|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زائر الأربعين
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 09-Feb-2010 الساعة : 10:05 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
جاء في الرسالة:
{ثم اعلم بأنَّ ثمة مَن يَدَّعِي أنَّ الإمامَ عليًّا عليه السلام كان على وِفَاقٍ تامٍّ مع مَن سَبَقه مِن الخلفاء..وهذا بـاطل،فقد صَرَّحَ عمرُ بنُ الخطاب بخلاف ذلك.. وأنا مضطر هنا لأنقل ما أورده البخاري في صحيحه مِن خطبةٍ خَطَبَها عمرُ،وأوْضَحَ فيها المكنونَ في ذلك وغيرَه:
4-في ج8 في(كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة في باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت):حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف،فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها، إذ رجع إلي عبدالرحمن فقال: لو رأيت رجلاً أتى … (إلى أن قال عن عمر أنه قال في خطبته): … ثم إنه بلغني أنَّ قائلاً منكم يقول:
والله لو مات عمر بايعتُ فلاناً،فلا يَغتَرَّنَّ امرؤٌ أن يقول:إنما كانت بَيْعَةُ أبي بكر فَلْتَةً وتَمَّت،ألا وإنها كانت كذلك ولكنَّ الله وَقَى شَرَّهَا{يقول المُحَشِّي على هذه الطبعة: قوله:
[فلتة]: أي فَجْأَة،أي مِن غير تَدَبُّرٍ}.(إلى أن قال عمر):
مَن بايَعَ رجلاً عن غير مَشُورَةٍ مِن المسلمين فلا يُبَايع هو ولا الذي بايعه تَغِرَّةَ أَنْ يُقْتَلا.
وإنه قد كان من خبرنا حين تَـوفى اللهُ نبيَّـه صلى الله عليه(وآله) وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة،وخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ والزبير ومَن معهما(إلى أن قال عمرُ): فقال قائلٌ مِن الأنصار:أنا جُذَيْلُها المْـُحَكّك وعُذَيْقُها المرجب..منا أميرٌ ومنكم أميرٌ يا معشر قريش،فَكثُر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقتُ(خشيت)من الاختلاف فقلتُ:
اِبْسِط يَدَكَ يا أبابكر..فبَسَطَ يدَه فبايعتُه وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار.
(ثم قال عمرُ):ونَزَوْنَا على سعد بن عبادة،فقال قائل منهم:لقد قتلتم سعد بن عبادة، فقلتُ: قتل الله سعد بن عبادة0(إلى أن قال عمر):
وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر،خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا،فإما بايعناهم على مالا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد ممن بايَـع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يُقتلا.(أي مشورة هذه!!)ومما يدل على عدم كون الإمام علي عليه الصلاة والسلام معهم في بيعتهم -وأنه غير راضٍ عن طريقتهم أصلاً- ما رواه البخاري في صحيحه أيضاً:
5-ج4من(كتاب بدء الخلق.باب مناقب علي بن أبي طالب): حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال: [اقْضُوا كَمَا كنتم تَقْضُـونَ،فإِنِّي أَكْرَهُ الاخْتِلافَ حتى يَكُونَ لِلناسِ جَمَاعَةٌ أو أَمُوتَ كمَا مَاتَ أَصْحَابِي].
أقول: أيها الأستاذ .. هل لك أن تخبرني بزمانِ هذه المقُولَةِ لِلإمَام علي عليه السلام؟ فهل قالها في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
طبعاً لا،لأَنَّ أَمْرَ القضَاء آنذاك بِيَدِه صلى الله عليه وآله وسلم.أم قالها زَمَنَ الخلفاء الذين سَبَقُوه؟
أيضاً لا، لأنَّ الأَمْرَ كان بيدهم وتحت سيطرتهم ..
فلا معنى لأَنْ يَقُول لِلقُضَاةِ ما قال إلا في زَمَن تَصَدِّيهِ للخلافة ظاهراً..إذ أنَّ الأمْرَ والنَّهْيَ كان له حينئذ..والآن أسألك:
لماذا يَأْمُر الإمامُ عليٌّ عليه السلام قُضَـاته بِأَنْ يَقْضُوا بِنَفْسِ الأحكامِ التي كانُوا يَقْضُون بِهَا في زمن الخلفـاء الذين سَبَقُوهُ ظاهِراً ؟ هل كان له رَأْيٌ آخَر في أَحْكامِهم-وَلَوْ في الجُمْلَة-؟!
إنَّ هذا لَمِنَ البيِّنِ الواضِح وُضُوحَ الشمْسِ في رَابِعَةِ النهار،لأنه عَلَّلَ ذلك بكراهته لاخْتِلافِ الناس،وحُصُولِ الهرجِ والمرجِ بينهم،ووقوف مَن سَيَقِف في وُجُوهِ القُضَاةِ بحيث تَـزْدَاد الفتنة.
