمدٍ وآلِه العبادِ المخلوقين ، كيف يكون ذلك ؟ أليس في هذا التلازمِ غلواً أيها المتشككون ؟ ... ورد في البخاري في باب الصلاة على محمد في الصلاة ، بسند طويل ( حديث 3119 ) " ... فقال : ألا أُهدي لك هديةً سمعتها من النبي (ص) فقلت بلى فأهدها لي فقال سألنا رسول الله (ص) فقلنا يا رسول الله كيف الصلاةُ عليكم أهلَ البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" .
وورد في سنن ابن ماجه ( حديث رقم 896 ) " عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إذا صليتم على رسول الله (ص) فأحسنوا الصلاة عليه ، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه ، قال : فقالوا له فعلمنا ، قال : قولوا ، اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ... " .
وورد في سنن أبي داود ( حديث رقم 1208 ) " عن أوس بن أوس قال : قال النبي (ص) : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ ، قال : فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ، قال : يقولون بليت ، قال : إن الله تبارك وتعالى حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم " .
إن النبوةَ والإمامةَ هما الأصلانِ الثاني والثالث من أصول الدين ، و التي لا يُقبل عملٌ ولا إيمانٌ دونهما ، وسيدنا محمد حبيبُ الله وخاتُم رسله ، وآلُه الأكرمون هم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وعندما يضع الله رسالتَه بين أيديهم فهو يعرفُهم حقَّ المعرفة ، ويعرفُ أين يضع أمانتَه ، وأنها بين يدي عبادٍ سيوصلونها إلى الناس على أتمِ وأكملِ وأمثلِ طريقة ، لا يحيدون عنها ولا يُخادعون فيها ، ولا يُدخلونهم في مدخلات الضلالة ، وعندما يكون النبيُ وآلُه مقرونٌ الإيمانُ بهم بالإيمان بالله ، فتلك حكمةٌ وتقديرٌ من عزيز حكيم وفضيلةٌ ومقامٌ فوق تصور البشر وعقولهم ، وعندما يهب الله هؤلاء المخلوقين تلك المكانةَ ولا يحجبُ عنهم أيَّ شيء يريدونه من علمٍ أو قوةٍ أو غيبٍ أو تحكمٍ بالأكوان فهو عطاءٌ من متفضل إلى أفضل الفاضلين ...
قال أمير المؤمنين (ع) : " أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ، ممن مضى ، وممن بقي ، وأيدت بروح العظمة ، وإنما أنا عبد من عبيد الله ، لا تسمونا أرباباً ، وقولوا في فضلنا ما شئتم ، فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر ، لأنّا آيات الله ودلائله ، وحجج الله وخلفاؤه وأمناؤه وأئمته ، ووجه الله وعين الله ولسان الله ، بنا يعذب الله عباده وبنا يثيب ، ومن بين خلقه طهرنا واختارنا واصطفانا ، ولو قال قائل : لم وكيف وفيم كفر وأشرك ، لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " ( البحار ج26 ص6 ) .
وقال أمير المؤمنين (ع) : " نحن إذا شئنا شاء الله ، وإذا كرهنا كره الله ، الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا وما أعطانا الله ربنا ، لأن من أنكر شيئاً مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ، ومشيئته فينا " ( البحارج26ص6 + التوحيد ص204 ) .
ورد في مسند أحمد ( حديث 3477 ) قال : " قال عبد الله بن سلمة : أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) " .
وبعد هذا إذا صرح الإمام علي (ع) بأن حبيبه رسول الله والذي أوتي مفاتيح كل شيء ، علمه ألف باب ، يفتح له من كل باب ألف باب ، يكون في الأمر مغالاة ...


رد مع اقتباس