[ياعلي مدد]

إهانه



لا تـشــعـر الـدجــاجـة بـالإهـانـــة حــال ذبـحـهــا , و لا حــتـى أثـنــاء نــتـفـهـا
و لا عــنــد فـرزهــا إلــى دبــابـيـس و صــدور و شــيـش طــاووق و جــوانــح
لأنـهـــا تــعـلـم أنـهــا لـيـســـت مــن الـطـيـور الــجــوارح ,
كـمــا أنـهــــا لـيـســـت بـعـصـفـور طـيـــّــار . . . تـتغــنى العــين و الأذن
في طـيرانـــــــه و زقزقــتـــــــــــــــه ,
لا يــهــيـنـــهـــــــا كــــــل ذلــــك




فـهــــي تــعـــرف الـقــانــون الـعـام بـيــن الـدواجـــن و الإنـســـان
و لــم تــخــالـفــه و لا مــرة
حــتــى أنـهــا كـســرت عـلـى أنـفـهــا بـصـلــة عــنـدمــا جـعـلـوا لـهــا
أكـثــر مــن ضــــرّة حـيــث نـصــبـوا عـلـى
كــل عـشــريـن تــلاتـيــــــن دجــاجــة ديــكــــا ً واحــدا ً يـمــشــي بينهن
و كــأنــه طــاووس رغــم أنــه مـجــرد ديــك نــهــايـتـه كـنــهــايـتـهــا . .
عــلـى الـمـوائـــد وســط الـبـقـدونــس و الـصـلـصــات و الـمـايـونـيـز و الـكـاتـشـاب .



كــمـا أنـهـا لا تـشــعــر بـالإهــانــة عــنـدمــا يــأتــي ســارقــو الـبـيــض و يـســرقـون
مــن تـحـتهــــا صــيـصـــان الـمـســتـقـبــل ,
تـشــعــر بـبـعـض الإنــزعــاج و الـحـزن عـلـى أولادهــا الـذيـن اخـتـفــوا
عـلـى شــكـل بـيـضـة مـقـلـيــة
و تـبـقــى تــنـــق لــيــلا ً نـهـــارا ً , مــع أنــو الـجــاج بـيـنــامـوا عـلـى بـكـيــر . .



عـرفــتـوا هــلأ لـيــش بـيـنــام الـجــاج عـلـى بـكـيـر ؟ . .
مــن حـرقـة الـقـلـب و الـقـهـر
و مـشــان تـصـيــر هــالـجـاجـة الـمـســكـيـنـة تـحـلـم أحــلام ســعـيــدة . . .
فـهــي تـحـلـم لـشــدة قـهـرهــا أنـهــا صــارت نـسـرا ً طـائـرا ً فــي الأعـالـــي
تـبـحـث عـن فـريســتـهــا لــتـهـبـط إليـهــا و تـلـتــقـطهــا . . .


كـــم هـي حــزيـنــة الـدجــاجــة . . و لـكـنـهــا تـتـحـمـل كــل هـذا الـقـهــر
و لــكــن كــل مــا ذكــرنـــاه لا يــهــيــنـهــــا . . .
و لـــكــــــــــــن . . . . . . ! !
مـــا ُيــهـيـنـهـــا هـــو أن ذلــك الـطـبــاخ الـذي يـطـبـخـهـــا يـضـيــف لـهـــا
مـكـعـــب مــرقــة دجـــاج . . . ! ! !
قــال شــــــو . . . مـشــــان نــكـهــة الــدجـــاج ! !
شـــــــو مــالـــــي دجــــاج أنـــــا . . ! ! شــو قــالــولــك عـنــي فـيـــل . . ! ! ؟

فــعـــلا ً . . . مــو شـــــــــــــــــي بــيـقـهـــــــر و بـيـســــلــي الـبــدن . !. ! .