منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - بلاد الشام وحركة السفياني في عصر الظهور
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Feb-2010 الساعة : 11:36 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .



محاولته إعطاء حركته الطابع الديني

وهو أمر طبيعي بملاحظة المد الإسلامي الذي يتعاظم قرب ظهور المهدي . وبملاحظة أن حركته خطة رومية يهودية لمواجهة المد الإسلامي .
والمتتبع لأخبار السفياني يجد الأدلة والإشارات على محاولته هذه .
منها ، ما في مخطوطة ابن حماد ص75 أن السفياني: ( شديد الصفرة به أثر العبادة) ، مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين ، ولكن ذلك يكون أول أمره فقط كما يذكر حديث آخر .
وقد يستشكل في وجه الجمع بين ذلك وبين كونه متنصراً يعلق صليباً في عنقه عندما يأتي من بلاد الروم ، ولكن ما نراه من حالة السياسيين العملاء للغرب يرفع الإشكال حيث يعيش بعضهم مع النصارى حتى لايكاد يتميز عنهم، وقديتقرب إليهم بلبس الصليب الذهبي في عنقه أو في ساعته وحضور مراسمهم في الكنائس . حتى إذا زعَّموه على المسلمين تظاهر بالصلاة والتدين ، لكي يخدع المسلمين بأنه منهم !
بل يدك الحديث المتقدم عن مخطوطة ابن حماد ص76: ( يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، ويستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله) ، على أنه يحرص على إعطاء الطابع الإسلامي لحركته والشرعية لحكمه ، ويجبر العلماء على ذلك . ولعل تعبير يفنيهم مصحف عن: ( يفتنهم ) .

مراحل حركته

تدل الظروف المذكورة في الأحاديث على أن حركة السفياني عنيفة وسريعة ، فالوضع العالمي الذي تصل فيه درجة الصراع بين الدول إلى حد الحرب ، ووضع بلاد الشام الذي تمخضه فتنة فلسطين مخض (الماء في القربة) ويعاني من الضعف والإنقسام والتوتر .
لذلك يبادرون إلى اختيار زعيم قوي يستطيع أن يخضع المنطقة المحيطة بإسرائيل لسيطرته إخضاعا كاملاً ، ويقوم بدوره في تقوية خط الدفاع عن إسرائيل والغرب ، ويطلقون يده في غزو العراق واحتلاله من أجل إيقاف الخطر عليهم .
كما يطلقون يده في إسناد حكومة الحجاز الضعيفة والقضاء على الحركة الأصولية الجديدة حركة الإمام المهدي في مكة المكرمة .
هذه الإعتبارات التي تذكرها الأحاديث صراحة أو تشير إليها ، تساعد على فهم السرعة والعنف اللذين تتحدث عنهما روايات السفياني .
فعن الإمام الصادق قال: ( السفياني من المحتوم ، وخروجه من أوله إلى آخره خمسة عشر شهراً. ستة أشهر يقاتل فيها . فإذا ملك الكور الخمس ، ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً ). (البحار:52/ 248 ).
والكور الخمس هي دمشق والأردن وحمص وحلب وقنسرين ، التي كانت مراكز لحكم منطقة سوريا . وقد نصت الأحاديث على دخول الأردن فيها .
أما لبنان فقد كان جزءً من بلاد الشام وتابعاً لكورها الخمس ، فلا يبعد شمول حكم السفياني له .
ولكن بعض الروايات تستثني من حكم السفياني طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ، كما سيأتي ، قد يكون أهل لبنان منهم .
وتحدد الأحاديث وقت حركته بأنه يكون في شهر رجب ، فعن الإمام الصادق قال: (ومن المحتوم خروج السفياني في رجب). (البحار:52/ 249).
وهذا يعني أن خروجه يكون قبل ظهور المهدي بنحو ستة أشهر ، لأنه يظهر في مكة في ليلة العاشر أو يوم العاشر من محرم من تلك (السنة) . ويعني أيضاً أن سيطرة السفياني على منطقة بلاد الشام تتم قبل ظهور المهدي ، الأمر الذي يمكنه من إرسال جيشه إلى العراق ، ثم إلى الحجاز للقضاء بزعمه علىأنصار المهدي وحركته .
وعلى هذا ، تكون مراحل حركة السفياني ثلاثة:
مرحلة تثبيت سلطته في الستة أشهره الأولى .
ثم مرحلة غزوه ومعاركه في العراق والحجاز .
ثم مرحلة تراجعه عن التوسع في العراق والحجاز ، ودفاعه أمام زحف جيش المهدي عما يبقى في يده من بلاد الشام، وعن إسرائيل والقدس .
ومما يلاحظ في أحاديث السفياني أنها تذكر معاركه بالإجمال في الستة أشهر الأولى ، وهي معارك داخلية مع الأصهب والأبقع أولاً ، ثم مع القوى الإسلامية وغير الإسلامية المعارضة له ، حتى تتم له السيطرة على بلاد الشام . ولكن الطبيعي بالنظر إلى نوع حركته أن تكون هذه الأشهر الستة مليئة بأعمال عسكرية مكثفة ، حتى يحكم سيطرته ويستطيع تجنيد قوات كبيرة لمهامه ومعاركه الواسعة في التسعة أشهر التالية .
وقد تكون أطراف معاركه في الستة أشهر الأولى مضافاً إلى الأبقع والأصهب حاكم الأردن ولبنان ، وغيرهما من القوى المعارضة .
وتشير رواية إلى عنف معاركه مع الأبقع والأصهب وأنها تسبب دمار الشام، فعن الإمام الباقر قال: ( وخسف قرية من قرى الشام تسمىالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك فيكل أرض ، حتى تخرب الشام (وفي رواية وأول أرض تخرب الشام) ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ). (الإرشاد للمفيد ص359 ).
أما خراب دمشق المقصود بقول أمير المؤمنين : (ولأنقضن دمشق حجراً حجراً. يفعله رجل مني) ، فالظاهر أنه التدمير الذي يكون في معركة فتح القدس الكبرى التي يخوضها الإمام المهدي مع السفياني واليهود والروم .
أما في التسعة أشهر الأخيرة من حكم السفياني فيخوض حروباً كبيرة ، أهمها حربه مع الترك وأعوانهم في قرقيسيا ، ثم معاركه مع الإيرانيين في العراق ، ومعهم اليماني كما في بعض الأحاديث .
وقد تكون للسفياني أيضاً قوات في المدينة المنورة تحارب المهدي إلى جانب قوات سلطة الحجاز ، في المعركة التي يحتمل أن يخوضها الإمام المهدي لتحرير المدينة المنورة .
وبعد هزيمة السفياني في العراق والحجاز ينكفئ إلى الشام حتى تكون له مع المهدي أكبر معاركه على الاطلاق: معركة فتح القدس الكبرى .