ثم جعل غايةً للقضاء بنفس قضاء ِالسَّابِقِينَ، وهي اجتماعُ جمَاعةٍ على قَلْبٍ واحِدٍ في خَطٍّ فِكْـرِيٍّ يَرَاهُ الإمَـامُ عليه السلام -بنفسه- هو الخَطَّ الصحيح، ثم..ثم ماذا يَصْنَعُ؟!
أَتْرُك الجوابَ لَك ..
أو يَمُوت كمَا مَاتَ أصحابُه .. يا تُرى .. مَنْ هؤلاء الأصْحَاب الذين عَنَاهُم أميرُ المؤمنين عليٌّ عليه السلام؟
هل هُمْ أصحاب القضاءِ السابق (الخلفاء الذين سبقوه)؟
كلا،لأنه أَثْبَتَ الخِلافَ معهم - تَوًّا - فكيف يَجْعَل اجْتِمَاعَهم أو مَوْتَه غَايَةً ونِهَايَةً لِقضائهم؟!
وإنما يَقْصدُ بِأصحابه مَن لم يُبَايع الخليفةَ أبابكر مِمَّن ذَكَرَ عمرُ في خطبته السابقة، أو بَعْضَهم.
كتاب الإمام علي عليه السلام
ومما يَتَعَلَّق بِالإمَام عليٍّ عليه السلام الجَامِعَةُ التي كانت بِخَطِّ يَدِهِ وبِإِمْلاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم،وكذا صحيفتُه،فقد وَرَدَ في رواياتنا بأنها تَشْتَمِل على جميعِ الأحكام الشَّرْعِيَّةِ،حتَّى أََرْش الخَدْش..وقد أورد البخاري روايتين أو أكثر بهذا الصدد..
6-في الجزء الثامن في(كتاب الديات.باب العاقلة ص45):حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا مطرف قال:سمعت الشعبي قال: سمعت أبا جحيفة قال: سألتُ عليًّا رضي الله عنه:
هل عندكم شيءٌ ما ليس في القرآن؟ وقال مَرَّةً: ما ليس عند الناس؟ فقال(يعني الإمَام):
[والذي فَلَقَ الحبَّةَ وبَرَأَ النَّسمَةَ مَا عِنْدنا إلا مَا في القُرْآنِ،إلا فَهْمًا يُعطَى رَجُلٌ في كِتَابٍ،ومَا في الصَّحِيفَةِ].قلتُ: ومَا في الصحيفة؟ قال:[العقْل وفكاك الأسير وأن لا يُقتل مسلم بكافر].
ونقل البخاري نصَّ هذا الحديث الشريف بدون أي مخالفة في نفس الجزء الثامن من نفس كتاب الديات.باب لا يُقتل المسلم بالكافر ص47 .
أستاذي..دعنا نتأمل قليلاً في هذه الرواية ملاحظين التالي وما يمكن أن نستفيده من كل ما فيها:
الراوي يَسْأَلُ الإِمَامَ عَلِيًّا عليه السلام بِلَفْظِ الجَمْع..فكانَ يَقْصدُ أَهْلَ البيت عليهم السلام وكان أميرُ المؤمنين هو المـُبَرَّز فيهم آنذاك ..
وبقرينة قول الشعبي عنه(يعني: عن أبي جحيفة): {وقال مرة: ما ليس عند الناس}نفهم أنَّ الراوي أبا جحيفة قد سَأَلَ الإمامَ عليًّا أكْثَرَ مِن مَرَّةٍ عن وُجُودِ شيْءٍ عندهم يَتَعَلَّق بالدِّين الإسلامي غيْرَ القرآن الكريم مِمَّا هو ليس في أيدي الناس..
ونُلاحِظ أنَّ الإمَامَ في كلِّ مَرَّةٍ يُقْسِمُ على عَدَمِ وُجُود مَا يَزِيدُ على هذا القرآن الكريم عندهم، مُسْتَثْنِيًا أمْرَيْنِ:
أولاً: فهْمٌ يُعْطَى رَجُلٌ في كِتَابٍ:
والجَوَابُ يُناسِب السؤالَ..وبِمَا أنَّ السُّؤَالَ عن وُجُودِ شيءٍ دِينِـيٍّ غيرِ القرآن فالجوابُ سيَكُون في نفْسِ دَائِرَةِ الدِّين..فالفهْمُ الذي أُوتُوهُ عليهم السلام يَكُونُ في الدِّين بِلا محَالَة.
