|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
mowalia_5
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
بتاريخ : 16-Feb-2010 الساعة : 01:02 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
نتابع حديثنا ...
كانت لنا لقاءات مع بعض الزوّار العراقيين في الطريق , فكانت كل مجموعة منهم قد تركوا كل مالديهم في بيوتهم وتركوا الديار خالية فأصبحت مناطقهم وقراهم خالية من البشر , حتى أنهم تركوا وظائفهم التي يرتزقون منها وحملوا زوجاتهم وأطفالهم وساروا في درب الأحرار ..
كانوا جميعا يهتفون بصوت واحد لبيك ياحسين ولبيك ياابو الفضل ...
كانت هناك ابيات يرددونها جميعا تقول ..
هاي زينب والعليل وياها ..... قوم يالعباس واتلقاها
وكانوا طوال فترة المسير يلطمون ويضربون متونهم ورؤوسهم وصدورهم مواساة بما جرى بمولاتنا زينب والأطفال ونحن نشاركهم هذه الشعائر الحسينية .
كانت إحدى الزائرات تحمل طفل لها على كتفيها يبلغ من العمر 8سنوات وقد سارت به 13 يوم قادمة من البصرة وكانت تطلب شفاء ولدها وتبكي بحرقة وتطلب شفاؤه وهي تصيح اولادنا مو احسن من اولادكم يازينب فدوة لكم احنا وأولادنا ..
وأخرى كانت تدفع أمها بكرسي متحرك وقد بدى عليها الإعياء والمرض وقد كانت طريحة الفراش ولكنها أبت إلا أن تسير للحسين لتواسيه وتتأسى بالسبايا من خلال المشي ..
وأخرى كانت تحمل رضيعها وأولادها الصغار وقد فقدوا والدهم في أحدى التفجيرات الجبانة ولم يمنعها ذلك من المسير
ولو عددت لكم النماذج فلن تنتهي القصص , والمحطات التي توقفنا عندها كثيرة وعديدة ولكن هذا مااستطيع أن اختصره لكم .
كانت المواكب الحسينية تتنافس في تقديم الخدمات وعندما عرفوا أننا من الكويت كانوا يرحبون بنا ويستقبلونا احسن استقبال وكانوا يعتذرون عما فعله هدام العراق بالكويت والكويتيين وكنا نرد عليهم بأن الشعب العراقي بريئ من جرائم البعثيين وعبثهم , وأنهم أيضا عانوا ماعانوا وقدموا الكثير من الشهداء حتى استطاعوا أن يتحرروا من سجن الطاغية .
أغلبنا كنا نسير حفاة من غير أحذية لكي نعيش الأجواء والمعاناة التي مرت على أهل البيت والسبايا , ساعد الله قلب العقيلة كيف استطاعت ان تتحمل الآلام الجسدية من مشقة الطريق والآلام النفسية من المصائب التي مرّت عليها وعاشتها بتفاصيلها بل أن معاناتهم لاتقاس و ليس لها مثيل .
عندما وصلنا مشارف كربلاء كان التعب قد أخذ نصيبه من أجسادنا المرهقة , فطلب منا أحد الأشخاص وكان لديه عربة من الخشب أن يأخذنا بها الى الحرم ولكننا ابينا إلا أن نكمل المسير مشيا على الأقدام , وعندما وصلنا إلى الحرم هناك وقفنا أمام الباب الرئيسي ووقف الرادود في المقدمة , وقد كان سيّد جده رسول الله صلوات الله عليه وقد استطاع أن يوصلنا إلى ذروة البكاء والألم , حيث تجسدت لنا واقعة الطف وتجسد لنا صورة الغريب المظلوم الشهيد الوحيد , ومنظر العقيلة ووصولها لكربلاء كل هذه المشاهد استطاع هذا الرادود بأناشيده وقصائده وصدق مشاعره وإخلاصه أن يصورها لنا ويجسدها وكأنها في هذه اللحظة وقعت .
زرنا مولانا ابو الفضل العباس فهو الباب ثم توجهنا للإمام الحسين وجرى ماجرى من بكاء ونحيب ولطم وصراخ رجالا ونساءا حيث التحق بركبنا الكثير من الزوّار , ثم عدنا أدراجنا إلى الفندق لكي نأخذ قسطا من الراحة والنوم وكانت صورنا كما جسدها الإمام الصادق شعث غبر وقد تغيرت ألواننا من البرد والشمس , وكانت هذه الأيام هي أهم محطة في رحلتنا تليها زيارة يوم الأربعين ...
إذا وجدت أن هناك إقبال وتشجيع للموضوع سأكمل وإلا سأكتفي بهذا المقدار أيها الأحبة ....
أبد والله يازهراء ماننسى حسينا
|
|
|
|
|