عرض مشاركة واحدة

موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.52 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Dec-2009 الساعة : 09:38 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلام وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً

اللهمَّ خُصَّ أنْتَ أوّلَ ظالم بِاللّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً ، ثُمَّ الثَّانِي ، وَالثَّالِثَ وَالرَّابِع ، اللهُمَّ الْعَنْ يزِيَدَ خامِساً

17 - العزة والكرامة :
ومن أوثق الاسباب التي ثار من أجلها ابو الاحرار هو العزة والكرامة ققد أراد الامويون ارغامه على الذل، والخنوع، فابي إلا أن يعيش عزيرا تحت ظلال السيوف والرماح، وقد أعلن سلام الله عليه ذلك يوم الطف بقوله :

" الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة يابى الله لنا ذلك ورسوله، ونفوس أبية، وانوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.. " .

وقال :
" لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما.. " .

لقد عانق الموت بثغر باسم في سبيل ابائه وعزته، وضحى بكل شئ من أجل حريته وكرامته .

18 - غدر الامويين وفتكهم :
وايقن الامام الحسين ان الامويين لا يتركونه، ولا تكف أيديهم عن الغدر والفتك به حتى لو سالمهم وبايعهم، وذلك لما يلي :

1 - ان الامام كان ألمع شخصية في العالم الاسلامي، وقد عقد له المسلمون في دخائل نفوسهم خالص الود والولاء لانه حفيد نبيهم وسيد شباب أهل الجنة، ومن الطبيعي انه لا يروق للامويين وجود شخصية تتمتع بنفوذ قوي :

ومكانة مرموقة في جميع الاوساط فانها تشكل خطرا على سلطانهم وملكهم .
2 - ان الامويين كانوا حاقدين على النبي وسلم لانه وترهم في واقعة بدر، وألحق بهم الهزيمة والعار، وكان يزيد يترقب الفرص للانتقام من أهل البيت النبي وسلم لياخذ ثاراث بدر منهم، ويقول الرواة إنه كان يقول :

لست من خندف إن لم انتقم * من بني احمد ما كان فعل

ولما استوفى ثاره وروى احقاده بابادتهم أخذ يترنهم ويقول :

قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل

3 - ان الامويين قد عرفوا بالغدر ونقض العهود، فقد صالح الحسن معاوية، وسلم إليه الخلافة ومع ذلك فقد غدر معاوية به فدس إليه سما فقتله، واعطوا الامان لمسلم بن عقيل فخانوا به..

وقد ذكرنا في البحوث السابقة مجموعة من الشخصيات التي اغتالها معاوية خشية منهم .
وقد اعلن الامام الحسين ان بني أمية لا يتركونه يقول لاخيه محمد بن الحنفية :

" لو دخلت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني " وقال لجعفر بن سليمان الضبعي :

" والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة - يعني قلبه الشريف - من جوفي " .
واختار أن يعلن الحرب ويموت ميتة كريمة تهز عروشهم وتقضي على جبروتهم وطغيانهم .

هذه بعض الاسباب التي حفزت أبا الاحرار إلى الثورة على حكم يزيد.

راي رخيص :
ووصف جماعة من المتعصبين لبني أمية خروج الامام على يزيد بانه كان من اجل الملك والظفر بخيرات البلاد، وهذا الراي ينم عن حقدهم على الامام بما احرزه من الانتصارات الرائعة في نهضته المباركة التي لم يظفر بمثل معطياتها أي مصلح اجتماعي في الارض، وقد يكون لبعضهم العذر لجهلهم بواقع النهضة الحسينية، وعدم الوقوف على اسبابها، لقد كان الامام على يقين باخفاق ثورته في الميادين العسكرية، لان خصمه كان يدعمه جند مكثف أولو قوة واولو باس شديد، وهو لم تكن عنده أية قوة عسكرية ليحصل على الملك، ولو كان الملك غايته - كما يقولون - لعاد إلى الحجاز او مكان آخر حينما بلغه مقتل سفيره مسلم بن عقيل، وانقلاب الكوفة عليه، ويعمل حينئذ من جديد على ضمان غايته، نجاح مهمته لقد كان الامام على علم بان الاوضاع السائدة كلها كانت في صالح بني امية وليس منها مما يدعمه او يعود لصالحه، يقول ابن خلدون :

" ان هزيمة الحسين كانت امرا محتما لان الحسين لم تكن له الشوكة التي تمكنه من هزيمة الامويين لان عصبية مضر في قريش، وعصبية قريش في عبد مناف وعصبية عبد مناف في بني امية، فعرف ذلك لهم قريش وسائر الناس لا ينكرونه " 11.

