[صفوان بيضون]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

إخوتي الأعزاء ونحن نستعد لاستقبال شهر محرم الحرام من الضروري أن نعد أنفسنا لاستقبال يليق به هذه دعوة ومحاولة لتحقيق ذلك إنشاء الله .

ثقافة الدمعة

( الحلقة الأولى )

عنوان قد يستغربه البعض ، ولكن ما حفزني على تناوله والخوض فيه حديث عن نبي الرحمة محمد (ص) يقول فيه : " عودوا قلوبكم الرقة ، وأكثروا التفكر ، والبكاء من خشية الله " ( بحارج83ص351 ) . وحديث آخر يقول فيه سيد الخلائق (ص) : " اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة " ( بحارج93ص313) ، ووصية له لأمير المؤمنين (ع) بأن يكثر البكاء من خشية الله عز وجل يبنى له ألف بيت في الجنة ( بحارج93ص334 ) ...
وكنت أظن أن الناس أصناف خلقت على طبائع متباينة فبعضها حنون رقيق ، وبعضها قاس جامد ، ولم يخطر ببالي أن من الممكن أن تتبنى جميع الخلائق على اختلاف شخصياتها منهجاً محدداً في مسألة العواطف والرقة والبكاء والدموع ، وأن إتباع هذا المنهج يوصلنا إلى الرقة ، وأن الابتعاد عنه يبعدنا عنه ، وأن في الأمر ثقافة مسبقة إذا حملها الإنسان في وجدانه استطاع أن يبحر في عالم العواطف الجياشة ، وإذا افتقدها كان من قساة القلوب ، أشبه بالوحوش التي لا تحمل أي نوع من الرحمة أو الشفقة وهي تنقض على فريستها.
وأثناء ذلك اكتشفت أن السر يعود إلى الدمعة نفسها ، فهي تتنوع بتنوع ظروفها ، وأن من الممكن أن نعوِّد أنفسنا على أنماط منها ، ولو حاولنا تحليل الدمعة لاستطعنا أن نفرق بين أنواع من الدموع :

(سنتحدث في الحلقات القادمة عن أنواع الدموع بإذن المولى - يتبع ... )