بداية حركته

تكاد تتفق الروايات على أن السفياني يبدأ حركته من خارج دمشق من منطقة حوران أو درعا على الحدود السورية الأردنية .
وقد سمت الروايات منطقة خروجه بالوادي اليابس والأسود .
فعن أمير المؤمنين قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري . إذا رأيته حسبته أعور . اسمه عثمان وأبوه عنبسة(عيينة)وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي علىمنبرها). (البحار:52/205). وقد ورد في تفسير الربوة ذات القرار والمعين المذكورة في القرآن الكريم ، أنها دمشق .
وفي مخطوطة ابن حماد ص75 عن محمد بن جعفر بن علي قال :
(السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ، رجل ضخم الهامة ، بوجهه آثار جدري ، وبعينه نكتة بياض . يخرج من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس . يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود ) .
وفي ص74 أن بداية حركته (من قرية من غرب الشام يقال لها أندرا في سبعة نفر).
وفي ص 79 عن أرطاة بن المنذر قال: ( يخرج المشوه الملعون من عند المندرون شرقي بيسان على جمل أحمر وعليه تاج).
وينبغي التنبيه على أن ابن حماد وغيره رووا روايات عديدة عن التابعين لم يسندوها إلى النبي أو أهل بيته تتحدث عن أمور أشبه بالأساطير عن السفياني وبداية حركته . وأنه يؤتى في منامه فيقال له قم ، وأنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات .( ابن حماد ص 75 ). وهي روايات متأثرة بالأمويين ، تبالغ في شخصية السفياني أو في دوره ، أو تريد إعطاءه كرامة إلهية !
لكن الأحاديث الأخرى تتفق على أن حركته سريعة وعنيفة ، وأن شدة بطشه أمرٌ معروفٌ للرواة الشيعة ، حتى أن أحدهم يسأل الإمام الصادق عما يفعله الشيعة إذا خرج ، فعن ( الحسن بن أبي العلاء الحضرمي قال( قلت لأبي عبد الله أي الإمام الصادق: كيف نصنع إذا خرج السفياني ؟ قال:
تغيب الرجال وجوهها منه . وليس على العيال بأس . فإذا ظهر على الأكوار الخمس، يعني كور الشام فانفروا إلى صاحبكم) ( البحار:52/272 )
ويبدو أن أقوى معارضيه هم الأبقع وجماعته ، وأنهم المقصودون ببني مروان في رواية مخطوطة ابن حماد ص77: ( فيظهر على المرواني فيقتله . ثم يقتل بني مروان ثلاثة أشهر . ثم يقبل على أهل المشرق (أي الإيرانيين) حتى يدخل الكوفة ) .
وتدل بعض الأحاديث على أن الشيعة في منطقة الشام لايكونون هم العدو الأساسي للسفياني عند خروجه، بل جماعة الأبقع والأصهب الذين هم أعداء للشيعة وللسفياني معاً .
فعن الإمام الباقر قال: ( وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس ، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ فقال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن خيفته وشرته فإنما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى . قيل إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟ قال: من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان . ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم . وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ، ولا يجوزها إن شاء الله تعالى) (البحار:52/141) وهذا يدل على أن حملته على الشيعة في بلاد الشام تبدأ في رمضان بعد خروجه .
وتذكر الروايات أن سيطرته على المنطقة تكون قوية مطلقة حيث يتغلب على كل مصاعب الوضع الداخلي: ( فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه) (البحار:52/252 ).
ويفهم بعضهم من تعبير هذا الحديث أن الشيعة في لبنان وبلاد الشام سوف لا يشملهم حكم السفياني ولا ينقادون له ، وهو محتمل . وأقل ما يدل عليه استثناء طوائف من أهل الشام من الانقياد له ، وأن جماعات مؤمنة يمتنعون بعصمة الله تعالى عن المشاركة في حركته وأعماله العسكرية في العراق والحجاز . ولايبعد أن يكون لهم وضع سياسي مميز عن المواطنين العاديين في دولة السفياني ، يمكنهم من هذا القدر من الاستقلالية ، من قبيل الوضع اللبناني الفعلي بالنسبة إلى سوريا.
على كل ، يتفرغ السفياني من أعمال سيطرته على المنطقة ، ويبدأ مهمته الخارجية ، فيعد جيشه الكبير لمواجهة الإيرانيين الممهدين ( فلا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها) (البحار:52 / 237)

رد مع اقتباس