منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مجرد سؤال
الموضوع: مجرد سؤال
عرض مشاركة واحدة

نفس المهموم
عضو نشيط

رقم العضوية : 6376
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 119
بمعدل : 0.02 يوميا
النقاط : 192
المستوى : نفس المهموم is on a distinguished road

نفس المهموم غير متواجد حالياً عرض البوم صور نفس المهموم



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : نفس المهموم المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي عائشة والشيعة
قديم بتاريخ : 06-Dec-2009 الساعة : 09:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


محب الصحابة والقرابة السلام عليكم :
تقول:هل عجز النبي صلى الله عليه واله سلم عن اصلاح زوجته وهو الذي اصلح الله به الكون .
مالكم كيف تحكمون ؟؟؟ .....
طيب الرسول قد فارق الدنيا ويوجد يهود ومجوس ونصارىثم وجدت الرافضة و ...و .... فهل تلك الامم ليست في الكون، فيا أخي اعتبر عائشة من ضمن هؤلاء الذين لم ينصلحوا ..... هذا اولاً
ثانياً : انت تروي حديث عليكم بسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ( وطبعاً الخلفاء هم ابوبكر وعمر وعثمان وعلي) فهل عائشة عضت بالنواجذ؟!! ام أنها خرجت على الحكومة الشرعية وبسببها قُتل اكثر من عشرين ألف!!! فإن قلتَ اجتهدت واخطأت فلها اجر، فبالله عليك يامحب الصحابة والقرابة ( واريدك أن تُحكّم ضميرك) لماذا تقبل اجتهاد عائشة رغم ما سمعته من فضائل علي من آيات واحاديث شريفة، ولاتقبل اجتهاد الرافضي الذي وُلدَ في هذا العصر اي بعد 1400 سنة من وفاة الرسول الاكرم ، وخاصة أنه ولِدَ في زمن الشبهات والتيارات المنحرفة، مع أن هذا الرافضي يعتقد أنه يستند إلى ادلة قاطعة وبراهين ساطعة وحجج دامغة، اضف إلى ذلك أنه لم يلطخ يده بدماء المسلمين .. فلماذا لايكون الرافضي اجتهد فأخطأ فله اجر فلماذا الاجتهاد فقط لمعاوية وعائشة ولكل من حارب قرابة النبي يامحب القرابة؟!! فأنا لاشك ولاريب احق بالاجتهاد من الذين خرجوا على أمير المؤمنين

ثالثاً: اعرض لك مقطع من حاور جاء في ليالي بيشاور، وبما انك يا اخ محب الصحابة والقرابة تنشد الحق فلا ريب أنك سوف تقرأه بتمعن وروية .... نسأل الله تعالى لنا ولك حُسن العاقبة انه ولي قدير

الشيعة وعائشة!!
الشيخ عبد السلام: إن من أقبح أقوال الشيعة قذفهم أم المؤمنين عائشة ونسبتهم الفحش إليها وسبها ولعنها! ومن أشنع عاداتهم عداؤهم لها واعتقادهم بخبثها، وهي حبيبة رسول الله (ص) وزوجته، فانتسابها إلى الخبث يلازم ـ والعياذ بالله ـ خبث النبي (ص) لقوله سبحانه: (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ)(1).
قلت: أولا: قولك بأن الشيعة يقذفون عائشة وينسبونها إلى الفحشاء.. فهو كذب على الشيعة وافتراء، وأقسم بالله حتى عوام الشيعة لا يقولون ذلك ولا يعتقدون به، وإن النواصب والخوارج افتروا علينا هذا ليحركوا عوام أهل السنة وجهالهم على أشياع آل محمد (ص)، ومع الأسف فإن بعض علماء العامة صدقوهم بغير دليل ولا تحقيق، وأحدهم جناب الشيخ عبد السلام سلمه الله!
فأقول: أيها الشيخ! كيف تقول علينا هذا بالضرس القاطع؟! هل رأيته في كتاب أحد علمائنا؟ أم سمعته من لسان أحد الشيعة، ولو من عامتهم؟!
وأنا أرجوك أيها الشيخ أن تراجع تفاسير الشيعة في موضوع الإفك في ذيل الآيات 10 ـ 20 من سورة النور لتعرف دفاع الشيعة عن عائشة وإن الآفكين هم المنافقون.
أما نحن الشيعة فنعتقد أن كل من يقذف أي واحدة من زوجات رسول الله (ص) لا سيما حفصة وعائشة، فهو ملحد كافر ملعون مهدور الدم، لأن ذلك مخالف لصريح القرآن وإهانة لرسول الله (ص).
وكذلك نعتقد بأن القذف ونسبة الفحشاء إلى أي مسلم ومسلمة حرام وموجب للحد ـ إلا إذا شهد أربعة شهداء عدول ـ.
وأما اعتقاد الشيعة بخبث عائشة وشقاوتها، فبدليل أحاديث رسول الله (ص) حيث قال كما ورد في مسانيدكم: إنه لا يحب عليا إلا مؤمن سعيد الجد طيب الولادة، ولا يبغضه إلا منافق شقي الجد خبيث الولادة.
ولا يخفى على أحد أن عائشة كانت من أشد المبغضين لعلي (ع) إلى درجة أنها خرجت لقتاله، وأشعلت نار الفتنة والحرب في البصرة عليه وهو إمام زمانها حينذاك!!
ثم اعلم أن الاعتقاد بخبث الزوجة لا يلازم خبث الزوج وكذلك بالعكس، فكم من نساء صالحات أزواجهن غير صالحين؟ وكم من رجال صالحين زوجاتهم خبيثات غير صالحات؟ وهذا صريح قول الله سبحانه وتعالى في سورة التحريم 10 و11 حيث يقول: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَ امْرَأَةَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ* وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
فلا تلازم بين الزوجين في الطيب والخباثة وفي السعادة والشقاء، وفي القيامة أيضا كل يحاسب ويكافأ بأعماله، فإن كانت المرأة صالحة مؤمنة يؤمر بها الجنة، وإن كان زوجها فرعون لعنه الله، وإن كانت المرأة طالحة عاصية فيؤمر بها إلى الجحيم وإن كان زوجها أحد أنبياء المرسلين.
وأما تفسير الآية الكريمة: ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ)(2) فقد ورد في روايات أهل البيت (ع) أن هذه الجملات تفسير وتوضيح لما قبلها وهو قوله تعالى: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ)(3) معنى ذلك أن الخبيثات يلقن للخبيثين والخبيثون يليقون لهن، وأما الطيبون فيليقون للطيبات وبالعكس، كما أن الزانية أو المشركة لا تليق إلا لزان أو مشرك.

