منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع(4)
قديم بتاريخ : 15-Feb-2010 الساعة : 06:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السبب الثاني




مودة أهل البيت عند المسلم

من الأسباب التي تدفع المسلم إلى الإستبصار مودة أهل البيت ، و أنه كعامة المسلمين يصلي على النبي وأهل بيته في تشهد صلاته كل يوم فرضاً: (اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد ).
وهذا الولاء والتعظيم خاص بآل رسول الله دون غيرهم من الصحابة ، فالصلاة باطلة بدون ذكرهم والصلاة عليهم ، في حين تبطل الصلاة إذا ذكر فيها غيرهم من الصحابة أو عامة الناس .
والمسلم يحمل في قلبه شيئاً من مودة أهل البيت ، وعاطفة تجاههم، لكنهم لا يترجمون هذه المودة باتباعهم والأخذ منهم ، والإتباع هو المظهر الحقيقي للمودة، والترجمة الشرعية للمحبة. قال تعالى قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[1]. و هي مودة واجبة بنص القرآن ، في قوله تعالى (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)[2] .
وقد كان صحابة رسول الله يعرفون المنافقين ببغضهم لعلي ، لحديث رسول الله : ( لا يبغضك إلا منافق ، ولا يحبك إلا مؤمن)[3].
وقد انتشرت في المسلمين مدائحهم الكثيرة منذ القديم ، ومن ذلك شعر الشافعي إمام المذهب الشافعي ، فرويت له الأبيات التالية:
يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفها والناهض
سَحرا إذا فاضالحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي[4]
و كذلك :
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له[5]

أما الإمام أحمد بن حنبل فمسنده مشحون بفضائل علي ، ويقال أنه ألف كتاباً في فضائل أهل البيت . ونقلوا أنه تتلمذ على الإمام موسى الكاظم [6].

