الموضوع: ثقافة الدمعة .
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي ثقافة الدمعة 3
قديم بتاريخ : 14-Dec-2009 الساعة : 06:56 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ثقافة الدمعة


[justify]الحلقة الثالثة[/justify]

الثالثة : الدمعة الواعية ، ولقد تردد في بعض الأوساط الشيعية مفهوم الدمعة الواعية ، ولا أدري أن من أطلق هذه الصفة هل هو على علم بآلية الدمعة ، وكيف تسقط وتنهل ، وهل يمتلك الباكي مفتاحاً يضغط عليه متى يشاء فيبكي ، وذلك بعد محاكمة عقلية ، وموازنة منطقية ، فيرى أن هذا الموضوع يستحق البكاء فيبكي ، أو أن هذا الموضوع لا يستحقه فيمتنع ، أم أن وراء الأكمة ما وراءها.
الرابعة : الدمعة المنهجية ، وهي دمعة مؤطرة بسياق محدد ، وهي تسعى نحو هدف معين ، وتبتغي الوصول إلى عوالم لا يصلها الإنسان دونها ، وقد يعترض السامع أن الدمعة المنهجية تقارب الدمعة الواعية ، إلا أننا نقول : أن الدموع بكل أنواعها لا تنطلق من العقل ، والوعي منبعه العقل ، وإنما تنطلق من القلب ، لكن الفرق بين المنهجية وبقية الدموع أنها تنطلق من نفس مهيأة ومعدة إعداداً مسبقاً للتعامل مع هذه الدمعة ، نفس رقَتْ إلى مستويات من الإحساس المصقول ، فكانت تنهل من قلب أدرك بعقله قيمتها ، وجهز نفسه لاستقبالها ، وعوَّد عينه عليها ، وترك الخيار إلى قلبه يطلقها سارحة في ملكوت الإبحار نحو آفاق لن تصل النفوس الطاهرة إلى أسرار سحرها إلا بها ..
دمعة طاهرة مطهرة ، صادقة مصدِّقة ، صافية كالندى ، راقية رائقة ، دافئة حانية ..
وهي لابد أن تغمر القلب قبل أن تغمر العين ، ولا بد أن يغمرها العشق قبل أن تغمر القلب ، ولا بد أن تنغمس في بحيرة الولاية العلوية لتخرج طاهرة مستعدة للولوج في رحاب المودة النبوية والهيام السماوي .
والدمعة المنهجية دمعة تحج إلى حرم القدس الأقدس ، تسعى بين صفا الصدق ومروى النقاء ، وتطوف حول كعبة الإيمان ، وتنحر حجب التعلق بالشوائب الدنيوية ، وترجم أوثان الدرن المادي ، محرمة عن كل رجس سفلي ، لتخرج من رحم الهداية المتعلق بعرش الرحمن كما ولدتها الأمهات .
والدمعة المنهجية تتجه نحو الجنة ، وتختصر المسافات للاقتراب من عوالم الربوبية ، حيث ملائكة الرحمة بانتظار الوفود المسافرة ، لتتلقاها عند بوابات الخلود ، مرحبة مهللة ، تمسح عن المسافرين غبار التعب ومشقة الرحلة ، وتهيئ لهم غرف الراحة الأبدية ، ومقاعد الصدق الهانئة .
قال رسول الله (ص) : " من بكى على الجنة دخل الجنة ، ومن بكى على الدنيا دخل النار " ( بحارج93ص333) .
والدمعة المنهجية بذرة إما أن نزرعها في تربة الخير والبر ، نرعاها ونسقيها ، لتنبت وتنمو وتورق شجرة باسقة نتفيأ بظلها يوم القيامة من حر وهول يوم الجزاء ، وإما أن نتركها لتيبس وتقضمها جرذان اللهو والغفلة والقسوة ...
وللدمعة المنهجية أقسام ، لا تختلف في الجوهر ، ولكنها تتمايز في المظهر ، بعضها ورد ذكره في القرآن ، وأخرى في أحاديث رسول الله وأئمة أهل البيت (ع) ومنها :... يتبع ..

رد مع اقتباس