بغض عائشة لآل النبي (ص)
ونحن حين ننتقد عائشة ونعاديها، لا لأنها بنت أبي بكر، بل لسوء تصرفها وسوء معاملتها مع آل رسول الله (ص)، ولأنها كانت تبغض عليا (ع) وتعمل ضده وتثير المسلمين عليه، وإلا فإنا [ نحب محمد بن أبي بكر ـ أخيها ـ لأنه نصر الحق وتابع الإمام علي (ع) ].
أما عائشة فما حافظت على مكانتها بل سودت تاريخها بأعمالها المخالفة لكتاب الله وحديث النبي (ص) فما أطاعت زوجها ولا أطاعت ربها!!
الشيخ عبد السلام: لا يليق هذا الكلام بكم وأنت سيد شريف وعالم نبيل، فكيف تعبر عن أم المؤمنين بهذا التعبير، بأنها سودت تاريخها؟!
قلت: كل زوجات رسول الله (ص) عندنا في مكانة متساوية، باستثناء أم المؤمنين خديجة الكبرى (ع) فإن النبي كان يفضلها عليهن ـ فإن أم سلمة وسودة وعائشة وحفصة وميمونة وسائر زوجاته (ص) كلهن أمهات المؤمنين، ولكن المؤرخين لا سيما أعلامكم فتحوا لعائشة صفحات خاصة، تروي مداخلتها في الفتن، ومشاركتها مع الرجال في أمور لا تعنيها، بل مخالفة لشأنها ومقامها كزوجة للنبي (ص). وهذا مقصودنا من تسويدها تاريخها، وليتها كانت تسلك مسلك قريناتها، أعني زوجات رسول الله (ص) وتحافظ على حرمة النبي(ص) كما حفظنها.
الشيخ عبد السلام: أظن أن سبب عدائكم وبغضكم لأم المؤمنين عائشة، هو خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه، وإلا فإن سلوكها مع رسول الله (ص) كان أحسن سلوك، وليس لأحد انتقاد في ذلك، وكان رسول الله يكرمها كثيرا ونحن نكرمها لإكرام النبي لها.
قلت: سبب بغضنا لعائشة ليس لخروجها على الإمام علي (ع) فحسب بل لسوء سلوكها مع النبي (ص)، وإيذائها له أيضا، وتمردها عليه (ص) وعدم إطاعتها له في حياته!!
الشيخ عبد السلام: هذا بهتان عظيم! فإن كلنا نعلم بأنها كانت أحب زوجات النبي (ص) إليه، فكيف كانت تؤذي رسول الله (ص) وهي تقرأ في القرآن الحكيم: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)(4)؟
قلت: أيها الشيخ لقد تكرر منكم سوء التعبير ورميتموني بالافتراء والبهتان والكذب، ولكن سرعان ما انكشف الأمر وثبت بأني غير كاذب ولا مفتر، بل أنا ناقل الأخبار من كتب علمائكم ومسانيد أعلامكم، وقلت لكم: بأن الشيعة لا يحتاجون إلى وضع الأخبار وجعل الأحاديث في إثبات عقائدهم وحقانية أئمتهم وفضائلهم ومناقبهم، فإن كتاب الله سبحانه ينطق بذلك والتاريخ يشهد لهم.
أما قولك بأنها كيف كانت تؤذي النبي وهي تقرأ الآية الكريمة: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ...) الخ.
فأقول: نعم كانت تقرأ الآية وكان أبوها أيضا يقرأها وكثير من كبار الصحابة قرؤوا هذه الآية الكريمة وعرفوا معناها ولكن.. كما نقلت لكم الأخبار المروية في كتبكم وصحاحكم في الليلة الماضية وانكشف حقائق كثيرة للحاضرين ولكم إن كنتم منصفين غير معاندين!!