ومن الذين شذوا وانحرفوا عن محبة أهل البيت عبد الله بن الزبير ، الذي انهزم في معركة الجمل وتخبأ في بيت في البصرة ، فتركه أمير المؤمنين×مع علمه بمكانه ، ولم يتعلم ابن الزبير من هذا الصفح والعفو.
فلما ادعى الخلافة وسيطر على الحجاز ترك الصلاة على النبي وآله ، وبقي أربعين جمعة لا يصلي على النبي في خطبته حتى التاث عليه الناس فقال : إن له أهل بيت سوء ، إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم واشرأبوا لذكره ، وفرحوا بذلك ، فلا أحب أن أقر عينهم بذكره[7].
فهذا منحرف عن الإسلام وناصبي ينصب العداء لآل النبي .
ومثله الحجاج بن يوسف الثقفي جزار العراق الذي قتل الآلاف على حب أهل البيت وفيهم الصحابي والتابعي والفقيه والزاهد والمحدث.
ولهذا يمجد السلفية ابن الزبير لحقده على آل البيت ! و لهذا تمجد هذه الشخصيات عند الدولة العربية المعاصرة امتداد الدولة الأموية الحاقدة على آل البيت و تعمل لهم مسلسلات و دراما تمجد تاريخهم الأسود، ليربو على هذا التاريخ المزيف الصغير و يأنسه الكبير و يهرم عليه !
ومن أمثلة النواصب المنحرفين والدا الشاعر الكبير إسماعيل محمد بن يزيد بن وداع الحِمْيري الملقب بالسيد الحميري، ونذكر قصته لشبهها بما يعانيه بعض المستبصرين من ظلم ذوي القربى لمجرد اختيارهم مذهب أهل البيت ، وإن كان الموضوع بحاجة إلى كتاب مستقل حول قمع الحريات الدينية والتشيع في الدول العربية ، وقد عانى منه عدد من الشباب المؤمنين المستبصرين، ولديَّ نموذجان بقصتين بالتفصيل لشاب من دولة الإمارات العربية ، وشابة من أمارة البحرين عانيا تعذيب من أسرتيهما للعدول عن التشيع ، فلم يرضخا لضغوط أقاربهما فالعقائد موقعها القلب، والقمع والتعذيب يقع على الجسم ولا يستطيع أن يطفئ نور القلب، بل لا يزيد القلب والعقل إلا اقتناعاً ونبضاً بالحق . قال تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ)[8] .
وقد ولد الحميري في عُمان ونشأ في البصرة في حضانة والديه الإباضيّين، ونقل عنه أن أبويه لما علما بمذهبه هما بقتله ، فأتى عقبة بن سلم الهنائي ، فأخبره بذلك فأجاره وبوأه منزلاً وهبه له فكان فيه حتى ماتا فورثهما[9] .
يقول السيد الحميري: طالما سُب أمير المؤمنين في هذه الغرفة، وطال واللّه ما شُتم أمير المؤمنين عليّ في هذا الجناح! وسئل من كان يفعل ذلك ؟ فقال : أبواي[10].
ونقل عن العباسة بنت السيد الحميري قالت : قال لي أبي : كنت وأنا صبي أسمع أبوي يثلبان أمير المؤمنين فأخرج عنهما و أبقى جائعاً ، و أوثر ذلك على الرجوع إليهما فأبيت في المساجد جائعاً لحبي فراقهما ، وبغضي إياهما ! حتى إذا أجهدني الجوع رجعت فأكلت ثم خرجت ، فلما كبرت قليلاً وعقلت وبدأت أقول الشعر.قلت لأبويّ: إنّ لي عليكما حقاً يصغر عند حقكما عليَّ فجنِّباني إذا حضرتكما ذكر أمير المؤمنين بسوء ، فإنّ ذلك يزعجني وأكره عقوقكما بمقالتكما ، فتماديا في غيّهما ، فانتقلت عنهما وكتبت إليهما شعراً ، وهو:
أتسبّ صنو محمّد ووصيه ترجو بذلك الفوز بالإنجاح
هيهات قد بعدت عليك و قرّبا منك العذاب وقابض الأرواح
أوصى النبي له بخير وصية يوم الغدير بأبين الأفصاح
فتواعداني بالقتل ، فأتيت الأمير عقبة بن مسلم فأخبرته خبري فقال لي: لا تقربهما ! وأعدّ لي منزلاً أمر لي فيه بما أحتاج إليه وأجرى عليَّ جراية تفضل عن مؤنتي[11].
وكان إذا سئل عن التشيّع من أين وقع له قال: غاصت عليَّ الرحمة غوصاً.


[1] - سورة آل عمران ، آية31

[2] - سورة الشورى، آية 23 .

[3] - مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:1/95، كنز العمال - المتقي الهندي:11/622، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:4 – ص 83 ، شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني:1/427 (لا يبغضك إلا منافق).

[4] - معجم الأدباء ج6 ص473

[5] - ديوان الإمام الشافعي ، صلاح الدين الهواري، ص 84

[6]- كتاب المتحولون- ترجمة الشيخ محمد الطوري، كتاب لماذا اعتنقت التشيع- الشيخ محمد الطوري.

[7] - مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني-ص315، شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد المعتزلي: 19/91 و فيه ( قال إن له أهيل سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم).

[8] - سورة الصف، آية8

[9]- كتاب الأغاني ، الأصفهاني، ج7 ص230 - كتاب اللآلئ العبقرية في شرح العينيّة الحميرية، الفاضل الهندي، ص16.

[10]- الأغاني ج7ص235 - كتاب اللآلئ العبقرية في شرح العينيّة الحميرية، ص16.

[11]- كتاب اللآلئ العبقرية في شرح العينيّة الحميرية، ص17، راجع أخبار شعراء الشيعة : 154 ـ 155 ، ط عام 1413 هـ.
... يتبع ...


رد مع اقتباس