[صفوان بيضون]

أنصار الحسين (ع) يَوم الطفّ

مقدمة البحث :
الذين صحبوا الحسين (ع) عند خروجه مِن مكة إلى العراق ، كان عددهم 123 رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، مع الموالي والإماء الخاصّين بأهل البيت .
وفي هذا البحث سوف نقوم بمسح عام في عدة اتجاهات للمستشهدين مع الإمام الحسين (ع) في كربلاء ؛ سواء مِن حيث عددهم ، أو كونهم كانوا مع الحسين (ع) مِن بداية مسيرته ، أو انضموا إليه في الطريق أو في كربلاء ، أو مِن حيث انتمائهم القبلي والعائلي ، أو مِن حيث كونهم عرباً أو موالي ، أو مِن حيث ترتيب استشهادهم ، أو مِن حيث اشتهار أسمائهم في كتب المقاتل . وقد فصلنا في هذه الدراسة بين المستشهدين مِن الأصحاب ، وبين المستشهدين مِن أهل البيت (ع) . ونختم الفصل بإحصاء أبجدي لأسماء المستشهدين مِن الأصحاب ، ثم مِن أهل البيت (ع) .
ومن جملة المراجع التي اعتمدنا عليها لتحقيق أسماء المستشهدين وعددهم وترتيب استشهادهم ( زيارة الناحية المقدسة ) للحسين والشهداء (ع) ، وهي صادرة عن الناحية المقدسة ، أي عن الإمام الحجة المهدي (ع) ، باعتبار أن هذه الزيارة هي أقدم وثيقة تاريخية اشتملت عَلى ما يُفترض أنه جميع الشهداء .
عدد المستشهدين مع الحسين (ع)

يمكن النظر إلى المستشهدين وعددِهم مِن زوايا متعددة ، نعـدّ منها :

1 - الذين استشهدوا قبل معركة كربـلاء :
لقد استشهد قبل معركة كربلاء عدةٌ مِن أنصار الحسين (ع) ، مِن أشهرهم مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة (رض) ؛ وبعض الرسل بين الحسين (ع) وأهل الكوفة والبصرة ، منهم سليمان بن رزين وعبد الله بن يقطر وقيس بن مُسهر الصيداوي رضوان الله عليهم ؛ وبعض الشبان الذين اشتركوا في نصرة مسلم ابن عقيل في الكوفة ، أمثال : عبد الأعلى بن يـزيد الكلبي وعمارة بن صلخب الأزدي .
2 - الذين استشهدوا بعد المعركة :
وهناك بعض الأنصار الذين نالوا شرف الشهادة بعد مقتل الحسين (ع) ، وعددهم 12 شهيداً ؛ منهم أربعة قُتلوا في أرض المعركة هم : سُويد بن عمرو ابن أبي المطاع الَّذي سقط عَلى أرض المعركة وبه رمق ، فظنوا أنه قُتل . فلما سمعهم يقولون : قُتل الحسين (ع) ، أخرج مِن جيبه سكيناً ، وقام فقاتل بها رغم جراحاته ، فأحاطوا به وقتلوه رضوان الله عليه .
ومنهم محمّد بن أبي سعيد بن عقيل ، فإنه لما صُرع الحسين (ع) وتصارخت العيال والأطفال ، خرج مذعوراً مِن الخيمة ، فقتله لقيط أو هانئ بن ثبيت الحضرمي .
ومنهم سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف الأنصاري ، فإنهما كانا ضدّ الحسين (ع) ، فلما قُتل وتصارخت العيال ، مالا عَلى قتلة الحسين ، فجعلا يضربان فيهم بسيفيهما حتى قُتلا بعده .
ومنهم الذين جرحوا في المعركة ولم يموتوا يَوم العاشر ، بل توفوا بعد مدة ، منهم : سوّار بن منعم النهمي ، الَّذي أُسر ومات لستة أشهر متأثراً بجراحاته . ومنهم الموقّع بن ثمامة الصائدي ، الَّذي قاتل حتى نفدت سهامه ، ثم آمنه قومه وأخذوه إلى الكوفة ، فلما علم به ابن زياد كبّله بالحديد ، ونفاه إلى الزارة موضع بعُمان ، وظلّ مريضاً مِن جراحاته حتى مات بعد سنة .
3 - الذين نجوا مِن القتل :
مِن المسلّم به أن كل مَن حضر مع الحسين مِن الأنصار قد استشهد ، إلا نزراً معدوداً مِن الأشخاص الذين لم يحرزوا شرف الشهادة لأسباب معينة ، وهم:
1) - مِن أهل البيت (ع) : ثلاثة مِن أولاد الإمام الحسن هم : زيد وعمرو والحسن المثنّى ، وقد كان الأخير جريحاً فأخذه أسماء بن خارجة الفزاري قريب أمه ، فداواه وعوفي . إضافة إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) الَّذي كان مريضاً يُحتضر ، ثم عافاه الله ونجـّاه مِن القتل لعبرة لا تخفى .
2) - مِن الأصحاب ثلاثة هم :
1 - الضحاك بن عبد الله المشرقي : وقد مرّت قصته في الجزء الأول - الفقرة 797 . وكان الضحّاك ذا عيال ودَيْن ، فقاتل مع الحسين (ع) عَلى شرط ، فوافقه الحسين (ع) عليه ، فلما أصبح (ع) فريداً أذن له بالانسلال مِن المعركة إلى أهله .
2 - عُقبة بن سمعان : مولى الرباب زوجة الحسين (ع) . وكان يخدم الحسين (ع) وقد صحبه في المعركة ، فلما أُخذ أسيراً إلى عُبيد الله بن زياد وعرف أنه مولى للرباب ، خلّى سبيله .
3 - علي بن عثمان بن الخطاب المغربي : مِن موالي أمير المُؤْمِنِينَ (ع) عَلى ما رواه الشيخ الصدوق في ( الإكمال ) .
... يتبع ...