لقد كانت ثورة الامام من اجل غاية لا يفكر بها اولئك الذين فقدوا وعيهم، واختيارهم فقد كان خروجه على حكم يزيد من اجل حماية المثل الاسلامية والقيم الكريمة من الامويين الذين حملوا معول الهدم..
يقول بعض الكتاب المعاصرين .

" ويحق لنا أن نسال ماذا كان هدف الحسين ، وماذا كانت القضية التي يعمل من أجلها ؟ أما لو كان هدفه شخصيا يتمثل في رغبته في اسقاط يزيد ليتولى هو بنفسه الخلافة التي كان يطمع إليها، ما وجدنا فيه هذا الاصرار على التقدم نحو الكوفة رغم وضوح تفرق الناس من حوله، واستسلامهم لابن زياد، وحملهم السلاح في اعداد كثيرة لمواجهته والقضاء عليه .

ان أقصر الناس نظرا كان يدرك ان مصيره لن يختلف عما آل إليه فعله، ولو كان الحسين بهذه المكانة من قصر النظر لعاد إلى مكة ليعمل من جديد للوصول إلى منصب الخلافة..

ولو كان هدفه في أول الامر الوصول الى منصب الخلافة ثم لما بلغه مصرع ابن عمه قرر مواصلة السفر للثار من قاتليه - كما يزعم بعض الباحثين - استجابة لقضية اهله واقاربه، لو كان هذا هدفه لادرك ان جماعته التي خرجت معه للثار وهي لا تزيد على التسعين رجالا ونساءا واطفالا لن تصل إلى شئ من ذلك من دون ان يقضى على افرادها جميعا، وبغير ان يضحي هو بنفسه ضحية رخيصة في ميدان الثار.

ومن ثم يكون من واجبه للثار ان يرجع ليعيد تجميع صفوف انصاره واقربائه، ويتقدم في الجمع العظيم من الغاصبين والموتورين .

فالقضية اذا ليست في الجمع ثار والهدف ليس هدفا شخصيا، وانما الامر أمر الامة، والقضية كانت للحق، والاقدام اقدام الفدائي الذي أراد أن يضرب المثل بنفسه في البذل والتضحية، ولم يكن اصرار الحسين على التقدم نحو الكوفة بعد ما علم من تخاذل أهلها ونكوصهم عن الجهاد إلا ليجعل من استشهاده علما تلتف حوله القلة التي كانت لا تزال تؤمن بالمثل وتلتمس في القادة من ينير لها طريق الجد في الكفاح..

وتحريكا لضمائر المتخاذلين القاعدين عن صيانة حقوقهم ورعاية صوالحهم" .
والم هذا القول بالواقع المشرق الذي ناضل من أجله الامام الحسين فهو لم يستهدف أي مصلحة ذاتية، وانما استهدف مصلحة الامة وصيانتها من الامويين .
تخطيط الثورة :
ودرس الامام الحسين أبعاد الثورة بعمق وشمول، وخطط أساليبها بوعي وايمان، فراى أن يزج بجميع ثقله في المعركة، ويضحي بكل شئ لانقاذ الامة من محنتها في ظل ذلك الحكم الاسود الذي تنكر لجميع متطلبات الامة..

وقد أدرك المستشرق الالماني ماريين تخطيط الامام الحسين لثورته، فاعتبر أن الحسين قد توخى النصر منذ اللحظة الاولى ، وعلم النصر فيه، فحركة الحسين في خروجه على يزيد - كما يقول - انما كانت عزمة قلب كبير عز عليه الاذعان، وعز عليه النصر العاجل ، فخرج باهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الاجل بعد موته ، ويحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة .


يتبع >>>>>>>

لا تنسوا المجاهدين من دعائكم

(11) المقدمة (ص 152).


رد مع اقتباس