منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كبش العراق ..!
الموضوع: كبش العراق ..!
عرض مشاركة واحدة

mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 247
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-Dec-2009 الساعة : 10:23 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدالله ربّ العالمين والصّلاة على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...


الجزء الأخير....

ويعود كلٌ إلى بلده.
ويردّ الإمام علي عليه السّلام الأشتر عاملاً له على الجزيرة ( أي حاكماً على منطقة الجزيرة في الشام ) وبلغ الأشتر أن الضحاك بن قيس، وكان أميراً على جيش معاوية في صفين، سار يريد « حرّان »، فأقبل الأشتر إليه، ونازله مع جنوده في «مرج مرينا» وهو مكان بين حرّان والرقّة. وانهزم الضحاك وأصحابه!. فالنصر تحت راية الأشتر حيثما كان.
وطارد الأشتر الضحاك ومن معه، فحاصرهم في حرّان، وناداهم:
ـ ألا تنزلون أيها الثعالب الروّاغة.. الجُحر، الجُحْر ( ثقب في الأرض تأوي إليه الحشرات والحيات ) يا معاشر الضّباب! ( جمع ضب: دويبة صحراوية ماكرة )
ومضى، فمرّ بالرقة، فتحصنوا فيها. ثم تابع طريقة إلى قرقيسيا فتحصنوا.. فالأشتر، بالنسبة إليهم، سيفٌ من سيوفِ الله مسلول، لا يقوم أمامه شيء! وينصرف الأشتر بجنوده.
وإذا بكتاب من الإمام علي عليه السّلام يقول له فيه:
« إنّك ممن أستَظْهِرُ به على أقامة الدين، وأقمع به نخوة الإثم، وأسدُّ به ثغر المخوف، فاقدم عليَّ لننظر في ما ينبغي ».
ويتساءل الأشتر: ما الأمر ؟.
فيقال له: إن أهل مصر قد انتفضوا على محمد بن أبي بكر الذي ولاّه الإمام عليه السّلام عليهم، فقُتل.. وليس لهذه المهمة في مصر غيرك.
ويسرعُ الأشتر، ممتثلاً أمر الإمام علي عليه السّلام.
إنّه سيفه في شديد الملمّات وعند الخطوب الصَعاب.
ويأمر الإمام علي عليه السّلام مالكاً بالتوجه إلى مصر، والياً على أهلها من قِبَله، ويُحمّله إليهم منه كتاباً:
« إني قد بعثت عليكم عبداً من عبادِ الله، لا ينام أيام الخوف، ولا ينكُلُ ( أي لا يتراجع ) عن الأعداء حذر الدوائر. من أشد عباد الله بأساً وأكرمهم حسباً. أضرّ على الفجّار، من حريق النار، وأبعدُ الناس من دنس وعار. وهو مالك بن الحارث الاشتر، فاسمعوا له وأطيعوا أمره في ما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله ».
ولعمري، إنها لشهادةٌ من أميرالمؤمنين وسيد الوصيين عليه السّلام، في الأشتر، يلحق مجدُها وفخرُها وشرفها، النخعيين، وبني مذحج حتى قيام السَّاعة..
ويعهدُ أميرالمؤمنين عليه السّلام إلى الأشتر عهداً، يحفلُ به نهج البلاغة، وكُتبُ السير والمغازي، فلا يدع شاردة ولا واردة يستقيم بهما الحُكم، ويحتاجهما الحاكم، إلا ويأتي على ذكرهما، ويجدُ حكام الدنيا في عهد الإمام علي عليه السّلام للأشتر برنامج عملٍ، ودستور حكم ليس لهما من نظير. ويوجس معاوية خيفةً من الأشتر المتوجه إلى مصر، وكان معاوية بها طامعاً، فبعث إلى رجل من أهل الخراج، يثق به، قائلاً:
«
إن الأشتر قد وُلّي مصر، فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجاً ما بقيتُ وبقيتَ، فاحتلْ بما قدرت عليه ».
فلما قدم الأشتر القلزم ( أطلالها اليوم قرب مدينة السويس ) أتاه الذي دسّه إليه معاويةُ قائلاً له:
أيها الأمير، هذا منزلٌ فيه طعام وعلف، وإني رجلٌ من أهل الخراج. فنزل به الأشتر.
وقُدّم للأشتر الطعامُ فتناول منه. ثم قُدّمت له شربةٌ من عسلٍ مسمومٍ، فلما شربها، استُشهد ـ رضوان الله عليه ـ لساعتِه..
وعندما علم معاوية بموت الأشتر قام في الناس خطيباً:
ـ أما بعد: فإنه كان لعلي بن أبي طالب يمينان:
قطعتُ إحداهما يوم صفين ( يعني: عمار بن ياسر )، وقطعتُ الأخرى اليوم ( يعني: مالك الأشتر ).
وقال في مناسبة ثانية حول هذا الأمر أيضاً:
ـ إنّ لله جنوداً من عسل! ( كنايةً عن مَكْرِه بدسّ السمّ في العسل، غدراً بالمؤمنين ).. فذهبَتْ مثلاً!
ولما بلغ الإمام علياً سلام الله عليه، شهادتُه، قال ـ وبصوته غصّة التياع ورنةُ حزن عميق:
ـ إنا لله، وإنا إليه راجعون! والحمدلله رب العالمين.
اللهم إني أحتسبُه عندك، فإن موته من مصائب الدهر..
رحم الله مالكاً، فلقد كان لي كما كنتُ لرسولِ الله.
ويدخل بعض أصحابه معزّين في الخَطْب الجلل، فيجدونه وقد استبدَّت به لوعةٌ ولهفةٌ مذهلتان، وهو يقول:
لله درّ مالك!. وما مالك!. لو كان جبلاً لكان فنداً ( أي: جبلاً عظيماً )، ولو كان صخراً لكان صلداً. على مثل مالك فْلتَبكِ البواكي، وهل موجود كمالِك ؟!

لقد استكمل أيامه، ولاقى حِمامه، ونحن عنه راضون.. فرضي الله عنه، وضاعف له الثواب، وأحسن له المآب ».
فيقول الحاضرون ـ وفي عين كلٍّ منهم تترقرق دمعة حرّى: آمين..




السلام على مالك الأشتر يوم ولد ويم استشهد ويوم يبعث حيّا .....






شبكة الإمام الرضا



توقيع mowalia_5







رد مع اقتباس