عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Feb-2010 الساعة : 11:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الخطبة الحادي عشر
خطبة‌ الإمام‌ ليلة‌ عاشوراء في‌ أصحابه‌
* جمع‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ أصحابه‌ عند قرب‌ المساء ليوم‌ تاسوعاء؛ قال‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌ زين ‌العابدين‌ عليهما السلام‌: فدنوتُ منه‌ لاسمع‌ ما يقول‌ لهم‌، وكنتُ إذ ذاك‌ مريضاً، فسمعتُ أبي‌ يقول‌ لاصحابه‌: أُثْنِي‌ عَلَي‌ اللَهِ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ؛ وَأَحْمَدُهُ عَلَي‌السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ.

اللَهُمَّ إنِّي‌ أَحْمَدُكَ عَلَي‌ أَنْ أَكْرَمْتَنَا بِالنُّبُوَّةِ، وَعَلَّمْتَنَا الْقُرْآنَ، وَفَقَّهْتَنَا فِي‌ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإنِّي‌ لاَ أَعْلَمُ أَصْحَاباً أَوفَي‌ وَلاَ خَيْراً مِنْ أَصْحَابِي‌، وَلاَ أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَ لاَ أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِبَيْتِي‌؛ فَجَزَاكُمُ اللَهُ عَنِّي‌ خَيْرَ الْجَزَاءِ.

أَلاَ وَ إنِّي‌ قَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فَانْطَلِقُوا جَمِيعاً فِي‌ حِلٍّ؛ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنِّي‌ ذِمَامٌ. هَذَا اللَيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً.

فنهض‌ إخوته‌ وأبناؤه‌ وأبناء إخوته‌ وأبناء عبدالله‌ بن‌ جعفر، ومسلم‌ بن‌ عوسجة‌، وزهير بن‌ القين‌ وجماعة‌ آخرون‌ من‌ الاصحاب‌ فتكلّم‌ كلٌّ منهم‌ معتذراً كلاماً معناه‌: لا بقينا بعدك‌! لا أبقانا الله‌ بعدك‌! لن‌ يكون‌ ذلك‌ منّا أبداً! لوددنا لو كان‌ لدينا عدّة‌ أرواح‌ لنفديك‌ بها جميعاً!


الثاني عشر


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء
* ويُروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌: لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ.

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ.

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ.



الثالث عشر
خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء

* ثمّ دعا الحسينُ عليه‌ السلام‌ براحلته‌ فركبها ونادي‌ بأعلي‌ صوته‌ بحيث‌ يسمعه‌ الجميع‌ فقال‌:

أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ! فَإنْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ! وَإنْ لَمْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ"بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ"لِحِينَ.

ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌.

ثمّ قال‌: أمّا بعد، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟!

ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟!

أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟!

أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌: هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟

فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌. سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌. أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌: هو يعبد اللهَ علي‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌.

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر: واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌. ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌: فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌. وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌: يا شبث‌ بن‌ ربعيّ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌! ويا يزيد بن‌ الحارث‌! ألم‌ تكتبوا إليّ: أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ: ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ.

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ

رد مع اقتباس