|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (6)
بتاريخ : 21-Feb-2010 الساعة : 08:33 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة السادسة السبب الثالث
السنة النبوية الشريفة
السبب الثالث في استبصار المستبصرين: الأحاديث الشريفة المروية عن خاتم الأنبياء ، ونحن مأمورون بإطاعة أوامر النبي ونواهيه،ونصائحه ووصاياه ، بقوله تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [1].
كما أمرنا بالولاية والتسليم المطلق له ، وأن نقبل به الحكم الفاصل فيما اختلفنا فيه، بقوله تعالى: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) [2].
إن كلامه’نور لمن اهتدى ، وكذلك كلام أهل بيته .
وقد اشترط النبي لهداية أمته بعده: التمسك بالقرآن و العترة .
حديث الثقلين
وقد وردت أحاديث كثيرة عنه في وجوب مودة أهل بيته ومحبتهم و اتِّباعهم، وهي تهدي كل منصف باحث عن الحق والحقيقة ، بحيث لا يشك أي مسلم في وجوب إتباعهم بعد النبي وقد قال رسول الله في حديث الثقلين المتواتر عند المسلمين : ( إني تارك فيكم الثقلين ، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي )[3] .
ونؤكد هنا أنّ مذاهب السنيين روت هذا الحديث بكلمة عترتي وليس بكلمة سنتي كما يدّعيه البعض أو يردده بلسانه. وقد روته بطرق متعددة ومضمون واحد وألفاظ متقاربة ، وكلها تؤكد وجوب التمسك بالكتاب و العترة[4].
وروي في مسند أحمد والطبقات وغيرها بهذه الصيغة عن النبي : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا فيما تخلفوني فيهما)[5].
وروي أن رسول الله قال: ( إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين، فقام رجل فقال: يا رسول الله وما الثقلان ؟فقال رسول الله: الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وسألت لهما ذاك ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما ، فإنهما أعلم منكم)[6].
وقد بيّن النبي الذي لا ينطق عن الهوى في هذا الحديث العظيم سبب ضلال المسلمين بأنه بعدهم عن القرآن وعن عترته أهل بيته .وقد قرنهما كشرط للهداية وعدم الإنحراف والضلال ، فهما ركنا الدين الإسلامي.
والحديث يعني بمفهومه أيضاً نفي التمسك بغيرهم ، فكل الأحاديث التي تدعي ذلك في كتب السنيين سواء كانت صحيحة أو موضوعة ، ومسندة أو مقطوعة ، لا يؤخذ بها وليست حجة ، وإنما الحجة بالمتواتر المجمع عليه وهو التمسك بأهل البيت فقط، وقد روى المسلمون كافة حديث الثقلين!
حديث أهل بيتي فيكم كسفينة نوح
كما روت المذاهب حديث أهل بيتي كسفينة نوح وهو صريح في وجوب إتباع أهل البيت و ركوب سفينتهم طريقاً للنجاة .
وقد روي عن أبي ذر أنه كان يأخذ بعضادتي باب الكعبة ويقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري سمعت رسول الله يقول: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل.
و روي الحديث عن أبي ذر وعن أبي سعيد الخدري وعن علي [7] .
كما روي بهذه الصيغة: (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بنى إسرائيل ، من دخله غفر له)[8].
إن هذا النداء النبوي العظيم يلزم كل من يؤمن برسول الله ’أن يركب في سفينة مذهب أهل بيته لينجو، لأن التخلف عنها غرق وضلال .
والتشبيه قوي وصريح بأصحاب نوح ، فلم ينج إلا الذين ركبوا سفينته ومن تخلف عنها غرق وهلك !
فهل يشك مسلم بعد هذا في وجوب إتباعهم ؟ وهل يطمئن أبناء المذاهب الأخرى بوضعهم وهم بعيدون عن وصية النبي وندائه لأمته؟!
[3]- المعجم الكبير - الطبراني:3/66 ، ج 5/167 ، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:6/375 - 376 ، كنز العمال - المتقي الهندي:1/186 ، ج 1/188 ، ج 1/381 ، سنن الترمذي - الترمذي:5/328 ، السيرة الحلبية - الحلبي:3/336.
[4]- فضائل الصحابة - النسائي/15، كتاب السنة - عمرو بن أبي عاصم/337، السنن الكبرى - النسائي:5/45، ج 5/130، خصائص أمير المؤمنين (ع) - النسائي/93، المعجم الأوسط - الطبراني:4/33، ج 4/33 ، ج 5/89 ، المعجم الكبير - الطبراني:3/66، ج 5/166 ، ج 5/170، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:9/133، كنز العمال - المتقي الهندي:1/172، تفسير ابن كثير - ابن كثير:4/123، تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي:2/111 ، البداية والنهاية - ابن كثير:5/228، المناقب - الموفق الخوارزمي/154، السيرة النبوية - ابن كثير:4/416، ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي:1/73، منتخب مسند عبد بن حميد - عبد بن حميد بن نصر الكسي/108 ، كنز العمال - المتقي الهندي:1/186
[5]- مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:3/17 ، ذخائر العقبى - احمد بن عبد الله الطبري/16 ، مسند ابن الجعد - علي بن الجعد بن عبيد/397 ، مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي:2/297 ، الطبقات الكبرى - محمد بن سعد:2/194 ، سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي:12/232
[6]- المعجم الكبير - الطبراني:3/66 ، راجع أيضا كنز العمال - المتقي الهندي:1/186 ،ج 1/188، ج 1/381
[7] - المعجم الصغير - الطبراني:1/139 و ج 2/22 ، المعجم الأوسط - الطبراني:4/ 10 ، المعجم الكبير - الطبراني:3/46 ، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/168 ، كنز العمال - المتقي الهندي:2/435 ، ج 12/98
[8] - المعجم الصغير - الطبراني:2/22، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/168، الصواعق المحرقة- ابن حجر- ص88 ، راجع أيضا تفسير ابن كثير - ابن كثير:4/123 ، ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي:1/94 ، ج 2/327
... يتبع ...
|
|
|
|
|