إيذاء عائشة للنبي (ص) في حياته
أما أخبار إيذاء عائشة لرسول الله (ص) في حياته فلم تذكر في كتب الشيعة وحدهم، بل ذكرها بعض أعلامكم أيضا منهم: أبو حامد محمد الغزالي في كتابه إحياء العلوم:ج2/ الباب الثالث كتاب آداب النكاح / 135، والمتقي الهندي في كنز العمال ج7/116، وأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من حديث عائشة قالوا: و جرى بينه (ص) و بين عائشة كلام حتى أدخل النبي (ص) أبا بكر حكما بينهما، و استشهده، فقال لها رسول الله (ص) تكلمين أو أتكلم؟ فقالت: بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!
فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال: يا عدوة نفسها! أو غير الحق يقول؟ فاستجارت برسول الله (ص) وقعدت خلف ظهره، فقال له النبي (ص): لن ندعك لهذا ولم نرد هذا منك.
قال أبو حامد الغزالي في نفس الصفحة: وقالت له مرة في كلام غضبت عنده: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟! ـ قال وذلك حين صباها ـ فتبسم رسول الله (ص) واحتمل ذلك حلما وكرما.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده وأبو الشيخ في كتاب الأمثال، من حديثهما معنعنا.
قال الغزالي: وقال (ص) لها: إني لأعرف رضاك من غضبك.
قالت: وكيف تعرفه يا رسول الله؟ قال (ص): إذا رضيت قلت: لا وإله محمد، وإذا غضبت قلت: لا وإله إبراهيم.
قالت: صدقت... إنما أهجر إسمك!(5).
وتحدثها بهذه العبارات والتعابير التالية مع النبي (ص):
بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!
أنت الذي تزعم أنك رسول الله!!
إنما أهجر إسمك!
بالله عليكم! أنصفوا..! أما كان رسول الله يتأذى من هذه التعابير القارصة والكلمات اللاذعة حين يسمعها من زوجته؟!
والمفروض أن تتصاغر الزوجة لزوجها وأن تحترمه وتخضع له ولا تتجاسر عليه بكلام يؤذيه، وكذلك المفروض على المؤمنين والمؤمنات أن يكرموا النبي (ص) ويحترموه احتراما كبيرا ويعظموه كثيرا، حتى أنه لا يجوز لأحد أن يرفع صوته فوق صوت النبي (ص) أو يدعوه باسمه من غير تشريف واحترام كما يدعو بعضهم بعضا، لقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(6).
وقال سبحانه: (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)(7).
فالمفروض على زوجات النبي (ص) ـ عائشة وقريناتها ـ أن يكرمن النبي ويحترمنه ويخضعن له (ص) أكثر من غيرهن، ولكن مع الأسف الشديد نرى في سلوكها تمردا على رسول الله كما وصفها المؤرخون وحتى من أعلامكم مثل أبو حامد الغزالي، والطبري، والمسعودي وابن الأعثم الكوفي وغيرهم، قالوا: إنها تمردت عن أمر الله ورسوله (ص)! فهل هذا التمرد يدل على طيبها أم خبثها؟! وهل حياة المتمردين على الله ورسوله تكون ناصعة أم سوداء مظلمة؟!
وإني أستغرب كلام الشيخ عبد السلام وقوله: بأن سبب بغضنا لعائشة، خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه!
وكأنه يحسب هذا الأمر هينا! وهو عند الله عظيم عظيم.. لأنها شقت عصا المسلمين، وسببت سفك دماء كثير من المؤمنين والصالحين، فرملت نساء، وأيتمت أطفالا!! وهي بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وإثارة فتنة البصرة، وأمرها للناس، وتحريضهم لمقاتلة الإمام علي (ع)، فمهدت الطريق وفتحت باب الحرب والقتال لمعاوية وحزبه الظالمين وكذلك للخوارج الملحدين الفاسقين!!
فأي ذنب أعظم من هذا يا شيخ! وهي بخروجها من بيتها إلى البصرة خالفت نص كلام الله الحكيم إذ قال سبحانه:
(وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى)(8).
نعم جميع زوجات رسول الله غير عائشة امتثلن أمر الله تعالى وأطعنه وحفظن حرمة رسول الله (ص) بعد وفاته وما خرجن من بيوتهن إلا للضرورة، وقد روى الأعمش كما ورد في صحاحكم ومسانيدكم: قالوا لأم المؤمنين سودة زوجة رسول الله (ص) لم لا تخرجين إلى الحج والعمرة؟ فثوابهما عظيم؟
قالت: لقد أديت الحج الواجب وأما بعد ذلك فواجبي أن أجلس في بيتي ، لقوله تعالى:
(وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...) فامتثالا لأمره عز وجل، لا أخرج من بيتي بل أحب أن أقر في الدار التي خصها لي رسول الله (ص) ولا أخرج إلا لضرورة، حتى يدركني الموت ـ وهكذا كانت حتى التحقت بالنبي الكريم (ص) ـ.
فنحن لا نفرق بين زوجات رسول الله (ص)، فكلهن أمهات المؤمنين، فمن هذه الجهة كلهن عندنا على حد سواء.
وأما في المنزلة والمقام فشأنهن شأن المؤمنات الأخريات فيكتسبن المقام والجاه عند الله سبحانه بالأعمال الصالحة وبالتقوى، فمن عملت منهن الصالحات واتقت فنحبها، ومن لم تتق وما عملت صالحا فلا نحبها، ومن خالفت وعصت ربها فنبغضها.

