منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - بين الغلو والاستخفاف والتفريط !
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي بين الغلو والاستخفاف والتفريط(10)
قديم بتاريخ : 19-Dec-2009 الساعة : 05:43 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم




والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين




بين الغلو والاستخفاف والتفريط
الحلقة العاشرة :

سابعاً – عبادات غريبة :

قد يتصور البعض أن مفهوم العبادة هو التواصل مع الله تعالى مباشرة دون واسطة ، وهذا التصور ساذج ، لأن وسائل العبادة التي افترضها الله سواء ما كان واجباً أو مستحباً ؛ كثير منها يكون متعلقاً بأشخاص أو أمكنة أو أزمنة ، وبالتالي فإن مفهوم العبادة يتسع ليشمل مناحي لسنا بالمستوى الذي نستطيع أن نحلل قيمته أو عظمته ومكانته لدى الباري عز وجل سوى أنه هو الذي أمرنا بذلك لمعرفته وعلمه بقدر هذه الأشياء وسموِّها ، ومفهوم العبادة تتحكم فيه عوامل عدة نوجزها : الطريقة والكيفية ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، الزمن ( يوميٌّ كالصلوات الخمس ، موسميٌّ كالحج والصيام ، متعلق بالحركة الكونية كصلاة الآيات والخوف ، متعلق بالقضاء والقدر كصلاة الميت ) ، العدد ( ركعتان للصبح ، ثلاثة للمغرب ، ركوع واحد وسجدتان في الصلاة ، الطواف والسعي سبع أشواط ، عدد حجارة الرجم .. ) ، المكان ( لا يمكن التوجه في الصلاة إلا نحو القبلة ، ولا يمكن الحج إلا في مكة ، والوقوف إلا في عرفة ، وغيرها من شعائر الحج المرتبط ارتباطاً كاملاً بالمكان ) وأخيراً النية ( فكل العبادات إن لم تكن خالصة لوجه الله تعالى وبعنوان القربى فلا تقبل ) ..
إن أي تغيير أو عبث في تلك العوامل السابقة يخرج العبادة من مفهوم التواصل والقبول والتقرب ، لتصبح مجرد لقلقة أو حركات مبهمة عشوائية وفي بعض الأحيان مضحكة وبالنتيجة لن يترجى صاحبها قبولها من الله تعالى .
وعليه فإن ورود أحاديث عن بعض العبادات ( والتي قد يظنها البعض غريبة ) إن لم تعالج من خلال المفهوم السابق لوجدها أصحابها ضرباً من الغلو أو التخريف .
قال رسول الله (ص) : " المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم عبادة " ( بحار – ج 1 ص 201 رواية 9 باب 4 ) .
وقال رسول الله (ص) : "نوم الصائم عبادة ، ونفسه تسبيح " ( وسائل الشيعة – ج 10 باب 2 ص 136 رواية 13043 ) .
وقال رسول الله (ص) : " يا علي ، أنين المؤمن تسبيح ، وصيامه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة "
( وسائل الشيعة – ج 2 باب 1 ص 400 رواية 2461 ) .
وقال رسول الله (ص) : " يا علي ، نوم العالم أفضل من عبادة العابد " ( بحار – ج 2 ص 25 ) .
و قال الإمام علي (ع) : " قبلة الولد رحمة ، وقبلة المرأة شهوة ، وقبلة الوالدين عبادة ، وقبلة الرجل أخاه دين " ( بحار – ج 104 ص 93 رواية 24 باب 2 ) .
ويقول النبي (ص) : "ذكر علي عبادة " ( وسائل الشيعة – ج 16 باب 23 ص 348 رواية 21730 ) .
وعن الصادق (ع) : " نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله " ( بحار – ج 2 ص 64 رواية 1 باب 13 ) .

إننا لو حللنا كل ما سبق من الأحاديث بمنطقِ الاستخفاف بالرواياتِ وبالعقلِ القاصر لوجدناها تقاربُ الغلوَ إن لم تتجاوَزْه ، ولكن منطقَ العبادةِ ومنطقَ الإيمانِ القائمَ على التسليم هو الذي يدفعنا إلى التمسك بكل هذه الأحاديث وغيرها ، بكل ما نملك من الرضا والقناعة التامةِ بما أوجبه الله علينا وما رسمه لنا من سبل النجاة دون أن نناقشه وهو الحكيم العزيز عن سبب رسمه لهذا الطريقِ بهذه الطريقة ، بعيداً عن منطق القياساتِ الباطلةِ والتشكيكِ والارتيابِ والذي لا يُوصل صاحبَه إلا إلى الهلاك ، والتي عبرت عنه أقوال الإمام علي (ع) في أنه : " ما ارتاب مخلص ولا شك موقن – والشك يطفىء نور القلوب – ومن كثر شكه فسد دينه – وثمرة الشك الحيرة – وشر القلوب الشاك في إيمانه "( غرر الحكم – المعين ص484 ) ، وعن الصادق (ع) : " الروح والراحة في الرضا واليقين ، والهم والحزن في الشك والسخط " ( البحار ج71 ص159 ) ...
... يتبع ...



رد مع اقتباس