|
عضو مجتهد
|
|
|
|
الدولة : اينما تولوا فثم وجه الله
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مسكين مستكين
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
بتاريخ : 15-Dec-2009 الساعة : 03:35 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كان رسول الله (ص) جالساً ذات يوم ، إذا أقبل الحسن (ع) فلما رآه بكى ثم قال :
إليّ إليّ يا بني !.. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين (ع) فلما رآه بكى ، ثم قال :
إليّ إليّ يا بني !.. فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة (ع) فلما رآها بكى ثم قال :
إليّ إليّ يا بنية !.. فأجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين (ع) فلما رآه بكى ، ثم قال :
إليّ إليّ يا أخي !.. فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يا رسول الله (ص) !.. ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت ، أوَمَا فيهم من تُسرّ برؤيته ؟.. فقال (ع) :
والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ، إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عزّ وجلّ ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم .
أما علي بن أبي طالب (ع) فإنه أخي وشقيقي ، وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كلّ مسلم وإمام كلّ مؤمن ، وقائد كلّ تقي ، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي ، محبّه محبي ، ومبغضه مبغضي ، وبولايته صارت أمتي مرحومةً ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونةً .
وإني بكيت حين أقبل ، لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي ، حتى أنه ليُزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربةً تخضب منها لحيته في أفضل الشهور { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } .
وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبيّ ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله ، زهر نورها لملائكة السماء ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزّ وجلّ لملائكته :
يا ملائكتي !.. انظروا إلى أَمتي فاطمة سيدة إمائي : قائمةً بين يديّ ، ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلتْ بقلبها على عبادتي ، أُشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار .
وإني لما رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتُهكت حرمتها ، وغُصبت حقّها ، ومُنعت إرثها ، وكُسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي :
يا محمداه !.. فلا تجاب ، وتستغيث فلا تُغاث .
فلا تزال بعدي محزونةً مكروبةً باكيةً ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنّها الليل ، لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلةً بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزةً ، فعند ذلك يُؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول :
يا فاطمة !.. { إن الله اصطفيك وطهرك واصطفيك على نساء العالمين } .
يا فاطمة !.. { اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } .
ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عزّ وجلّ إليها مريم بنت عمران تمرّضها وتُؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك :
يا ربّ !.. إني قد سئمت الحياة ، وتبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عزّ وجلّ بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك :
اللهم !.. العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلّل من أذلها ، وخلّد في نارك من ضرب جنبيها ، حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين . وأما الحسن (ع) فإنه ابني وولدي ومني ، وقرة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة فؤادي ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وحجّة الله على الأمة .
أمره أمري ، وقوله قولي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي .
فلا يزال الأمر به حتى يُقتل بالسمّ ظلماً وعدواناً ، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كلّ شيء حتى الطير في جو السماء ، والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعمَ عينه يوم تعمى العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه ، ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام .
وأما الحسين (ع) فإنه مني ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه ، وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة ربّ العالمين ، وغياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين ، وحجّة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وباب نجاة الأمة .
أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما رأيته تذكّرت ما يُصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار بحرمي وقربي فلا يُجار ، فأضمّه في منامه إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وأبشّره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه ، أرضِ كربٍ وبلاءٍ ، وقتلٍ وفناءٍ ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رُمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعاً ، ثم يُذبح كما يُذبح الكبش مظلوماً .
ثم بكى رسول الله (ص) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم بالضجيج ، ثم قام (ع) وهو يقول :
اللهم !.. إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ، ثم دخل منزله . ص40 أمالي الصدوق ص68
طيب الله أنفاسك حبيبي (مسكين مستكين ) وجعلك الله لسانا للمظلومة صداحا بمظلوميتها ووفقت بجاه دمعة الزهراء المظلومة
|
آخر تعديل بواسطة ومض النور ، 15-Dec-2009 الساعة 03:44 PM.
|
|
|
|
|