[صفوان بيضون]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

ثقافة الدمعة : الحلقة الثانية .

[justify] [/justify][justify][/justify][justify]
... وأثناء ذلك اكتشفت أن السر يعود إلى الدمعة نفسها ، فهي تتنوع بتنوع ظروفها ، وأن من الممكن أن نعوِّد أنفسنا على أنماط منها ، ولو حاولنا تحليل الدمعة لاستطعنا أن نفرق بين أنواع من الدموع :
الأولى : الدمعة العفوية التلقائية ، وهي التي تنهل نتيجة جيشانِ النفس العاطفي ، وتأثرِها بكل ما هو ملامس للنفس البشرية المفطورة على التفاعل مع المضامين الوجدانية للأحداث التي تعترضها ، وهذه الدمعة في أغلبها لا إرادية ، وهي ترجع وتتفاوت حسب حساسية صاحبها من رقة وحنان ، كدمعة الأم ودمعة النساء بشكل عام ، ودمعة الطفل ، وبعض الدموع التي تسيل لدى مشاهدة الوقائع أو المتخيلات العاطفية من قصص وأفلام وحوادث ظلم وغيرها ، وهذه قد يشترك بها كل الناس العاديين ، فهي لا تحتاج إلى ثقافة .
الثانية : دموع التماسيح ، وهذه الدمعة القسرية والتي تنزل من عيون أصحابها ، حتى ولو كانوا مجرمين وهم يقومون بجريمتهم ، أو كانوا أقسى العتاة ، وأعتى القساة ، ولعل هذه الدمعة هي أثر عضوي فسيولوجي لا يعود إلى الرحمة أو التفاعل مع المؤثرات العاطفية المحيطة بهؤلاء الأصناف من الناس ، أو أنه مؤشر من لا وعي المجرم أو جرس إنذار أخير يخطره بجريمته ، ويحذره منها ، ينطلق من فطرته المكبوتة المغلولة المثقلة بالحجب ، لذلك نحن نسمع بأن عمر بن سعد وعندما حاورته الحوراء (ع) بكى ، وهو نفسه الذي أجاب سائله أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ فقال : أي والله قتالاً شديداً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي ....يتبع ...
[/justify]