ولو تَسَاءَلْنا عن مَصْدَرِ هذا الفَهْمِ الدِّينِي فَلَنْ يَعْدُوَ الجوَابُ عن أَنْ يَكُون أَمْرًا رَبَّانِيًّا مِن الرسول الأعظم مِن الله.
ثانياً:مَا في الصحيفة:
وكلُّ ما فيها يَتعَلَّق بالدِّينِ لا محَالة،مِن أَجْلِ مُنَاسَبَةِ الجوَابِ لِلسُّؤَالِ كَمَا أَشَرْنَا.
وهذه الرِّوَايَةُ تُؤَكِّدُ مَا وَرَدَ مِن طريقِ أتْبَاعِنا بِأَنَّ عِنْدَ أَهْلِ البيت عليهم السلام –مِن ضِمْنِ مَا عِنْدَهُم– كِتَابَيْنِ:صَحِيفَةُ عَلِيٍّ و الجْـَامِعَة.
7-وهناك رواية أخرى في هذا المجَال..أَخْرَجَها البخاري في نفس الجزء الثامن في(كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع):حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم التيمي حدثني أبي قال:خَطَبَنا عَلِيٌّ رضي الله عنه على مِنْبَرٍ مِن آجُر،وعليه سَيْفٌ فِيهِ صَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فقال:[والله ما عندنا مِن كِتَـابٍ يُـقرَأ إلا كِتاب الله،ومَا في هذه الصحيفة،فنَشَرَها...]}.
الحاشية:
تَأَمَّلُوا الاستثناءَ في رواية البخاري الماضية(إلا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ في كتابٍ،ومَا في الصحيفة)..الإمامُ عليٌّ عليه السلام–في هذه الرواية-يُجِيب السائلَ هكذا: ليس عندنا إلا القرآن الكريم الذي عند الناس،ولكن عندنا شَيْئَيْنِ غيْر موجودَيْن عند الناس،ألا وهما:
فَهْمٌ فِكْرِيٌّ لِلْقرآنِ الكريم مِن عند رب العالمين،ومَا في الصحيفة،إذن البخاريُّ يُثْبِت في صَحِيحه بِأَنَّ أهل البيت عندهم مَا ليس عند الناس-غير القرآن الكريم-:عِلْمٌ لَدُنِيٌّ وفَهْمٌ رَبَّانِيٌ لِلكتاب المجيد الذي هو تِبْيَانٌ لِكلِّ شيء،ومَا في تلك الصحيفة مِن أحكام الإسلام أيضًا، ونحن لا نريد أكثر مِن هذا،لأن مَن يَمْتَلِك هذا العِلْم مع صفات الكَمَال الأخرى يكون هو المُقَدَّم على غيره و لله الحمد رب العالمين.
*البخاري(ج2)كتاب الحج.باب حرم المدينة:عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال:[مَا عندنا شيءٌ إلا كتاب الله وهذه الصحيفة].
*البخاري(ج8)كتاب الفرائض(في أوله).بابُ إثم من تبرأ من مواليه:حدثنا قتيبة … قال: قال عليٌّ رضي الله عنه: (ما عندنا كتاب نقرؤه -إلا كتاب الله- غير هذه الصحيفة)… .
*البخاري(ج1)كتاب العلم.باب كتابة العلم.روى عن أبي جحيفة قال:قلتُ لِعَلِيٍّ:هل عندكم كتاب؟ قال: [لا،إلا كتاب الله أو فَهْمٌ أُعْطِيه رَجُلٌ مُسْلِـمٌ أو مَـا في هذه الصحيفة].قلتُ: وما في هذه الصحيفة؟ قال: [العَقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر].
*صحيح ابن ماجة(ج2)كتاب الديات.باب لا يقتل مسلم بكافر (ح2658): عن أبي جحيفة قال:قلتُ لِعليِّ بن أبي طالب:هل عندكم شيءٌ مِن العلم ليس عند الناس؟ قال: [لا،والله ما عندنا إلا ما عند الناس،إلا أنْ يَرْزُقَ اللهُ رَجُلاً فَهْمًا في القرآن، أو ما في هذه الصحيفة،فيها الدِّيَاتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم،وأنْ لا يُقتَل مسْلِمٌ بكافر].
*المستدرك(ج2)كتاب الحج.باب حرم المدينة:عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عليٍّ رضي الله عنه قال: [ما عندنا شَيْءٌ إلا كتاب الله وهذه الصحيفة].
أقول:كلُّ الأحكام التي نأْخذها مِن كِبَارِ علمائنا إنما هي اسْتِقَاءٌ مِن كَوْثَرِ أهلِ البيت صلوات الله عليهم عن النبي(صلى الله عليه وآله)عن الله تبارك وتعالى بِالتَّفْصِيل الموجود في كُتُبِ علمائنا.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجِّل فرَجَهم
|
|
|
|
|