امتياز نساء النبي (ص) على سائر النساء
الشيخ عبد السلام: كيف تقول بأن شأن زوجات رسول الله (ص) شأن المؤمنات الأخريات!! فإن هذا البيان خلاف كلام الله العزيز إذ يقول: (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساء) أي: أن مقام نساء النبي أعلا وأرفع من سائر النساء.
قلت: كل زوجات رسول الله (ص) لهن الفخر والفضل على نساء المؤمنين لشرف انتسابهن إلى رسول الله (ص) وهو شرف اكتسابي وانتسابي لا ذاتي، فيجب عليهن أن يحفظن حرمة هذا الانتساب الرفيع، والمقام المرموق والممتاز على سائر النسوة بتقوى الله سبحانه، كما صرح بذلك عز وجل في كتابه قائلا: (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)(9).
ولا يخفى عليكم أيها العلماء معنى إن الشرطية، فمقام نساء النبي (ص) وامتيازهن على سائر النساء مشروط بالتقوى. فمن تورعت، وتدرعت بتقوى الله تعالى، وامتثلت أوامره، مثل سودة وأم سلمة فيلزم علينا تكريمها وتعظيمها واحترامها، ومن لم تتورع ولم تلتزم بتقوى الله سبحانه وما امتثلت أوامره، فلا احترام لها عندنا مثل عائشة.

خروج عائشة على أمير المؤمنين
لقد أجمع المؤرخون أن عائشة قادت جيشا لقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال بعض: إن طلحة والزبير أغرياها، وقال آخرون: إنها كانت مستعدة لذلك من غير إغراء، لبغضها وعداءها للإمام علي (ع).
فاجتمع حولها كل من في قلبه مرض، وكل من كان حاقدا على أبي الحسن أمير المؤمنين سلام الله عليه، وخرجت إلى البصرة، فألقوا القبض على عثمان بن حنيف الأنصاري، صحابي رسول الله (ص) وكان عاملا عليها من قبل الإمام علي، فنتفوا لحيته الكريمة، وشعر رأسه، وحاجبيه، وضربوه بالسياط حتى أدمي، ثم أخرجوه من البصرة بحالة يرثى لها، وقتلوا أكثر من مائة نسمة من أهاليها من غير أن يصدر منهم ذنب أو أي عمل يبيح لعائشة وجيشها سفك تلك الدماء البريئة، ولو أحببتم الاطلاع على تفصيل تلك الأعمال البشعة فراجعوا تاريخ ابن الأثير، والمسعودي، وتاريخ الطبري، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد(10).
ولما جابهت عائشة جيش أمير المؤمنين (ع)، ركبت الجمل وحرضت الناس الغافلين، وألبت الجاهلين والمنافقين لقتال إمام زمانها، رغم مواعظه (ع) ومواعظ ابن عباس وكبار الصحابة لها ولجيشها.
فأما الزبير امتنع من المقاتلة، وترك المعركة إذ عرف الحق مع علي (ع)، ولكن عائشة أصرت على غيها واستكبرت عن قبول الحق(11) حتى قتل عشرات المئات من المسلمين بسببها ثم انكسرت واندحرت، فردها (ع) إلى بيتها مكرمة!


توقيع نفس المهموم




رد مع اقتباس