الموضوع:
قصة ترميم مرقد السيدة رُقَيـَّة (ع)
عرض مشاركة واحدة
صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط :
226
المستوى :
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
قصة ترميم مرقد السيدة رُقَيـَّة (ع)
بتاريخ : 19-Jan-2010 الساعة : 06:24 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ترميم مرقد السيدة رُقَيـَّة (ع)
في عام ( 1864 م ) تمَّ تجديد وترميم مرقد السيدة رقية بنت مولانا الحسين (ع) داخل باب الفراديس ، وذلك أن النهر المار بجانب السور قد تسلل إلى القبر الشريف وكاد يتلفه ، فكان لابدّ مِن إصلاحه .
قصة الترميم وملابساتها
:
هناك أربع روايات حول هذه الحادثة تدور كلها حول فلك واحد ، مما يدل على تواترها واشتهارها ، وسوف نقتصر على ذكر هذه الرواية المفصلة الشاملة التي وجدتها في كتاب ( منتخب التواريخ لمحمد هاشم خراساني ، ص 365 ) باللغة الفارسية ، فقمت بترجتمها ، وهي أجمع الروايات الأربع
.
قال الشيخ الخراساني :
مِن القبور المباركة في دمشق مرقد رقية بنت الحسين (ع) المدفونة في خرابة الشام . وقد ذكر لي العالم الجليل الشيخ محمّد علي الشامي ، وهو مِن جملة العلماء والدارسين في النجف الأشرف ، أن جده لأمه جناب السيد إبراهيم [ مرتضى ] الدمشقي ، والذي ينتهي نسبه إلى الشريف المرتضى علم الهدى ، وكان عمره نحو تسعين عاماً ، وله ثلاث بنات وليس له ذكور ؛ رأت بنته الكبرى في النوم السيدة رقية بنت الحسين (ع) ، وقالت لها : قولي لأبيك أن يقول للوالي أن الماء سقط بين قبري ولحدي ، وأن بدني قد تأذّى ، وأنه يلزم أن يعمّر قبري ولحدي .
نقلت البنت ذلِكَ لأبيها ، وكانت للأب علاقات طيّبة مع أهل السنّة في دمشق ، وكان يتحاشى إثارة الحساسيات معهم ، فلم يهتم برؤيا ابته .
في الليلة الثانية رأت البنت الوسطى نفس المنام ، فذكرته لأبيها فلم يكترث به أيضاً . وفي الليلة الثالثة رأت البنت الصغرى نفس المنام ، وقصته عَلى أبيها فلم يهتمّ به ، وطوى القصة !.
في الليلة الرابعة رأى الأب نفسه السيدة رقية (ع) في نومه ، قالت له بنحو العتاب : لماذا لم تخبر الوالي بالأمر الَّذي طلبته منك ؟!.
عندما استيقظ السيد إبراهيم ذهب لعند والي الشام [ العثماني ] وقصّ عليه رؤياه . فأمر الوالي جميع علماء وصلحاء الشام مِن السنّة والشيعة بأن يغتسلوا ويلبسوا الثياب الطاهرة النظيفة ، وقال لهم : إن الَّذي ينفتح عَلى يده القفل المضروب عَلى باب الحرم المقدس ، فهو الَّذي يدخل إلى الضريح وينبشه ، ويخرج جسد السيدة رقية (ع) ، ويحملها ريثما يتمّ تعمير قبرها .
بعد أن قام علماء وصلحاء الشيعة والسنة بآداب الغُسل كاملة ، ولبسوا أنظف وأطهر الثياب ، اجتمعوا وحاولوا فتح القفل فلم ينفتح عَلى يد أحد منهم ، ما عدا السيد إبراهيم .
وعندما صار الجميع داخل الحرم وحاولوا الحفر حول الضريح ، لم يؤثّر معول أي واحد منهم أبداً ، ما عدا معول السيد إبراهيم . ثم أفرغوا الحرم مِن الناس ، وعندما فتح السيد إبراهيم اللحد ، رأى جسد السيدة رقية (ع) ضمن كفنها صحيحاً وسالماً ، لكن الماء الكثير كان قد تجمع داخل لحدها . ثم أخرج السيد الجسد اللطيف مِن اللحد ، وجلس واضعاً إياها عَلى ركبتيه . وظل محتفظاً بها عَلى ركبتيه ثلاثة أيام وهو يبكي دائماً ، حتى تمّ تعمير القبر الشريف . وفي أوقات الصلاة كان يضعها عَلى شيء طاهر ريثما يقضي فرض الصلاة ، ثم يعيدها إلى حضنه . وعند انتهاء العمار أرجع السيد جسد الطفلة إلى لحدها ودفنها .
ومن كرامات السيدة رقية (ع) أن السيد إبراهيم ظل أثناء الأيام الثلاثة لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ، وأنه ظل طاهراً لا يحتاج إلى تجديد وضوء للصلاة ، وهو لم ينم لحظة .
بعد دفن رقية (ع) دعا السيد إبراهيم ربه أن يرزقه غلاماً ذكراً ، فاستجاب اللّـهُ دعاءه ، ورغم كبر سنّه أنجب له صبياً سمّاه سيد مصطفى .
(أقول) : وحين خرج السيد إبراهيم مِن المرقد الشريف كان شعر رأسه قد ابيضّ مِن هول الحادثة . ولما توجه إلى داره جاءه أهل الشام وبدؤوا يمزقون قميصه ، ويأخذون منه قطعاً للبركة ، ولم يكمل تلك السنة حتى توفي .
وبعد ذلِكَ أرسل الوالي بتفصيل هذه الحادثة المباركة إلى السلطان عبد الحميد ، فأمر الوالي بتولية السيد إبراهيم عَلى مرقد السيدة رقية وزينب وأم كلثوم وسكينة (ع) .
وكان ذلِكَ في حدود سنة 1280 هـ [ 1864 م ] أي منذ 135 سنة .
(أقول) : إذا وقعت تلك الحادثة في زمن السلطان عبد الحميد [ الَّذي كانت ولايته بين 1879 - 1909 م ] ، فيجب أن تكون بعد عام 1295 هـ وليس عام 1280 كما ذكرت الرواية .
المصدر : كتاب ( موسوعة كربلاء ) ج2 ص 818 وما قبلها للدكتور لبيب بيضون
صفوان بيضون
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى صفوان بيضون
البحث عن المشاركات التي كتبها صفوان بيضون
البحث عن جميع مواضيع صفوان بيضون