[جارية العترة]

[mark=#00ff00]الشعر ... و شعراء الحسين ( ع )[/mark]


[frame="9 80"]

قال رسو الله ( ص ) : (( ان من الشعر لحكمة )) اي انّ من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل و السفه و ينهى عنهما .
إن للشعر و قعا ً في النفس اكثر من وسائل البيان الاخرى و ذلك لعدة اسباب منها :
1. لعلاقة الشعر بالموسيقى و احتوائه على وزن وقافيه و ايقاع ، والنفس تتأثر بالايقاع و فيه اداء فنّي يهيج النفس الأنسانيه و يؤثر فيها و لذا بيتنا من الشعر يهيجان الانسان و يؤثران فيه اكثر من خطبة طويلة او موعظة مطولة .
2. لأن الشعر في واقعه انفعال و الشاعر لا ينظم شعراً الاّ ان ينفعل فيخرج شعره من قلبه و اعماق نفسة ( و الكلمة اذا خرجت من القلب وقعت في القلب و اذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الاذان ) .
3. ان الحدث او الواقعة الطويلة اذا سجلت في الشعر و نظمت بأبيات قليلة يسهل حفظها و انتشارها و شهرتها .
4. كان الشعر في زمن الجاهلية و العصور القديمة يُعد و سيلة الاعلام الاولى و كان دوره كدور الفضائيات في زمننا الحاضر .
5. حب العرب للشعر الذي يعتبر عندهم من التراث الاصيل و محل عز و افتخار حيث كانت القبيلةالتي يتفرع منها شاعر تفتخر على القبائل الاخرى .
6. الشعر سريع التداول .
قال ابن حجر في ( الصواعق المحرقه ص101 ) و للشيخ شمس الدين ابن العربي قوله :




رأيت و لائـي آل طـه فريضـةً ** على رغم اهل البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث اجراً على الهدى **بتبليغه إلاّ المـودة فـي القربـى



هذا الحب الذي هو شعبة من شعب الاسلام ظاهره عواطف أسىً عميقة على ما اصاب اهل هذا البيت من كوارث و ما اعتورهم من نكبات في مختلف الاوطان و العصور الاسلامية مما جعل حديثه شجى كل نفس و لوعة كل قلب .

ان المبالغة في التنكيل بهم اظهرتهم مظهر المظلومين المعتدى عليهم فكان العطف عليهم أعم و التأثر لمصائبهم اوجع هذه العواطف غير المشوبة و لا المصطنعة اضفت على الشعر الشيعي كله لوناً حزيناً باكياً تحته جيشان نفسي ثائر ذلك لدمهم المهطول وهذا لحقهم الممطول و بين هذا او ذاك فخر يفرع السماع بروقيه و مجد يطاول الاجيال . وما عرف التاريخ من اول الناس حتى يومهم هذا ان شخصاً قيل فيه من الشعر و النثر كالحسين بن علي بن ابي طالب ( ع ) فقد رثاه كل عصر و كل جيل بكل لسان في جميع الازمان ، ووجد الشيعة مجالاً لبث احزانهم و متنفساً لآلامهم من طريق رثاء الحسين ( ع ) سيما وهذه الفرقة محاربة من كل الحكومات و في جميع الادوار ومما ساعد على ذلك ان فاجعة الطف هي الفاجعة الوحيدة في التاريخ بفواجعها و فوادحها فتميزوا بالرثاء و ابدعوا دون باقي ضروب الشعر فاجادوا تصويره و تنميقه

[/frame]