بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...
المقدمة الثانية :القبول المشروط في الإسلام
- الدين الإسلامي الحنيف وضع لبعض الأمور التعبدية شروطاً تستوجب قبول هذا العمل ، عل الفكرة تكون أوضح لو طرقنا أبواب بعض الأمثلة :
1- قال الله سبحانه وتعالى : ((قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم )) .صدق الله العلي العظيم
* الواضح من سياق الآية ، أن الله سبحانه وتعالى وضع سبلاً لقبول الصدقة ، بحيث ألا يتبع هذه الصدقة قول سوء أو فعل يخشى معه عدم قبول الصدقة ، كمعايرة الفقير ، أو الرياء في الصدقة ، أو غيره من الأمور التي تبطل خير الصدقة ، فبذلك نستطيع أن نقول بأن قبول الصدقة مشروط بعدم إلحاقها بمن أو أذى .
2- الدعاء :
* كما تنص الروايات الوردة عن أهل البيت
، بأن قبول الدعاء يكون مشروطاً بكيفية معينة توجب اتباع بعض الأمور حتى يكون الدعاء مقبولاً ، مثال ذلك :
الطهارة
الابتداء بتحميد الله وتقديسه
ذكر فضله والاعتراف بنعمه
ذكر ذنوب الداعي والاستغفار منها
الصلاة على محمد وآل محمد
التشفع بأحد الأولياء والصالحين لا سيما أهل البيت
، وعلى الأخص مولانا حجة الله بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف .
-----------------
* فمن ذلك نستشف أن بعض الأمور التعبدية في الشارع الإسلامي وضعها الشارع ووضع قبولها مواكباً لأمور معينة لتندرج فيما يصطلح عليه القبول المشروط بالإسلام .
الزهراء ونبوة الأنبياء :
- فيما يلي سنبين أن قبول نبوة الانبياء وتكاملها واتمام الحجية على العباد متعلق بالاقرار بالفضل للزهراء
، وبتحقيق محبتها ، بل ويتجاوز المقام إلى ان تكون الزهراء
حجة على المعصومين أنفسهم ، وفيه ما يلي :
قال الإمام الرضا
: (ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها )(1)
* كما في الرواية عن الرضا
، فتكامل نبوة الأنبياء مشروط بالإقرار للزهراء
بالفضل والمحبة ، فما هي عظيمة الزهراء
بحيث أن تتعلق نبوة الأنبياء بالزهراء
، وهم _الأنبياء _ حجج الله على عباده ، وهم كلمته في أرضه ، وهم الداعين إليه سبحانه وتعالى ، بل ومما يزيد المقام حيرة لهذه المرأة الطاهرة المقدسة هو ما يرويه الإمام أبو محمد العسكري
:
( كلنا حجج الله على البرايا وأمنا فاطمة حجة علينا )
* ولو أضيف معنى الرواية السابقة إلى ما ورد عن أمير المؤمنين في نهج البلاغة :
(( ونحن وسيلته في خلقه ونحن خاصته ومحل قدسه ونحن حجته في غيبه ... ))
* فالحاصل أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس وما كان معذبهم حتى يبعث فيهم رسولاً ، وأن تكون نبوة النبي والرسول مقيدة بالاقرار للزهراء
بالفضل والمحبة ، بل ويتجاوز المقام في ذلك بأن يكون أهل بيت النبوة
حجج الله على عباده ، والزهراء
حجة عليهم كما ورد على لسان الإمام العسكري
!!!!
................ يتبع
---------------------------------------------------------------
(1) الأسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي ص 12 .
* البحار - العلامة المجلسي ج42 ص 105
* مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي ص39