|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بين الغلو والاستخفاف والتفريط (12)
بتاريخ : 21-Dec-2009 الساعة : 06:02 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
بين الغلو والاستخفاف والتفريط الحلقة الثانية عشرة :
الدمعة الحسينية بين الغلو والتفريط :
من القضايا المقلقةِ التي تشكل هاجساً يُروع أذهان المستخفين ، القضيةُ الحسينية بكل أبعادها الإيمانية والوجدانية ، وإن دمعة واحدة تنزل من عين الموالي – والتي تطفىء نار جهنم كما ورد عن الإمام الصادق (ع) – تؤرقهم ، وتقض مضاجعهم ، فهم يتعاملون معها ومع كل الشعائر الحسينية إما بالاستهزاء أو الجفاء أوبالالتفاف عليها بحجة ترسيخ الجانب الفكري لنهضة الحسين دون الجانب الوجداني ، مما حدا ببعضهم إلى إطلاق العبارات غيرِ المهذبة عن بعض الشعائر ، والتعاملِ مع القضية باستهانة سعياً نحو إيجاد التبريرات والتبرءات ، ونفي الجرائم والاتهامات ...
وإننا عندما نجدد ذكرى الحسين (ع) ونُصِرُّ عليها كلَّ سنة ، بل كلَّ يومٍ وساعةٍ ولحظة ، أنكون مغالين في حبنا له إن ذرفنا دموعَنا ولطمنا صدورَنا ، أليس الحسين ممن يجب الصلاة عليهم في كل صلاة ، أليست أُمُّه سيدةَ الأمهات وسيدةَ النساء ، أليس في جفائنا للحسين عقوقٌ لأم الحسين ، وأيهما أشرفُ وأعزُّ وأكرمُ على الله أمهاتُنا أم أمُّ الحسين ، وأيهما أعظم حرمةً على الله من الكعبة المؤمنُ أم الحسين ، وإذا كانت في كل نظرةِ رحمة إلى الوالدين حجةٌ مبرورة ، فماذا عن استذكار مصيبة الحسين وزيارة الحسين ، فهل نستغرب أو نغالي إذا كانت زيارةُ الحسين تعدل سبعين حجة .
وأيهما أعظم من يلد الأجساد ، أم يلد الأرواح ؟ من يهدي إلى الحياة الفانية أم من يهدي إلى خلود الآخرة ؟ وإذا كنا قد نُهينا عن أن ننهرَ الوالدين أو نقول لهما كلمة أف ، فما بال من ينهر في سلوكياته وأفكاره وتصرفاته والدا هذه الأمة محمد وعلي ( كما وصفتهم الروايات ) ، عندما ينتقص من قدرهما ومن قدر حبيبهما الحسين ومن مصيبتهما به ، ويحاول العبث بهذه المجالس وما يُروى فيها ، أليس في التنكر للدمعة تنكر لصاحب الدمعة ، جاء في سنن أبي داود " بينا نحن عند رسول الله (ص) إذ جاءه رجل من بني سلمة ، فقال : يا رسول الله هل بقي من برِّ أبويَّ شيء بعد موتهما ، قال : نعم الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما " ( حديث رقم 4476 ) ، بالله عليكم أين الصلاة على رحم رسول الله ؟ أليست هي في زيارة قبورهم والصلاة لديهم ، أين إنفاذ عهودهم ؟ أليست هي في ولايتهم والتبري من أعدائهم ، أين صلة الرحم التي لا توصل إلا بهم ؟ اليست هي في هذه المجالس التي نقيمها لهم ولحبيبهم الحسين (ع) ، فليراجع كل من يجافي أو يماحك أو لا تسره هذه المجالس وهذه الدموع نفسه المريضة ، وليتجه إلى أطباء القلوب إن كان طالباً للشفاء .
ولنربي أنفسنا وأولادنا على حب الحسين والبكاء عليه دونما تحرج أو خجل ، فالطفل أو اليافع عندما يرى والدَه أو جدَّه أو أستاذَه يبكي على الحسين ، ونادراً ما يراهم باكين ، عندما يرى هذه الرجولة تذوب أمام رجولة الحسين ، ويرى هذا العنفوان والقوة يخشعان أمام مصيبة أبي عبد الله ، سيدرك بأحاسيسه وفطرته الصافية أن رزيةَ آل البيت ورزيَتنا في سيد الشهداء أعظمُ من أن تقف في وجهها الموانع والعوائق ..
000 يتبع ..
|
|
|
|
|