|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (7)
بتاريخ : 22-Feb-2010 الساعة : 07:21 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة السابعة
حديث الغدير وبيعة الغدير
قال رسول الله في حجة الوداع صراحة: ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره و أخذل من خذله[1]، وأدر الحق معه حيث دار)[2]، و هو الحديث المعروف بحديث الغدير، و هو صريح في ولاية أمير المؤمنين علي بعد النبي ووجوب نصرته وخذلان عدوه.
وحادثة الغدير متواترة عند المسلمين وقد تمت فيها بيعة أميرا للمؤمنين خليفة للنبي من المسلمين الحاضرين مع رسول الله في حجة الوداع.
ولو لم يكن إلا هذا الحديث والحادثة لكفى في أحقية أهل بيت رسول الله ، وقد كتب العلماء فيه كتباً ، فمن أراد أن يتعمق في هذا الحديث بشكل كبير يمكنه التجول في كتاب الغدير للأميني .
وقد اشتهرت تهنئة عمر لعلي يوم الغدير بقوله: « بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم » وقد رووه عن أبي هريرة بسند صحيح عندهم ، ما زالوا محيرين فيه إلى اليوم !قال أبو هريرة:
« لما أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب فقال:ألست أولي بالمؤمنين ؟قالوا:نعم يا رسول الله ! قال فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه .فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب. أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، قال فأنزل الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتيى وَرَضِيتُ لَكُمُ الآسْلامَ دِينًا.قال أبو هريرة: وهو يوم غدير خم من صامه يعني ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً »[3].
حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى
قال رسول الله حينما جعل أمير المؤمنين على المدينة في غزوته إلى تبوك : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)[4] .
فقد نصبه هنا وأوصى به وجعله إماماً للأمة من بعده ، كما كان هارون خليفة لموسى ووصيه ، إلا النبوة لأنها ختمت برسول الله .
حديث الأئمة الربانيين الإثني عشر
كما روت كتب السنيين بشارة النبيبالأئمة الإثني عشر بعده . وقد كان النبي طوال نبوته يُبَلِّغ ولاية عترته بالحكمة والتدريج والتلويح والتصريح ، لعلمه بحسد قريش لهم وخططها لإبعادهم بعده وقد لمس عنف قريش ضدهم مرات عديدة فأجابهم بغضب نبوي !
وقد أطد ذلك في حجة الوداع ، وبشر أمته باثني عشر إماماً ربانياً ورَّثهم الله الكتاب والحكم والنبوة ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
وقد روت مصادر الحكومات حديث الأئمة الإثني عشر ، لكنها اختصرته وحذفت منه أنهم من العترة ، فقالت هم من كل قريش !
روى البخاري في صحيحه: عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي(ص) يقول: يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش)[5] .
وفي صحيح مسلم: (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش) ! ( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة ، فقال كلمة صَمَّنِيَها الناس ! فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش)[6].
وفي مسند أحمد:5/93 و96 و99: (عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول الله(ص) بعرفات). وفي5/87: (يقول في حجة الوداع). وفي5/99: (سمعت رسول الله يخطب بمنى).
وهذا يعني أنه كرر الموضوع في عرفات ومنى ، ثم أعلنه صريحاً قاطعاً في غدير خم !
وفي مسند أحمد: أن النبي’أكد البشارة بالأئمة الإثني عشر في المدينة قال’: يكون بعدي...الخ. ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟قال ثم يكون الهرج)[7].
وفي الطبراني الكبير: (يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرهم من خذلهم... إثنا عشر قيِّماً من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم)[8] .
ومعنى ذلك أن الحكومات ستخالفهم وتعاديهم ، وهذا ينطبق على الأئمة الإثني عشر من عترة النبي .
وفي مستدرك الحاكم[9]: عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند النبي فقال: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة وخفض بها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟قال: قال يا بني: كلهم من قريش). وقال عنه في مجمع الزوائد:5/190: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، و البزار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ).
وفي صحيح البخاري: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ..إلى قوله يرزق من يشاء بغير حساب . قال ابن عباس: وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم ، وآل عمران وآل ياسين ، وآل محمد (ص) )[10].
وقد حاول علماء سنيون أن يفسروا الأئمة الإثني عشر ، ويخلطوا بأهل البيت غيرهم فعجزوا ، لأن صفة الإمام الرباني لا تنطبق إلا على أئمة أهل البيت .
وقد أخبر النبي أنه يقابل الإثني عشر إماماً ربانياً ، اثنا عشر إمام ضلال من أصحابه وحذر منهم ! فكما أن مقابل كل نبي عدو من المجرمين يعمل لإضلال الناس وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا )، فكذلك مقابل كل إمام هدى إمام ضلال !
روى مسلم في صحيحه[11]: أن النبي قال: (في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط..وقال حذيفة: أشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).وهؤلاء المنافقون هم الذين قال الله عن بعضهم: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً . وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً )[12].
[1] - مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:4/281 ، المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/110 ، مجمع الزوائد - الهيثمي:7/17 ، مجمع الزوائد - الهيثمي:9 - ص104 ، كتاب السنة - عمرو بن أبي عاصم/552 ، السنن الكبرى - النسائي:5/132 ، مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي:11/307 ، الاستيعاب - ابن عبد البر:3/1099 ، موارد الظمآن - الهيثمي:7/137 - 139 ، كنز العمال - المتقي الهندي:5/290.
[2]- و بهذ التكملة في كتب أخرى مثل : نهج الإيمان - ابن جبر/116، السيرة الحلبية - الحلبي:3/336، الملل والنحل - الشهرستاني:1/163
[3]- تاريخ دمشق:42/221، و233، تاريخ بغداد:8/284 ، الغدير:3/358.
[4]- مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:1/170، ص173، ص175، ص177، ص182، ص184، ص185، ج 3/ 338، ،ج 6/369 ، صحيح البخاري - البخاري:4 – ص308 ، ج 5 – ص129 ، صحيح مسلم - مسلم النيسابوري:7 – ص120، ص121 ، سنن ابن ماجة - محمد بن يزيد القزويني:1/42 ،ص43 ، سنن الترمذي - الترمذي:5/301 ، ص304، فضائل الصحابة - النسائي/13 – 14 ، المستدرك - الحاكم النيسابوري:2/ 337، ص133، السنن الكبرى - البيهقي:9/40، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/109 - 110-111 ، فتح الباري - ابن حجر:7 – ص60، ، ج18ص46 ، عمدة القاري - العيني:16/214، المصنف - عبد الرزاق الصنعاني:11/226، المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي:7/496، كتاب السنة - عمرو بن أبي عاصم/586 – 587، السنن الكبرى - النسائي:5/43 – 45، خصائص أمير المؤمنين (ع) - النسائي/ص48 ، ص 50، المعجم الكبير - الطبراني:24/146 – 147، الاستيعاب - ابن عبد البر:3/1097 – 1098 .
[5]- صحيح البخاري: 8/127
[6] - صحيح مسلم: 6/3
[7]- مسند أحمد ، 5/92
[8] - المعجم الكبير، الطبراني : 2/256 ، 3/201 ، راجع أيضا 2/214 إلى 2/218
[9] - المستدرك ، الحاكم النيسابوري: 3/618
[10] - صحيح البخاري، البخاري: 4/138
[11]- مسلم النيسابوري: 8/122
[12]- سورة الفرقان ، الآيات 27-31
... يتبع...
|
|
|
|
|