|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (10)
بتاريخ : 27-Feb-2010 الساعة : 08:05 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة العاشرة
السبب الخامس
فقه مذهب أهل البيت
إنّ الأحكام الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات أكثر دقة ورصانة في مذهب أهل البيت ، وأدق استدلالاً واستنباطاً .
وبمقارنة بسيطة للمذاهب ستجد أنه مذهب زاخر بمنطقية وروحانية خاصة مفقودة لدى المذاهب الأخرى، وبنظرة سريعة على فقه الأحوال الشخصية في مذاهب السنيين ترى العجب العجاب وتتأكد أن سبب ذلك ، أنها ابتعدت عن وصية رسول الله حيث قال: (إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله و عترتي أهل بيتي). وهذه بعض الأمثلة:
تسهيل الزواج وتصعيب الطلاق
لا يشترط مذهب أهل البيت الشهود في الزواج ، بل الإشهاد مستحب ويستحب الإعلان والوليمة ، لكن إذا أراد الزوجان أن لايعلنا ذلك فيمكنهما أن يكون زواجهما سراً بينهما ، ويجريان العقد ، ويضمنان حقوق بعضهما و أولادهما ، بالكتابة أو التعهد الشفهي ، أو الإشهاد .
لكن الطلاق في مذهب أهل البيت أكثر صعوبة وشروطاً ، فهو يحافظ على الأسرة من التفكك ويصعب هدمها ، حيث يشترط في المطلق العقل ، فلا يصح طلاق المجنون ومن فقد عقله بإغماء أو شرب مسكر ونحوهما ، ويشترط فيه الإختيار والقصد الفعلي للطلاق ، فلا يصح طلاق المكره والمجبور .
ويشترط أن تكون المطلقة طاهرة من الحيض والنفاس ، وفي طهر لم يقاربها فيه فلوقاربها في طهر لزمه الإنتظار حتى تحيض وتطهر ، ثم يطلقها بدون مواقعة مع تفصيل يذكر في الرسائل العملية .
كما لا يقع الطلاق إلا بلفظ الطلاق ، وبصيغة عربية خاصة .
ويشترط في صحة الطلاق إيقاعه بمحضر شاهدين عدلين يسمعان الإنشاء ، ولا يقع إلا تطليقة واحدة ، ولا يقع بالثلاث ولو قال أنت طالق ألف مرة !
أما عند مذاهب السنيين فلا يشترط في الطلاق الشهود ، ويقع وإن كان الزوج غاضباً فاقداً لعقله بغضبه . ويقع بثلاث تطليقات إذا قال: طالق ثلاثاً أو بالثلاث فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره !
وما أكثر ما تخرب بيوت بالطلاق عند أتباع المذاهب الأخرى ، فيحتاجون في رجوعهما إلى رجل آخر ينكحها ويسمى المحلل وفي بعض البلدان المجحش وتسمى عملية الزواج في هده الحالة بالتجحيش ! وهي كارثة أخرى تنزل بالعائلة لا تغيب عنهم حتى موت الزوجين ، وقد يعيّر بها أولادهما، و هي عملية غير شرعية.
وكل ذلك بسب حذفهم شروط الطلاق الشرعية ومنها ما نص عليه القرآن (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)[1].
وقد كانت مسائل الطلاق وفقه الأحوال الشخصية ، سبب دخول المستشار القانوني المصري الدمرداش العقالي إلى مذهب أهل البيت ، ليكتشف الفقه الحقيقي والكنز العظيم في فقههم . و في التاريخ كانت بوابة السادة الصفويين السنيين للدخول في مذهب أهل البيت ، و تحولهم المذهبي ، في زمن العلامة الحلي ، و هذا هو سبب الأحقاد و الضغائن عليهم اليوم.
الوضوء
يرى المسلم السني أن القرآن يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )[2]، بينما يقوم هو بغسل الرأس والوجه واليدين والرجلين .
و الحديث: الوضوء غسلتان ومسحتان[3] وهو يقوم بأربع غسلات .
و قد رووا ذلك عن عكرمة و قتادة وابن عباس ، وقال الشعبي نزل جبريل بالمسح، وقال: ألا ترى المتيمم يمسح ما كان غسلاً ويلغي ما كان مسحاً [4]! وقال ابن عباس أمر الله بالمسح وأبى الناس إلا الغسل[5].
فمن أين أخذ أبناء المذاهب السنية دينهم، إذا لم يكن من القرآن الذي ينص على مسح الرأس والرجل، ولا من سنة الرسول التي تنص على المسحتين ، ولا من الصحابة الذين يؤكدون على المسح ؟!
إن الحقيقة المرة أن الجماعة أخذوا معالم دينهم من الحكام ، وأخذوا هذا الوضوء من طاغية دموي سوَّد وجه التاريخ الإسلامي ، هو الحجاج الثقفي، الذي لاقى الناس في إمارته أقسى القمع والتعذيب والإرهاب، حتى سمي جزار العراق، فقد كان يخطب بالأهواز فذكر الوضوء فقال: إغسلوا وجوهكم وأيديكم وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فإنه ليس شئ من ابن آدم أقرب من مسه من قدميه فاغسلوا بطونهما و ظهورهما و عراقيبهما ، فسمع ذلك أنس بن مالك فقال صدق الله وكذب الحجاج، قال الله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم)[6]. وهنا يكتشف السني أزمة العقل في المذاهب السنية وهي تأخذ معالم الدين من الطغاة لا الفقهاء.
[1] - سورة الطلاق، آية 2
[2] - سورة المائدة ، آية 6
[3] - للمراجعة : الكتب التالية:
تفسير ابن كثير - ابن كثير:2 – ص27 ، جامع البيان - إبن جرير الطبري:6/175 ، تفسير القرطبي - القرطبي:6/92 ، تفسير البغوي - البغوي:2/16 ، الدر المنثور - جلال الدين السيوطي:2/262 ، فتح القدير - الشوكاني:2/18
[4] - تفسير البغوي - البغوي:2/16
[5] - عمدة القاري - العيني:2/238
[6] - تفسير القرطبي - القرطبي:6/92 ، عمدة القاري - العيني:2/238 ،
... يتبع ...
|
|
|
|
|